رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

أسباب ونتائج التزايد السكاني

قسم : مقالات
الثلاثاء, 15 سبتمبر 2020 20:46

تحدثنا فى العدد الماضى عن أولاً: ضرورة تنظيم النسل، وذكرنا أن هناك ضرورة عامة، وأخرى خاصة، ونستكمل موضوعنا:ثانيًا: أسباب الزيادة السكانية فى مصر

1- نقص معدل الوفيات: وذلك بسبب التقدم الطبى والرعاية الصحية.

2- الزواج فى سن مبكرة: تقول الإحصائيات إن الريفى يرى فى الزواج (سترة). ولذلك يسرع الريفيون فى تزويج بناتهم، وحيث إن سن الإنجاب هو من 15- 45 يزداد عدد الأولاد فى الريف عن المدن.

ومعروف أن الزواج المبكر مشكلة للزوج والزوجة حيث لا يقدران مسؤولية الزواج وتربية الأطفال.

والزواج المبكر لا يحمى الفتاة من الفساد، بل هناك الوعى، والأمانة الروحية، والتربية السليمة..

3- كثرة الأولاد عزوة ومعونة: يرى الريفى فى كثرة الأولاد «عزوة» (أى مصدر قوة)، ومعونة فى الحياة اليومية، وبخاصة فى الزراعة فى الريف المصرى.

4- كثرة الأولاد أمان للمرأة: فهى خوفًا من الطلاق (تربط) زوجها بالأولاد، حتى لا يتجه نحو غيرها إذ يصير مسؤولاً عنهم طوال العمر.

5- تعدد الزوجات وكثرة الطلاق: إذ يسفر عن مزيد من الأطفال.

6- انتشار الأمية خصوصًا بين النساء: فلا يوجد وعى صحى أو تربوى، مع جهالة فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة، أو حتى فى مجرد الوعى بها وبأهميتها. كما أنهم لا يفكرون فى تطوير حياتهم وتنمية أولادهم ثقافيًا واجتماعيًا بالطبع.

7- عدم توافر وسائل الترفيه فى القرية: أدى إلى أن تصير العلاقات الزوجية هى الوسيلة المتاحة بدرجة أكبر وأسهل.

8- انخفاض مستوى المعيشة: يجعل الزوجين غير قادرين على ضبط النسل، والرعاية الصحية والطبية اللازمة.. رغم جهود الدولة فى جعل كل ذلك نظير مقابل رمزى بسيط للغاية.

ثالثًا: نتائج التزايد السكانى

1- انخفاض دخل الفرد: وذلك لكثرة العرض وقلة الطلب.

2- البطالة: استحالة استحداث أعمال لكل هذه الأعداد.

3- عدم كفاية الخدمات: الطعام والمسكن والملابس والمستشفيات والمدارس والمواصلات.. إذ ليس فى طاقة الدولة خدمة كل هذا العدد.

4- ضعف صحة المرأة: نتيجة جهد العمل، والإنجاب، والتربية، ورعاية الأسرة، والمنزل.

2- الضرورة الخاصة:

ونقصد بها ظروف كل أسرة.. فهناك أبعاد هامة يجب أن نضعها فى اعتبارنا اليوم.. بصفة عامة (لها استثناءات قليلة).

أ- جهد المرأة المعاصرة: لاشك أن هناك فرقا كبيرا بين الجهد الجسمانى والعصبى للمرأة المعاصرة، والمرأة منذ 50 سنة.. فالمرأة المعاصرة عاملة، تقضى نصف اليوم، وربما أكثر، فى عملها، وعمل المرأة أصبح واقعًا عصريًا لا يهم فقط اقتصادات الأسرة، لكن اجتماعياتها، وأسلوب تربيتها لأبنائها.. كذلك فالمرأة المعاصرة ليست لها القوة البدنية التى كانت للمرأة منذ نصف قرن.. وذلك بسبب ضغوط الحياة والتعليم والمجتمع والإعلام... إلخ.

- لذلك لا تستطيع المرأة المعاصرة إنجاب الكثير من الأطفال دون تأثير بالغ على صحتها الجسدية والنفسية والروحية، وعلاقاتها بالمجتمع وحركة الحياة.

ب- جهد التربية المطلوب: فهى- بالقطع- لا تستطيع، مع زوجها المشغول بالعمل فترتين أحيانًا كل يوم، أن تربى أولادها حسنًا لو ازداد عددهم، سواء من جهة حياتهم المدرسية أو الروحية أو الاجتماعية أو حتى الصحية.

- إننا لا يمكننا أن نُحمِّل المرأة أحمالاً عسيرة الحمل، دون أن نحركها بأحد أصابعنا.. الأمر الذى سبق أن انطبق على الدولة أيضًا!

- فإن كان الرب سيسألنا عن أولادنا وما قمنا به نحوهم من جهد: تربوى، روحى، نفسى، واجتماعى، فمن العدل والمنطق أن نكتفى بعدد قليل من الأولاد، نحسن رعايتهم وتربيتهم، فليس المهم (كم) الأولاد ولكن المهم (كيفهم).. وقديمًا قال الحكيم: «لا تشته كثرة أولاد لا خير فيهم، ولا تفرح بالبنين المنافقين، ولا تسر بكثرتهم إذا لم تكن فيهم مخافة الرب» (سى 1:16).. «ولد واحد يتقى الرب، خير من ألف منافقين» (سى 3:16).

- أضف إلى جهد التربية الروحية جهد التربية التعليمية والنفسية للأولاد.. إذ يحتاج الوالدان لرعاية أبنائهما دراسيًا ومساعدتهم فى الواجبات المدرسية الثقيلة، خصوصًا مع ضعف التحصيل المدرسى الآن.

ج- الجهد الاقتصادى المطلوب: فلاشك أن الظروف الإقتصادية الآن تجعل تكلفة رعاية الطفل أكبر بكثير مما مضى، سواء فى الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة أو التغذية، أو التعليم، أو الصحة، أو التربية الجسمية والذهنية والنفسية والاجتماعية.

- الطفل الآن لابد من دخوله الحضانة منذ السنوات بل ربما الشهور الأولى من ميلاده، حتى يتفتح ذهنه، ويصير كأقرانه قبل دخوله المدرسة، قادرًا على التعلم واللعب والتفاعل والنمو الذهنى والتحصيل الدراسى، وإلا تعرض لإحباط رهيب لو أنه خرج من البيت إلى التعليم الابتدائى مباشرةً، إذ يرى نفسه أقل من أقرانه فى أمور كثيرة.

- ماذا أيضًا عن مصاريف التعليم، والملبس اللائق، والسكن، والصحة، والمواصلات.. مجرد بند الدروس الخصوصية والسناتر أصبح رهيبًا، ومن العسير التخلص منها، ليس فقط بسبب احتياج الطفل والشاب لها كبديل للمدرسة، ولكن أيضًا لأسباب نفسية، إذ يرى الطالب نفسه غريبًا عن أقرانه، فالجميع يأخذون دروسًا خصوصية، وهكذا يخاف أن يتخلف عنهم، فيأخذها بدافع نفسى محصن، فى كثير من الأحيان.

- ماذا عن تكدس السكن، الذى صار الآن محدود المساحة جدًا.. كيف يتنفس الأولاد، وكيف يراعون التباعد الاجتماعى فى أيام كورونا هذه، وكيف يتحركون ويلعبون؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! هذا ضار جدًا بنفسية الأجيال الصاعدة، وبحياتهم الأسرية والمجتمعية!!

- إن بند (الألعاب الذهنية) المطلوبة للأطفال، ومواقع التواصل الاجتماعى أصبح يحتاج الكثير من المال، لشراء باقة الإنترنت، وكذلك إمكان اشتراكهم فى نوادٍ جيدة، تبنى أجسادهم وأعصابهم ونفوسهم وعلاقاتهم.

- وها قد تأخرت سن الزواج، وأصبح (الأولاد والبنات) يستمرون فى بيت الأسرة لسنوات طويلة، وينتظرون من الوالدين إسهامًا فى تكاليف الزواج الضخمة، التى كثيرًا ما تستعصى عليهم.

د- تناقص نسبة الوفيات: كانت الأمهات- فى الماضى- يلدن العديد من الأطفال، وكانت نسبة وفيات الأطفال مرتفعة جدًا. أما الآن، وبسبب الرعاية الصحية والتعليم، انخفضت هذه النسبة للغاية. لذلك فإن كان تنظيم الأسرة غير مناسب فى الماضى لوفاة أكثر من نصف الأولاد، إلا أنه الآن أصبح ضرورة، وإلا شاهدنا انفجارًا سكانيًا رهيبًا.. بالإضافة إلى متاعب التربية بمشتملاتها.

- أمام هذه الضرورات العامة والخاصة كان لابد من تنظيم الأسرة لنحصل على النسل الصالح، الذى يمجد الله، ويهتم بحياته ونموه، ويسهم فى بناء وطنه.

أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

Rochen Web Hosting