رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

لا تهمل الموهبة التى فيك

قسم : مقالات
الأحد, 12 يناير 2020 17:00

مع نهاية عام 2019 وبداية 2020 نشعر بأن هناك وقتًا يمضى وآخر يجىء، ولابد من إدارة حسنة للوقت، لنستثمره لسعادتنا وسعادة من حولنا.. لذلك نصح القديس بولس تلميذه تيموثاوس قائلا له: «لا تهمل الموهبة التى فيك» (1تى14:4):

-إن وقتك أمانة وكنز بين يديك.. قرأت عبارة تقول إنه: «لا فائدة ولا جدوى فى الأمر، لقد انتهى كل شىء وفات الوقت»!!.

 

 

- نعم صديقى.. فكل شىء فى الوجود يمكن تعويضه: الصحة، المال،.. إلخ، إلا الوقت. لذلك ينصحنا القديس بولس قائلاً:«مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ» (أفسس 5: 16)، فالوقت الذى يمر لا يمكن لأى قوة فى الدنيا أن ترجعه، لذا يقولون فى المثل: «Time Flies» بمعنى «الوقت يطير».

 

 

- أصدقائى.. «إن الله يعطينا كل يوم شيكًا محدود القيمة» (24 ساعة)، وعلينا أن نستغل هذه القيمة أفضل استخدام، ولكن.. إن كنا نضيع الوقت، ويتسرب عمرنا من بين أيدينا، فنبعثر هذه النعمة التى سيحاسبنا الله عليها!! ينطبق علينا المثل الذى يقول: «What greater Crime than loss of Time ?» بمعنى: «لا جريمة أعظم من فقدان الوقت».

 

 

-ومن الغريب أننا اعتدنا أن نعطى بعضًا مواعيد غاية فى الغرابة، وغير محددة بالضبط، مثلاً «أفوت عليك بكره.. أفوت عليك العصر... إلخ..»

 

 

وفى قول القديس بولس: «مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ» (أفسس 5: 16) وتعنى أكثر من معنى..

 

 

-1فهى أول ما تعنى أن الأيام قصيرة، وسرعان ما تنتهى، كما قال داود النبى فى سفر المزامير: «لأن كل أيامنا فد انقضت.. أفنينا سنين كقصة» (مزمور 90:9)، كذلك قال القديس يعقوب: «إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ» (يعقوب 4: 14).

 

 

-2وتعنى أيضًا أن الأيام غادرة وخائنة، فنحن اليوم نستطيع أن نتحرك ونعمل، ولكننا لا نعرف ما تخبئه لنا الأيام، وما سنكون عليه غدًا.

 

 

-3وأن الفرصة لا تعود مرة ثانية، واليوم الذى ينقضى، لا يمكن أن يعود مرة أخرى، ولا يمكن أن نعيش حياتنا مرتين.

 

 

-4والأيام شريرة بمعنى أن العالم وضُع فى الشرير، والناس تتساقط كل يوم فى دوامة الشر والرذيلة، ودورنا كأبناء الله أن ننقذ ونتحرك لنفعل شيئًا.

 

 

لذلك لابد من الاستفادة المثلى من الوقت.. ونقترح الآتى:

 

 

-1خذ وقتًا للقيام بالتخطيط: فكل دقيقة تضيع فى التخطيط توفر 3 دقائق فى التنفيذ، فتدرب على التخطيط لحياتك وأهدافك.

 

 

-2درَّب نفسك على نظام ثابت نسبيًا: فى النوم والاستيقاظ، فى العمل والراحة... إلخ، فالنظام سيساعدك على تسيير حياتك بيسر وسهولة.

 

 

-3حدَّد أولوياتك: مع بداية كل يوم اكتب المهام التى تريد أن تقوم بها، مرتبة حسب أهميتها، حتى لا يضيع الوقت فى التوافه، ولا نجد وقتًا للضروريات.

 

 

-4حدَّد مواعيد الانتهاء من المهام: فكثيرًا ما نحدد مواعيد البداية، وننسى أن نحدد مواعيد الانتهاء من المهام التى نقوم بها. فحدد مواعيدك بشكل واقعى، والتزم بها، لكى يصبح لديك الإحساس الدقيق، بقيمة الوقت الذى تحتاج إليه، مع عمل حساب للطوارئ طبعًا.

 

 

-5قم بمهمة واحدة كل مرة: انس كل شىىء إلى أن تنتهى من المهمة التى تقوم بها حاليًا، فكثرة المشغوليات تدمر تركيزك.

 

 

-6استخدم وقتك المفضل بشكل فعال: حدَّد الوقت الذى تكون فيه فى ذروة نشاطك كل يوم، واستغله فى القيام بالأعمال الهامة، والتى تحتاج إلى مجهود فكرى كبير، وتتطلب تركيزًا عاليًا. تحديد وقت كل جانب من جوانب الحياة هام جدًا، حسب معطيات واحتياجات كل جانب، ويجب ألا يطغى أحدهم على وقت الآخر. حتى مدة الراحة لابد أن تكون مثمرة وبناءة «مُثْمِرِينَ فِى كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (كو رنثوس10:1).

 

 

-7توفير الفاقد: أى الاتزان فى حفظ الوقت وتوفيره، فليس الترويح كثيرًا مفيدًا، ولا الكبت الكثير مفيدًا. ولا تجعل فتات الوقت يضيع، بل حدد عملاً معينًا تستثمر فيه ما جمعته من كسر الوقت، والرب سوف يبارك فى الكثير والقليل.

 

 

-7قم بالعمل مرة واحدة فقط: بمعنى أنه عندما تنتهى من قراءة رسالة أجب عنها فورًا، حيث إن الموضوع لا يزال جديدًا فى ذاكرتك، وهذا يوفر عليك مشقة إعادة الموقف مرة أخرى.

 

 

-8استخدم الهاتف بفاعلية: فلا تضيع وقتًا فى مكالمات دون جدوى.

 

 

-9تخلص من شىء ما كل يوم: تخلص من الأوراق عديمة الأهمية، وأعد ترتيب أولوياتك، واحذف ما أنجزته وتخلص مما يبدو قليل الأهمية.

 

 

-10كف عن التأجيل: التأجيل أكبر مضيعة للوقت، فالابتداء فى العمل، أقل ألمًا من التفكير فيه.

 

 

-11تعلم أن تفوض آخرين: فكل ما يمكن أن تفوضه للآخرين ليقوموا به بدلاً منك فوضه، فهذا سيوفر وقتك للمتابعة السليمة،
والقيام بأعمال أخرى.

 

 

-12كافئ نفسك: بعد أن تنتهى من عمل هنئ نفسك، وخذ بضع دقائق للارتياح، واجعل نفسك خالى الذهن، قبل أن تبدأ فى المهمة التالية، وتمتع بالإحساس بالإنجاز.

 

 

-13احتفظ بأوراق مكتبك منظمة: وهذا سيوفر لك الكثير من الوقت.

 

 

-14قلّل ساعات نومك: فالنوم يولد نومًا، فبقدر الإمكان قلل هذه الساعات إلى الحد الأدنى، بحيث لا يؤثر هذا على تركيزك، ولا على صحتك.

 

 

ختامًا.. يقول القديس متى: «كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِى النَّارِ» (متى 19:7).. لذلك إذا كنا لا نستغل إمكانياتنا ومواهبنا، فلنسأل أنفسنا: «لماذا»؟ ثم لا نقف هكذا، بل نفعل شيئًا إيجابيًا حيال ذلك.

 

 

أخيرًا صديقى.. هناك شىء مؤكد أننا فى لحظةٍ ما نُولد، وفى لحظةٍ أخرى سنموت، وما بين هاتين اللحظتين تمتد حياتنا القصيرة، فهل نملأها بالأعمال الصالحة أم نتركها تضيع هباء!!!.

 

 

* أسقف الشباب العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

Rochen Web Hosting