رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الإطْفَائِى يرحل مبتسمًا..

قسم : مقالات
الخميس, 01 أكتوبر 2020 10:34

مَن أبدع فى حياته يَمُتْ مبتسمًا، وعاش مبدعًا تلوّن وجهه ابتسامة طيبة، وفضائله وشمائله تتحدث عنها العرب العاربة، كفونى الحديث عن حكيم العرب الراحل الكريم، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذى وافته المنية، ليسكن الحزن قلوب الكويتيين والعرب كافة.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، والراحل الكريم كان من أصحاب الفضل، ويعرف الفضل لأهل الفضل، ولا يقبل على الأشقاء الفتنة، وينفر يَئِدها فى مهدها، وكم أُطفِئت على يديه حرائق، كان لقبه بين الحكماء «الإِطْفَائِى»، ما يسمى وصفًا برجل المهمات الصعبة، الذى يضحى بنفسه من أجل الآخرين.

 

 

وتوافرت فى الراحل الكريم من صفات رجل الإطفاء الحكمة والصبر والشجاعة والجود بالنفس وسرعة التلبية، فإذا ما شب حريق هرع لإطفائه بماء الحكمة دون حسابات وقتية أو حساسيات سياسية تُعجزه عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيت العربى الكبير.

 

 

لن أتحدث عن وقفته الشجاعة مع مصر الصابرة المحتسبة، الشيخ الراحل صباح الأحمد كان محبًا لمصر، حافظًا لجميلها، واعيًا لدورها، ومكانتها، وهصورًا فى الدفاع عنها إذا ما تهددتها الأخطار، يخف إلى نجدتها، ويجود بالغالى والنفيس لإقالتها، ووقف شجاعًا يبارك شعبها الثائر فى 30 يونيو، واستقبل رئيسها (المؤقت)، المستشار عدلى منصور، فى أول خروجاته بعد الثورة فى قمة عربية/ إفريقية، وصلت ما انقطع بين مصر وأشقائها الأفارقة، وكان خطابه- الله يرحمه- ملهمًا، وحفاوته بمصر فى محيطها العربى والإفريقى طيبة.

 

 

كان نموذجًا للشقيق عند الضيق، ليس على سبيل رد الجميل ولكن حبًا حقيقيًا لشعب مصر فى وطن أحبه، ووضعه وشعب الكويت فى العيون وفوق الرؤوس، ويوم تكالبت الأكَلة على «كويت الخير» تكالبها على قصعتها.. كانت مصر سندًا ودرعًا حامية حتى عادت الكويت لأهلها سالمة غانمة.

 

 

ما بين مصر والكويت طريق مستقيم خطّه فقيد الأمة ورجالات مصر المخلصون، طريق يصل ما بين قلوب الشعبين، فالشعب الكويتى فى قلب مصر، والشعب المصرى فى قلب الكويت، هكذا شببنا على محبة الأشقاء فى الكويت، والمحبة ما يجمعنا، وفى مثل هذا فإن مصر تحزن وتعلن الحداد، وتأمل أن تنهض الكويت من حزنها إلى مستقبلها، وتمارس دورها بين الأشقاء كحلقة وصل دومًا.

 

 

خسارة الشيخ صباح الأحمد فادحة، تنعاه القلوب حزنًا والعيون دمعًا، فهو الأب لكل كويتى، كانوا أولاده وإخوته، وكان يعاملهم بالحسنى وزيادة، فحصد الحب كله فى حياته، والحزن كله على رحيله، ويتطلعون بعد مواراة الجسد الطاهر الثرى الطاهر إلى مؤازرة ولى عهدهم، أميرهم المقبل، الشيخ نواف الأحمد الجابر المبارك الصباح، خير خلف لخير سلف.

 

 

صحيح الفقد عظيم، ولكن الشقيقة الكويت مستقرة بعزم شعبها، وولى العهد على العهد، وعلى الطريق المستقيم الذى خطّه الراحل الكبير.

Rochen Web Hosting