رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الشباب.. ودعوة للإبداع (2)

قسم : مقالات
الأحد, 15 مارس 2020 22:22

تحدثنا فى العدد الماضى عن:

أولاً: الله... المبدع الأول ثانيًا: كيف أبدع الله الكون؟! ثالثًا: الله.. أساس الإبداع الإنسانى

 

 

ونستكمل موضوعنا حول: «الشباب ودعوة للإبداع»

 

 

الإبداع طاقة محفوظة فى عقل الشباب، إن شاء حبسها، وإن شاء أطلقها بوعى ليبدع كمخلوق اجتماعى، فى النشاط الهادف والراقى والبنّاء. فالذى يرغب فى إطلاق طاقاته الكامنة فى الأنشطة والإبداع، عليه أن يدرس بوعى النشاط الذى يرغب فى الانضمام إليه، وأن يحدد هدفه منذ البداية، ليتسنى له إشباع احتياجاته النفسية والفكرية والاجتماعية، وأن يتفاعل مع إخوته بوعى ونضج.. يفكر فيما يعود: عليه، وعلى المجموعة، وعلى المجتمع بالنفع، فى إطار المناقشة، والحوار، والتفاعل، وهكذا هو وإخوته، بما يخرجه من إطار الذاتية المميتة، ويعمل على دفع المجموعة للتماسك، وتحقيق أهدافها، التى تبتغيها.

 

 

إن تنمية الإبداع الفردى والجماعى تعد ثمرة للتفاعل الخلاق مع الذين يحيطون بنا، سواء: فى الأسرة، ومكان العبادة، والمجتمع، كما أنه يتيح للفرد فرصة النضج الفكرى والعقلى والنفسى والثقافى.

 

 

فالشخص المبدع:

 

 

1- له شخصيته المتميزة، والمستقلة: فهى تنمى قدراته واحتياجاته واتجاهاته، وتساعده على مواجهة مشكلاته بشكل فعال.

 

 

2- ناضج فى علاقاته الاجتماعية: مما يهيئ له مجال النمو، سواء فى المدرسة أو الجامعة أو العمل..

 

 

3- كما أنه واعِ بدوره الاجتماعى فى المجتمع: حيث يكون على دراية بحقوقه وواجباته، قادرًا على المساهمة فى تنمية المجتمع، ومساعدة غيره على النمو، وخدمة الآخرين.

 

 

إذن... فلنبدع نحن بنعمة الله:

 

 

نعم.. فأنت مدعو للإبداع.. والله - تعالى - هو أساس الإبداع الإنسانى المتنوع.. لذلك خاطب نفسك قائلاً:

 

 

أ- يجب أن أقتنى الصفاء الروحى: لأن صفاء النفس بالتوبة، وشبع الروح بالصلاة وقراءة الكتب المقدسة، واستنارة الذهن بالقراءة والتأمل.. بهذا كله يمكن أن تهدأ نفس الإنسان، ويستشرف الآفاق الجديدة، ويستشعر عمل الله فيه، ويكتشف جديدًا فى الفكر والمعرفة والفنون.

 

 

ب- تحفظ من الكبرياء: لأن طريق الإبداع مفتوح.. لكن بعمل الله فينا، أما الكبرياء فهى طريق السقوط، ولكنها بالأكثر طريق الجهالة: فالإنسان المتكبر يتمركز حول ذاته، ولهذا لا يرى سواها، ولا يكتشف العالم المحيط، ولا إبداعات الآخرين، وبالتالى لا يستعمق شيئًا، ولا يجدد شيئًا، لا فى حياته، ولا فى حياة الآخرين!.

 

 

ج- احذر الانحراف: فمع أهمية أن «تكون نفسك»، (BE YOUR SELF)، لأن الإنسان لديه حاجة نفسية إلى التفرد والخصوصية، وقد اختص الله كل إنسان بعطايا ومزايا خاصة.. إلا أن الإنسان أيضاً بحاجة إلى المرجعية، التى تراجع أفكاره وأعماله وإبداعاته، فتطمئن نفسه إلى صحة ما أنتج من فكر أو علم أو ثقافة.

 

 

د- الإبداع شىء، والبدعة شىء آخر: فالأول ناتج عن عمل الله فى الملكات الإنسانية، التى استودعها الإنسان، أما البدعة فهى نتاج عمل الشيطان، لتدمير الإنسان والإنسانية!! وها «عبادة الشيطان» قد أتت إلينا من الغرب، تخرب وتدمر روح الإنسان وفكره، بل حتى جسده وأسرته ووطنه..

 

 

إذن.. فطريق الإبداع مفتوح.. لكن بعمل إلهى، وتجاوب إنسانى...

 

 

هـ- ولأن إلهنا هو «الفنان الأعظم»، «الذى خَلَقَ (أبدع).. السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ»، وكل ما فيها (تكوين 1:1) وهو الذى أعطى البشر مواهب وثمار ووزنات، لكى يخدموا بها أنفسهم، وغيرهم أيضًا، يجب أن نعطيه كل المجد.

 

 

■ ■ ■

 

 

لدينا خبرة فى أسقفية الشباب بتأسيس «مدرسة للمبدعين»، وذلك من خلال نظرة مستقبلية ورؤية عميقة فى تنمية أجيالنا نحو التميز والإبداع.. وتهدف إلى:

 

 

1- الاهتمام بتنمية وصقل الموهوبين.

 

 

٢- الاستفادة من هذه الطاقات كل فى موهبته.

 

 

3- تكوين كوادر قيادية متخصصة فى المستقبل.

 

 

- تتم الدراسة خلال العام بصفة منتظمة، ووفقًا لمنهجية محددة، تهدف إلى بناء أبنائنا المبدعين فنيًا واجتماعيًا.. فى مجالات الفنون المختلفة، وبطرق متنوعة:

 

 

أ- المسرح: (الإخراج - التمثيل - تأليف النصوص - المكياج المسرحى - الدوبلاج وتغيير الأصوات - الحكى - السينوغرافيا - المكياج المسرحى - تصميم العرائس).

 

 

ب- الموسيقى والكورال: (الصولفيج - تدريبات الصوت - التوزيع الموسيقى - العزف على آلات: الأورج - الكمان - الجيتار - العود - الناى - القانون).

 

 

ج- الفنون التشكيلية: (فن كتابة الأيقونة القبطية – الرسم والتصوير بالرصاص والفحم - التصوير الزيتى - أشغال الخشب (الحرق على الخشب – الأركت – قشرة الخشب) - أشغال الجلد - التصوير الفوتوغرافى – أشغال فنية – أشغال ورق - كاريكاتير – تصميم جداريات – تصميم أزياء – أساسيات الرسوم المتحركة (stop motion) – النحت – فنون حديثة (الرسم بالرمل).

 

 

د- الابتكارات الهندسية والعلمية: (العمارة - الكهرباء - الروبوت).

 

 

هـ- الكمبيوتر: (المالتى ميديا - الجرافيك - البرمجة). و- الأدب: (الشعر - تأليف القصة القصيرة والرواية).

 

 

- المدربون بمدرسة المبدعين:

 

 

- ويخدم بمدرسة المبدعين مجموعة كبيرة من المتخصصين كل فى مجاله.. وتحقق المدرسة الكثير من أهدافها، من خلال:

 

 

1- الدورات التدريبية المتخصصة: وتقام بصورة مستمرة طوال العام.. عن طريق:

 

 

- مؤتمر يقام مرتين سنويًا (مرة فى إجازة نصف العام - ومرة فى بداية الإجازة الصيفية).

 

 

- ورش اليوم الواحد: فى القاهرة وعدة محافظات

 

 

2- الاحتفالات والمعارض:

 

 

- احتفالية ومضة إبداع: تقام سنويًا لعرض إبداعات ومواهب الشباب المبدع فى المسرح والكورال والفنون التشكيلية.

 

 

- معارض الفنون التشكيلية: وتقام سنويًا أثناء الاحتفالات المختلفة، وكذلك فى مؤتمرات الفنون والإبداع.

 

 

- عروض المشروعات التى تقدمها الورش المختلفة.

 

 

3- اللقاءات الدورية: مع المدربين والمسؤولين.

 

 

4- الكتب والمطبوعات الدورية من إصدارات مدرسة المبدعين فى: المسرح – الموسيقى والكورال – الأدب والشعر والبحوث..

 

 

- يتم التواصل عبر وسائل التواصل المختلفة ومنها صفحة الفيس بوك، والتى يزداد عدد المشاركين فيها إلى آلاف من المبدعين، كما يتم نشر مادة علمية متخصصة، تساعدهم على تنمية وتطوير مواهبهم المختلفة، بالإضافة إلى الرد على استفساراتهم وتنميتهم. كذلك نشر كل ما هو جديد من فعاليات ولقاءات المدرسة.

 

 

- ثمار مدرسة المبدعين:

 

 

1- بنعمة الله يتم تخريج آلاف المبدعين سنويًا، من كافة محافظات مصر..

 

 

2- يتم متابعتهم والاستفادة بموهبتهم على نطاق أوسع.. وقد تخرج العديد من الشباب المبدعين الذين يعملون فى حقل المجتمع، وحاليًا يعملون مدربين وخدامًا فى الأنشطة المختلفة..

 

 

3- تم تكريم بعض المبدعين من وزارات وكليات ومدارس وهيئات مختلفة.. ومنهم من كرمه سيادة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، فى المؤتمر الوطنى للشباب، ومؤتمر الشباب الدولى الثانى.

 

 

الرب يبارك عمله فى وطننا المحبوب وشبابنا المتميز.

 

 

* أسقف الشباب العام

 

 

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

Rochen Web Hosting