رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الشباب والتدخين

قسم : مقالات
الأحد, 06 أكتوبر 2019 18:42

- أولاً: فى إحدى رحلاتى للخدمة فى أمريكا، لافتقاد شبابنا القبطى هناك، لاحظت فى شارع متسع ورئيسى لافتة معلقة من اليمين إلى اليسار، وعليها هذه العبارة: «التدخين هو السبب الأول لسرطان الرئة».. ومعروف أنه يتسبب أيضًا فى سرطان الكلى والمثانة، لذلك فالتدخين هو العدو المحبوب فى مجتمعنا، بسبب أضراره على الإنسان والمجتمع كله، خاصة بين الشباب، حيث يسبب الأضرار الشديدة فى الجسم على المدى القصير والمدى البعيد، ومنها الأمراض المزمنة والخطيرة، مثل السرطان فى: الرئتين–الفم–البلعوم... إلخ.

- ثانيًا: وكذلك يؤدى إلى انهيار الناحية الاقتصادية وضياع الكثير من الأموال على صناعة السجائر، وإنتاج التبغ، والإعلان للتسويق. لهذا انتبهت الدول المتقدمة، وعملت على مواجهته بخطط قومية شاملة، من خلال أجهزة الإعلام والمؤسسات التعليمية، والأسر نفسها بحيث أخذت أعداد المدخنين فى الانخفاض.

 

 

- ثالثًا: وترجع خطورة التدخين الشديدة فى هذا القرن لأنه يعتبر كمدخل، أى بوابة، لعالم المخدرات. لهذا دائمًا نقول إن التدخين أولى خطوات الإدمان.

 

 

أسباب التدخين

 

 

1- عند الرجال:

 

 

- يعتقد البعض أن السيجارة تحسن المظهر الاجتماعى، ويعتبرها البعض رمزًا للمركز الاجتماعى المتحضر، وتهدئة الأعصاب، وأنها ترفه عن النفس وتملأ الفراغ.

 

 

- بينما يعتقد البعض الآخر أنها تزيل الخجل وضعف الشخصية، بينما يبدأ آخرون التدخين للتلذذ بنكهته، ومع الوقت يصبح جزءًا من شخصيتهم، ومنهم من يتعاطاه لمجرد تلبية لنزعته النفسية.

 

 

2- عند النساء:

 

 

يفسر علماء النفس ظاهرة تدخين المرأة للسجائر بميلها إلى المساواة مع الرجل فى كل شىء، أو باعتبار استعماله كإحدى وسائل التمتع بالحياة.

 

 

3- وعند صغار السن «الشباب»!

 

 

ترتبط مشكلة التدخين عند الشباب بالعوامل التالية:

 

 

1- يعتقد بعض صغار السن أن التدخين علامة من علامات الرجولة ورمز من رموز الرشد والاستقلال وقوة الشخصية، فيبدأون فى التدخين اعتقادًا منهم أنهم سيكونون مقبولين أكثر من المجتمع، ويثبتون شخصيتهم، ويحسنون فى حالتهم النفسية والعاطفية. ومع الوقت تصبح عادة التدخين جزءًا من حياتهم.

 

 

2- تقليد الآباء والأقارب والأصدقاء، ففى مرحلة المراهقة: نجد الشباب ميالاً لحب الاستطلاع وتجربة كل جديد، وحب الظهور، والتصرف مثل الكبار مقلدًا مواقفهم وسلوكهم، والتى من بينها عادة التدخين.

 

 

3- قلة التوجيه من طرف الآباء والأمهات لأبنائهم، وخاصة حثهم على تجنب عادة التدخين السيئة، فقد أثبتت الإحصائيات التى أجريت لدى الشباب أن نسبة المدخنين أكبر بأربع مرات عند من لا يجدون التوجيه من الأسرة.

 

 

التبغ ومكوناته وأضراره

 

 

- فتدخين السيجارة تنتج عنه 4000 مادة كيميائية على الأقل، 200 منها سموم و60 منها تسبب مرض السرطان.

 

 

- بل ثبت أن 30% من حالات مرض السرطان فى العالم سببها التدخين.

 

 

- ولا تقل خطورة عنها السجائر الإلكترونية، وهى أجهزة تدخين بالبطاريات، مملوءة بسائل يحتوى عادة على النيكوتين، والمنكهات، والمواد الكيميائية..

 

 

- وهنا سوف نتناول خمسة فقط من هذه المواد بخطورتها الشديدة على صحة الإنسان.

 

 

1- النيكوتين:

 

 

- وهى المادة الفعالة فى السيجارة المستخرجة من نبات التبغ، وهى عبارة عن زيت لا لون له، مستهجن الرائحة ويذوب فى الماء، يصبح بنى اللون إذا تعرض للهواء، ويعد مسؤولاً عن الآثار المباشرة للتدخين، إذ تمتص الرئتان ما بين 2.5–3.5 مجم نيكوتين من كل سيجارة يدخنها الفرد.

 

 

- ويحدث النيكوتين إحساس الحرقان فى الفم والبلعوم وألما شديدا فى البطن، ينتج عنه ارتفاع درجة الحرارة والصداع، كما يؤدى إلى تنشيط حركة الأمعاء، وزيادة الإفراز المعدى، مما يقلل الإحساس بالجوع وزيادة معدل نبض القلب. حيث يصل النيكوتين إلى المخ خلال 7 ثوان. كما أنه ينبه خلايا الجهاز العصبى اللاإرادى، مما يزيد من نشاط القلب والعضلات والأوعية الدموية فيرهقها.

 

 

- كذلك فإنه يزيد من احتمالات الإصابة بالجلطة الدموية وتصلب الشرايين.

 

 

- وتؤدى زيادة عدد السجائر، التى يتم تدخينها يوميًا، إلى تأكيد الإصابة بتلك الأمراض.

 

 

2- أول أكسيد الكربون:

 

 

هو غاز سام عديم اللون والرائحة، ويعد المصدر الأول للإصابة بأمراض الدورة الدموية الحادة منها والمزمنة، إذ يتحد مع هيموجلوبين الدم (المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى خلايا الجسم)، بمعدل سريع جدًا يفوق معدل اتحاد الهيموجلوبين بالأكسجين مائتى مرة، مما يؤدى إلى عدم أكسدة الدم، التى تسبب أحيانًا الغيبوبة والإفراز اللعابى.

 

 

- وكذلك يؤدى إلى تعب العضلات، وسرعة نبض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل التنفس، ويهيج الغشاء المخاطى للرئة، ويزيد من إفرازات الشعب الهوائية، وينتج عن كل هذا إرهاق لجميع أجهزة الجسم.

 

 

3- القطران (ما يسمى شعبيًا «الزفت»):

 

 

وهو سائل لزج بنى اللون سام جدًا، يترسب على جدران الحويصلات الهوائية بالرئة، ويغير فى تكوين الخلية، ثم يبدأ تكوين الخلايا السرطانية فى الرئة، وتزداد خطورة الإصابة به، إذا بدأ الفرد تدخين السجائر مبكرًا، أو كان من المدخنين بكثافة، أو من الذين يدخنون السيجارة بسرعة أو فى وقت قصير، فكل هذا من عوامل الإصابة بالسرطان، خصوصًا سرطان الرئة والفم والشفاه والحنجرة، ويتسبب أيضًا فى اصفرار الأسنان واليدين.

 

 

4- الأمونيا Ammonia:

 

 

وهى المادة المستعملة فى صناعة الأسمدة وبعض المنظفات، حيث إنها غاز مهيج للرئتين، فتزيد من إفرازاتها، مما يصيب المرء بسعال جاف، مصحوب ببلغم دموى، وتتسبب فى التهابات الأغشية المخاطية للأنف والفم والحلق والبلعوم، والسعال المستمر، ونزلات البرد المزمنة.

 

 

5- السيانيد:

 

 

وتحتوى كل سيجارة على 240 ميكروجراما من السيانيد، وهو غاز سام يقوم بطرد الأكسجين من الخلية، كما يحدث عطبًا بالخلايا العصبية فى القشرة المحنية، خصوصًا فى مراكز اللمس والألم والبصر، مما يفقد الفرد قدرته على الإحساس باللمس، والإحساس بالألم، ويضعف قدرته على الرؤية.

 

 

- وقد حذرت صحيفة «The Sun» البريطانية الجميع بقولها: «حان وقت الإقلاع عن التدخين».. فقد ارتفع عدد ضحايا السجائر الإلكترونية، بسبب أمراض الرئة الحادة. ونتيجة لذلك ذكرت نفس الصحيفة أن نيويورك هى ثانى ولاية تحظر بيع السجائر الإلكترونية لأضرارها الصحية. (للحديث بقية)

 

 

* أسقف الشباب العام

 

 

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

Rochen Web Hosting