رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

جورج سوروس العرب

قسم : مقالات
الخميس, 28 نوفمبر 2019 12:19

العنوان أعلاه من وصف صحيفة «لوموند» الفرنسية لعزمى بشارة المستشار السرى لأمير قطر تميم بن حمد، وفى تقرير لها، تسميه بـ«عراب الفوضى» فى المنطقة، وبوق قطر لنشر خطاب الكراهية والإرهاب.. وتفضح الدور التخريبى الذى يمارسه المستشار الذى يفاخر بإسرائيليته، وعضويته فى الكنيست، بل وترشح قبلًا على رئاسة الحكومة الإسرائيلية ببرنامج ينكر وجود دولة فلسطين السليبة!

لوموند الفرنسية، تحدد موقع بشارة من الإعراب العربى، وتعتبره «كلمة السر» فى موجة الفوضى التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وكلمة السر أيضًا فى محاولات قطر الساعية لعرقلة تشكيل جبهة مناهضة لسياسات إيران التخريبية والإرهابية.

تتقصى «لوموند» بداية الدور التخريبى لـ»بشارة» مع ما يعرف بـ»أكاديمية التغيير»، التى كانت الذراع التخريبية لقطر، وتمويل التطرف والإرهاب، عبر تشكيل فكر ووعى الشباب العربى على أسس الفوضى، انطلاقًا من المقولة الوهمية فى عالم السياسة: «إن بناء الدولة على أسس صحيحة يحتاج إلى الهدم تمامًا»، وهى تستند إلى ما يعرف بـ»استراتيجية حروب اللاعنف»، القائمة على هدم أركان ومرتكزات أى دولة. هذه المقولة، كشفت الأحداث عن زيفها بعد محاولات تطبيقها فى سوريا وليبيا، ومن قبلها العراق، والتى أسفرت عن تشريد الشعوب، وتخريب الدول، وإراقة دماء الأبرياء.

وفى إطار محاولات بشارة تجميل الفكر التخريبى الفوضوى الممول من قطر، تم تأسيس ما يعرف بـ«المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات»، الذى يتولى إدارته، ويؤسس لنظريات الفوضى، عبر الالتفاف على النظريات والمناهج الأكاديمية، لإضفاء شرعية علمية وزخم معرفى على الأفكار الهدامة.

لوموند الفرنسية، كشفت دور بشارة فى محاولات زعزعة استقرار أمن الدول العربية المناهضة لإيران، وقالت إن « أى قرار يتخذه أمير قطر، ما هو إلا توجيهات من عراب الفوضى، الذى يحاول زرع الفتنة بين دول الخليج، ويعرقل أى محاولة لتشكيل جبهة مناهضة للنظام الإيراني».

الصحيفة الفرنسية شبهت عزمى بشارة، بـ«جورج سوروس العرب»، الملياردير اليهودى الأمريكى من أصل مجرى، «المتهم بالشعبوية وزعزعة استقرار الحكومات فى أوروبا ومنطقة القوقاز، تحت ستار الأعمال الخيرية والإنسانية». ويلقب رواد التواصل الاجتماعى من الشباب فى العديد من البلدان العربية، عزمى بشارة وأتباعه، بـ«خلايا عزمي»»، مضيفة أنه «مؤيد لدخول تنظيم الإخوان الإرهابى فى اللعبة السياسية».

وتشير «لوموند» إلى أن عزمى بشارة يرى فى قطر ملجأ لنشر أفكاره التخريبية، فهو يقيم بها لأكثر من عقد من الزمان، وخلال تلك الفترة اشرف على أسطول الصحف ومحطات التليفزيون ومواقع الإنترنت والمؤسسات البحثية القطرية، بما فى ذلك المركز العربى للبحث ودراسات السياسات، الذى افتتح مؤخرًا فرعًا فى باريس، معتبرة أن «ذلك التوغل فى قطر التى تؤويه يثير غضبًا واسعًا».

وتابعت لوموند: «إن هذه الإمبراطورية الإعلامية- الأكاديمية التى يديرها بشارة بنيت بدعم سياسى ومالى من الأسرة الحاكمة فى قطر، وبدعم شخصى من « تميم بن حمد».. والمتتبع لسياسات الدوحة، يرى أنها تتطابق مع التوجهات الإيرانية الساعية إلى تفكيك الدول العربية، فى مسعى منها لخلق بؤر نفوذ من ناحية، والسيطرة على مقدراتها الاقتصادية والسياسية من ناحية ثانية، لصالح مشروعها التوسعى القائم على الفتن والتمييز العنصرى الإثنى والمذهبى.

خطاب الكراهية والإرهاب الذى تتبناه المنافذ الإعلامية للدوحة، يدعم سياسات طهران التى تغذى العنصرية واستخدام العنف بين الشعوب العربية، وهو ما يتطلب تمويلًا للجماعات والعناصر الإرهابية، عبر دعم تنظيمى القاعدة وداعش فى سوريا والعراق والحوثيين فى اليمن، والمليشيا المسلحة فى ليبيا.

من يريد التعرف على حجم التأثير الشرير لعزمى بشارة، يراجع ما كتبه شخصيًا عندما انكشف أمره، فحاول خديعة المراقبين، وإبعاد الأنظار عنه، وإعلان اعتزاله السياسة، كيف هذا، يستحيل أن يعتزل إبليس الشر، خلق ابليس للشر، بشارة خليق بالشر، مجيد فى دور الشرير، شيطان الإمارة القطرية، فبشارة عقل تميم، إبليس سكن عقل الأمير المارق عربياً.

كل حرف يخطه بشارة يشى بمؤامرة، الشيطان لا يعتزل، وبشارة يغادر منطقة الضوء إلى الظلام، أمير الظلام يعلن اعتزاله الأضواء فى رسالة مشفرة إلى أتباعه المخلصين، نص يوسوس لهم: «تقرر ترك ما تبقى من العمل السياسى المباشر للتفرغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكرى، فهو الأهم والملحّ والممكن فى هذه الظروف».

من وسوسة بشارة تخمن جرائمه التى لاتسقط بالتقادم ولا يغفرها اعتزاله الإعلامى، قتل التضامن العربى وإشاعة الفوضى فى المنطقة، وتعميق الصراع الطائفى والعنصرى والحروب الأهلية، جميعها من تدبير هذا الشيطان الرجيم الذى استولى على عقل الأمير الطائش.

من منتجات الشيطان الاسرائيلى، توطين الإرهاب الفكرى والدينى والطائفى والمذهبى، لم يترك بشارة إرهابًا إلا ودعمه فكريًا وإعلاميًا عبر منابر الدوحة الإرهابية، ولم يترك جماعة إرهابية إلا وأنعشها تنظيرًا وأخبارًا وإعلامًا، وجمع لها « سواقط القيد »، ووفر لهم ملاذات آمنة فى صحف وقنوات ومواقع، جميعها تناصر الإرهابيين.

بشارة شيطان العائلة القطرية الحاكمة، ومرشدها السياسى، يلعب الدور الذى لم يستطعه الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى يميل أكثر للتنظير، لكن بشارة يجيد فى الفعل السياسى المباشر، فسعد اكتفى بدور العراب عن بعد، أما بشارة فشيطان رجيم، فى أموال الإمارة جُعل معلوم للشياطين والعرابين.

 

Rochen Web Hosting