رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

نص العمى..

قسم : مقالات
الخميس, 14 مايو 2020 18:33

أحسنت محافظ دمياط الدكتورة منال عوض فعلا، منعت دخول (غير الدمايطة) إلى داخل حدود المحافظة وشواطئها الرائعة خلال فترك الأعياد خشية التجمعات، التى تجلب العدوى.

لو فعل مجلس الوزراء خيرا لقرر تعميم قرار محافظ دمياط الحازم على كل المحافظات الساحلية، ومنع الدخول إليها من أبناء المحافظات الأخرى، كل يلزم مطرحه، «خليك بالبيت» شعار يستوجب تنزيله من شاشات وسائل الإعلام إلى قعور البيوت، شعار ليس للاستهلاك المحلى، شعار يساوى حياة ليس أقل من ذلك.

 

 

قرار مثل هذا الذى اتخذته الدكتورة منال، كان قرار مجلس الوزراء الذى أنقذ البلاد والعباد من كارثة ازدحام وعدوى محققة فى «شم النسيم» الماضى، واتسم أداء المصريين التزامًا بالحظر بالحكمةً امتثالا، وفهم واع لخطورة التجمعات فى ظل الجائحة المميتة.

 

 

أقول قولى هذا، وأعلم أن قرار «الحظر الكامل» يحمل فى طياته تداعيات مؤلمة ومحققة على الاقتصاد القومى المنهك تمامًا، وأعلم أن الحكومة ماضية فى تطبيق أسلوب «التعايش المقنن» فى الفترة الحرجة المقبلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصناعات والمشروعات، وتوقى جيوش البطالة، لا أحد يتمنى إفلاسًا لشركات ولا تعويقًا لمشروعات تحت وطأة الجائحة.

 

 

وأعلم أن «فتح الباب» بحذر مكلف، ولكن تكلفة عن تكلفة تفرق، نص العمى كما يقولون ولا العمى كله.

 

 

ما أخشاه حقيقة أن قطاعات جماهيرية تخلت عن حذرها تمامًا، وتناست التحذيرات، وأهملت التعليمات، ولم تعد تحفل بالصرخات على الشاشات، تواكلًا وإهمالًا، وهذا مكمن الخطر، الرهان على وعى الجحافل المطلوقة فى الشوارع والمواقف والمولات والأسواق رهان جد خاسر، تغيير سلوك الجماهير، إذ فجأة صعب كتير، وتقصير مدة الحظر فى رمضان من الثامنة إلى التاسعة أعطى إحساسًا كاذبًا بتراجع الجائحة، وترجم إلى كسر الحظر بعزومات رمضانية كثيفة، الشارع يتحايل الآن على الحظر بفطورات وسحورات مجمعة.

 

 

وعليه نحن أمام ما يمكن تسميته «الخيار صفر» نكون مسؤولين أو نكون فى الضياع، نكون أو لا نكون، الكمامة مستوجبة، والتباعد واجب مستوجب، وليس هناك رفاهية فى تطبيق الحظر على درجته المخففة، وتجتهد بجد وجهد جهيد وتواصل الليل بالنهار فى مواجهة جائحة تعصف بالبشر أولا وبالاقتصاد ثانيًا، حقًا عملت اللى عليها وأكثر، وبذلت أقصى ما تستطيع، والـ ١٠٠ مليار جنيه التى قررها الرئيس لن تكفى شهرًا إضافيًا، جرى استهلاك نصفها تقريبا فى مساعدات وإعانات وإمدادات ومستلزمات طبية ووقائية.

 

 

الدنيا مش حلوة قوى، وعليه توضيح الحقائق الخطيرة للاستسهال واللامبالاة ضرورة مستوجبة، الصراحة مع الشارع راحة، ووضع الناس فى الصورة كاملة اليوم وغدًا وفى العيد وبعد العيد وجوبى.

 

 

الدكتورة منال محافظ دمياط أحسنت صنعًا.. الوقاية من الجائحة خير وأقل كلفة من العلاج إذا توفر ولو بعد حين.

Rochen Web Hosting