أزمات تواجه الشباب المعاصر
تختلف نظرة الناس للعصر الذى يعيشون فيه، فالبعض لا يرون فى الأمر أى أزمات أو مشاكل، والبعض الآخر يرى أن العالم أضحى مثل سدوم وعمورة، والبعض الثالث يؤكد أن الحياة المقدسة ممكنة مهما كانت ظروف العصر، لكن قطعًا هناك بعض المشاكل التى نشأت نتيجة الظروف المتغيرة والتطورات العصرية المذهلة. والمشاكل الجديدة التى أتت إلى مجتمعنا من الغرب، وسوف نعرض هنا لخمس مشكلات عصرية وكيفية مواجهتها:
وهى أخطر مشكلة، فالتقدم العلمى السريع الذى بهر أذهان الناس دفعهم - على غير الواجب - إلى نوع من الإلحاد الحديث، فيه يرفضون الله، ويعبدون آلهة من صنع البشر، كالنظريات المادية للحياة والمجتمع، أو الأفكار الجديدة. تيار المدنية الحديثة الجارف أبعد الناس عن بساطة الإيمان، فبدأت تنتشر بين بعض الشباب موجات الإلحاد وأفكار الوجوديين الملحدين.
لكن التقدم العلمى- فى الواقع - ليس هو سبب الإلحاد! فالإلحاد مشكلة شخصية ذاتية، مبنية على تعلق الإنسان بسلوك معين منحرف، يؤرق ضميره، فلكى يخدر ضميره، ينكر وجود الله!، إنها مجرد محاولة للتخلص من ذلك الصوت الإلهى الذى يقودنا إلى التوبة!، وليس هناك ملحد حقيقى واحد، حسب تعبير القديس أغسطينوس. فكلنا مؤمنون، ولن نستريح إلا فى حضن الله!، وفى أعماقنا نداء باطنى يؤكد لنا وجود الله ويدعونا إلى الراحة الكاملة فيما بين يديه.
إن المجتمعات المتقدمة علميًا واقتصاديًا، تعطينا أعظم دليل على أهمية الإيمان للنفس البشرية، فرغم تقدمها هذا نرى تزايدًا مستمرًا فى الأمراض النفسية، والاضطرابات العصبية!، وهناك فراغ روحى نفسى فى داخل الإنسان، وهذا الفراغ لا يملؤه إلا الله!، إن السر العميق الذى يكمن وراء سلامة النفس البشرية روحيًا ونفسيًا هو وجود الرب داخل حياتنا فالله «هُوَ سَلاَمُنَا» (أفسس 14:2).