«وا إسلاماه»
جمعتنى مع الفنان الكبير أحمد مظهر جلسات عديدة، وكنت دائمًا أتردد على ڤيلته فى شم النسيم، وكانت دائمًا تجمعنا فى هذه اللقاءات الفنانة الراحلة نادية لطفى والفنانة الراحلة مريم فخر الدين، وحكى لى الفنان أحمد مظهر ذات يوم عن فيلم «وا إسلاماه» وقال لى إن فيلم «واإسلاماه» ملحمة سينمائية خالدة ووثيقة تاريخية مهمة؛ حيث يوثق فترة حاسمة فى تاريخ مصر.. عُرض هذا الفيلم التاريخى الضخم عام ١٩٦١، وهو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الكبير على أحمد باكثير، والفيلم إنتاج مشترك بين مصر وإيطاليا، هناك نسخة منه يقوم ببطولتها فنانون إيطاليون.
والفيلم من إخراج المخرج الإيطالى إنريكو بومبا، والمخرج المجرى أندرو مارتون، وإنتاج المنتج الكبير رمسيس نجيب الذى تمكن من توفير الموارد اللازمة لبناء الديكورات الضخمة وتصميم الأزياء المعقدة وتكلف إنتاج الفيلم مبالغ طائلة، ويُعد هذا العمل أضخم وأكبر الأعمال من حيث الميزانية وعدد الأبطال والممثلون والعمال فى تاريخ السينما المصرية.. كتب السيناريو روبرت أندروز، وتم الدوبلاج فى استوديوهات شنشيتا بروما، وقام ببطولة النسخة المصرية مجموعة كبيرة من النجوم المصرية منهم لبنى عبدالعزيز، رشدى أباظة، تحية كاريوكا. أما فى النسخة الإيطالية فقامت النجمة سيلفانا بامبانيانى بدور شجر الدر وقام بدور أقطاى الفنان الإيطالى فوكلو ليوللى، وفرانكو كاريللى بأداء الدور الذى أداه الفنان فريد شوقى، وعُرض الفيلم بدور العرض الإيطالية تحت اسم،La Spada Dell›islam.
وتدور أحداث القصة بين عامى ٦٣٣- ٦٥٨ ميلادية وتبدأ فى غزنة بأفغانستان بعد اجتياح جحافل التتار مملكة السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه الذى ظل يقاتلهم كثيرًا حتى انهزم فى النهاية لكثرة جنودهم ووجود بعض الخونة فى جيشه، ولكنه قاوم حتى قصره الملكى ثم هرّب ابنته جهاد مع ابن أخته محمود بن ممدود مع الشيخ سلامة ويصلون إلى مصر فيقرر سلامة بيعهما مع العبيد حتى لا يقعا فى يد بلطاى بعد أن يقوم بعمل علامة لهما فى الكتف وبعد أن يتمكن من بيع محمود ضمن المماليك الأرقاء وجهاد ضمن راقصات الملكة يستطيع بلطاى القبض عليه ثم إفقاده بصره ويتناول الفيلم قصة محمود، الذى يصبح فيما بعد السلطان قطز، وكفاحه من أجل استعادة كرامته وشعبه، وكيف تمكن من توحيد صفوف المسلمين لمواجهة خطر التتار وينتهى الفيلم بهزيمة التتار فى معركة عين جالوت.
شهد الفيلم معارك عنيفة وتم تصويرها فى الصحراء المصرية وتم الاستعانة بأكثر من ألف حصان وخمسة آلاف شخص واستعان المنتج رمسيس نجيب بهذا العدد الضخم من الخيل المدربة بكفاءة عالية على أداء هذه المشاهد الحربية من خيل سلاح الفرسان والشرطة، ومن أماكن التصوير الأخرى للفيلم بيت الكريتلية.
ساهم شادى عبد السلام بشكل كبير فى إضفاء الواقعية التاريخية على الفيلم، حيث جعل المشاهد يشعر وكأنه يعيش فى العصر الأيوبى فقام بتصميم جميع الأزياء التى ظهرت فى الفيلم وتصميم الديكورات بشكل دقيق من الناحية التاريخية وقد استخدم فى تصميماته ألوانًا زاهية وأشكالًا هندسية مستوحاة من الفن الإسلامى وأصبحت تصميماته جزءًا لا يتجزأ من هوية الفيلم.