زوجات عمر بن الخطاب.. مواقف عمر من النساء
يُروى أن عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت، فسمع امرأةً، تنشد فى الطواف:
«فمنهنَّ مَنْ تُسقى بِعذبٍ مُبرَّدٍ.. نُقاخٍ فتِلكُم عند ذلك قرَّتِ/ ومِنهنَّ مَنْ تُسقى بأخضَرَ آجِنٍ.. أُجاجٍ فلَولا خَشيةُ الله فرَّتِ».
فتفرَّس عمر ما تشكوه هذه المرأة، فبعث إلى زوجها فاستنكهه، فإذا هو أبخر الفم، (أى رائحة فمه كريهة) فعرف السبب، فإنسان دميم له رائحة كريهة، هذا من شأنه أن يؤذى زوجته، وقد يدفعها إلى أن تفكر بغيره، وقد يدفعها هذا إلى معصية الله.. فلا بد للزوج أن يتبع السنة النبوية، لأن الله
عز وجل يقول:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [سورة البقرة الآية: ٢٢٨].
فكما أنك من حقك أن تطلب من زوجتك شيئًا، هى أيضًا من حقها أن تطلب منك شيئًا.
ومن أشهر ما يؤثر عن عمر رضى الله عنه فى تفهُّمه لقضايا المرأة، وبالأخص ما يتعلَّق برغباتها واحتياجاتها، التى فطر الله تعالى النساء عليها، ما روى من أنه كان يطوف ليلةً بالمدينة متفقدًا رعيته، فسمع امرأةً تقول:
«فواللهِ لولا اللهُ لا شىءَ غيره لزُعزع من هذا السرير جوانبُه/ مخـافةَ ربى والحيـاءُ يكُفُّنى وإكرامُ بعلى أن تُنـال مراكبُه».
يبدو أن زوجها ابتعد عنها كثيرًا، وهى فى أشد الحاجة إليه، فلما كان من الغد، استدعاها عمر وسألها:
-«أين زوجكِ؟»
قالت:
-بعثت به إلى العراق.
سألها عمر من غير أن يشعرها بما سمع منها، وأجابته هى بحياءٍ وتصبُّر، ولم تفصح عما فى نفسها من شوقٍ عميق لزوجها الغائب عنها، عندئذٍ استدعى عمر نساءً مع ابنته حفصة، فسألهن عن المرأة المتزوجة:
-«كم مقدار ما تصبر عن زوجها؟»
فقلن:
-«شهرين، ويقل صبرها فى ثلاثة أشهر، وينفد صبرها فى أربعة أشهر».
عند سماع هذا القول، أعطى عمر أمرًا، ألا يجمَّد الجندى فى البعوث أكثر من أربعة أشهر، وبعدها يعود إلى زوجته. من أجل ذلك أيضا كان عمر يجنِّد فى جيوش المسلمين غير المتزوجين، ويدع المتزوجين مع زوجاتهم، ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
وكان رضى الله عنه يقول:
«والله ما استفاد رجلٌ فائدة بعد إسلامٍ خيرًا من امرأةٍ حسناء، حسنة الخلق، ودودٌ ولود- أى أن أثمن شىء بعد الإيمان بالله زوجة صالحة- والله ما استفاد رجلٌ فائدةً بعد الشرك بالله شرًا من مُرَيَّةٍ- تصغير امرأة- سيئة الخُلُق، حديدة اللسان، والله إن منهن لغُلًّا ما يُفدى منه وغُنمًا ما يُحذى منه».
أى أن أفضل شىء للمرء بعد الإيمان زوجة صالحة، وأسوأ شىء للإنسان بعد الشرك امرأةٌ سيئة الخلق حديدة اللسان.