رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

رحيل ست البنات

قسم : مقالات
الأربعاء, 15 أبريل 2020 08:51

وهو الوجع إيه غير قولة.. آاااه طويلة، وزفرة ساخنة، ودمعة محبوسة، يااااااه على وجع القلوب، مكتوب علينا الحزن، ونوارى الثرى بناتنا، لا حول ولا قوة إلا بالله، رحلت غادة جميلة، رقيقة، الله يرحمها.

شهور قضيتها فى أحب الأماكن إلى قلبى، صالة «المصرى اليوم»، لم أسمع منها وعنها إلا كل طيب، كانت مثل النسيم تحس به رقيقا دون أن تسمع هسيسا، سبحانه وتعالى يختار من عباده إلى جواره ولا راد لقضائه، راضون بمشيئته، ونتمنى رحمته.

 

 

إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا غادة لمحزونون، كانت حاسة بقرب الأجل، ألم أقل لكم يوما إن من ناداه المولى عز وجل يحس بدنو الأجل، فينفض وعثاء المرض، ويطوف على الأحبة مودعًا، تستغرب ماله يودعنا هكذا، لا تصدق، فيرحل فتُذهل، ولكنه قضاء الله، ولا راد لقضائه، راضون بالقضاء.

 

 

قبل أن تغادرنا على لقاء فى الجنة إن شاء الله، ودعتنا، وكان آخر ما دونته الراقية عبر حسابها على فيسبوك «دفتر الأحياء فى وداع الأحباب»: «من كان فى قلبه لى شىء من الحب.. فليدعو لى.. ويا رب تكون آخر عملية لى النهاردة وتكون فيها راحتى من كل وجع يا رب.. فوضت أمرى كله ليك يا رب».

 

 

كانت تودعكم وأنتم عنها غافلون، ونشرت غادة الشريف، صورتها أم عيون جميلة، مدونة عليها: «أستودعك لحظة خروج روحى يا الله.. فاجعل آخر عهدى بهذه الدنيا شهادة تدخلنى الجنة»، كانت فى حالة وداع لدنيانا الفارغة، التافهة، التى لا تساوى الأحلام فيها قبضة تراب، وتحت التراب نستودع ربنا الأمانات جميعا.

 

 

تكفينى مؤمنة، كلمات طيب الذكر بيرم التونسى بصوت العظيمة أم كلثوم، مؤمنة النحيب على رحيل فتاة لم تَرَ دنيا سوى دنيانا الصعيبة، وآلامها البرحة وقسوتها على الطيبين، يقول عم بيرم فى نياحة تقطع نياط القلوب:

 

 

«حطيت على القلب إيدى/ وأنا بودع وحيدى

 

 

وأقول يا عين اسعفينى/ وابكى وبالدمع جودى».

 

 

كانت طموحا، ورغم مظهرها الهادئ وأدبها الرفيع، ورقيها، تواقة إلى الإبداع، والكتابة، والتحقيق، تخصصت فى القصص الإنسانية، وفازت بأرقى جوائزها، جائزة مصطفى وعلى أمين، يلقبونها الله يرحمها بـ«صائدة الجوائز»، ما كانت تقدم عملا إلا مشفوعا بفعل أمر، أمر بالنشر لجودة ما تقدم، وكأنها تقدم طبقا من صنع يديها، كانت نموذجا ومثالا.

 

 

يا قلب أمك، يخطف الموت أجمل من فينا، عروس النيل يندهها نيل المحروسة، تعال، فتذهب فى حبور، يا لها من سطور حزينة أكتبها محزونا على شباب يرحلون قبل الأوان، قبل الخلفة والصبيان والبنات، وفرحة العيد تلون الوجوه من وسط جائحة الظلام.

 

 

نفر قليل سيودعك يا بنيتى، ولولا الحظر لكان المشيعون بالآلاف، وفى القلب منهم إخوتك شباب «المصرى اليوم»، الذين فقدوا قلبا طيبا، الله يرحمك ست البنات.

Rochen Web Hosting