رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

أبو الهول وحيد ليس له توأم!

قسم : مقالات
الثلاثاء, 05 سبتمبر 2023 11:22

كان أول المُدّعين بأن لـ«أبوالهول» توأمًا إيطاليًّا!، وبعدها تبناها مُدَّعٍ آخر مصرى، وأخيرًا أحد المنتسبين إلى مجال الآثار. وقد كتبت في هذا الموضوع كثيرًا، لكن لا تزال تأتينى الرسائل من المهتمين بالحضارة المصرية القديمة تسألنى عن حقيقة موضوع توأم «أبوالهول». وكاد موضوع وجود «أبوالهول» آخر ينتهى لولا أن خرج علينا الأثرى المشار إليه عاليه بخرافة أن هناك تمثالًا آخر لـ«أبوالهول» في الجيزة، وقد اختار له موقعًا جديدًا غير الذي اختاره المُدّعيان الأول والثانى!.

 

كانت البداية بالزعم أن هناك تمثالًا توأمًا لـ«أبوالهول» جنوب الطريق الصاعد لهرم خفرع موازيًا ومساويًا في الحجم لـ«أبوالهول» الحالى. واستشهد المؤيدون لهذه الخرافة بلوحة الإحصاء، التي عُثر عليها داخل معبدهرم الملكة حنوتسن إلى الشرق من هرم زوجها الملك خوفو، واللوحة موجودة حاليًا في المتحف المصرى. وقد زعم أصحاب هذا الرأى أن التمثال التوأم قد دُمر تمامًا بواسطة صاعقة ضربت منطقة آثار الهرم قديمًا. وتعتمد هذه الخرافة على مبدأ فنى معروف في الفن المصرى القديم، الذي يُعرف بالسيمترية، أي التماثلية والتوازن، بمعنى أن المصرى القديم لم يكن أبدًا ليُقيم مسلة واحدة على جانب المدخل سواء مقبرة أو معبدًا، ولكن كان يصر على وجود واحدة على اليمين وأخرى على اليسار، ونفس الوضع بالنسبة للتماثيل، فلم يكن مقبولًا وضع تمثال واحد فقط على جانب من الجوانب وترك الجانب الآخر فارغًا.. وهكذا. ويستشهد صاحب الزعم بوجود توأم لـ«أبوالهول» بما يشير إليه بلوحة تمثل الليل والنهار في عقيدة المصرى القديم من خلال تصوير تل على اليمين وآخر على اليسار، وأمامهما أسدان، أحدهما يسمى اليوم، ويبعث بكرة صغيرة من فمه إلى الأسد الرابض أمام التل الآخر، ويسمى الغد. وتفسير اللوحة على حد زعمه هو أن وجود أسد

«أبوالهول» أمام هرم خوفو، الذي يمثل التل الأول، يعنى بالضرورة وجود أسد آخر يقف أمام هرم خفرع

«أبوالهول». هذا بالإضافة إلى ما تم تصويره على اللوحة الشهيرة بلوحة الحلم، الموجودة بين قدمى

أبوالهول، وقد نُقشت عليها صورة الملك وهو يقدم القرابين لاثنين من تماثيل «أبوالهول». ويزعم صاحب نظرية توأم «أبوالهول» أنه بالتعاون مع وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء، تم تحديد صورة فضائية لهضبة الأهرام التقطتها مركبة الفضاء أنديفور عام 1994. ولقد أثبتت وجود جسم حجرى ضخم موازٍ

لـ«أبوالهول» الحالى وخلف معبدالوادى، وذلك في نفس المكان المقترح منه لـ«أبوالهول» الثانى، وهو- حسب تقدير صورة الرادار الخاص بالمركبة الفضائية- يقع على عمق حوالى 15 قدمًا من سطح الأرض.

كلام شكله جميل ومنمق، وقد يصدقه مَن ليست له دراية بعلم الآثار وبمنطقة آثار الجيزة، ولذا وجب الرد بالأدلة والأسانيد على هذه الخرافة، والتأكيد على أنه لا يوجد دليل واحد حقيقى يشير مجرد إشارة إلى أن «أبوالهول الجيزة» ليس وحيدًا وأنه كان له توأم!.

 

Rochen Web Hosting