لو عاش الكاتب المسرحى والشاعر الإنجليزى الشهير «ويليام شكسبير» ليومنا هذا، لفكر مليًّا قبل أن يتعاطى لقاح كورونا المستجد، ولكن المواطن الإنجليزى «ويليام شكسبير» (٨١ عاما)، من سكان «ووريكشير»، تقدم بشجاعة إلى مستشفى «كوفنترى» الجامعى، الذى يقع على مسافة (٣٠ كيلومترًا) من مدينة «ستراتفورد أبون إيفون»، مسقط رأس الشاعر الإنجليزى ليكون ثانى من يتحصل على اللقاح الواقى خارج التجارب السريرية، بعد العجوز الملهمة «مارجريت كينان» (٩٠ عاما).
«ترويض النمرة» مسرحية شهيرة لشكسبير، و«ترويض الكورونا» أقرب لمسرحية لندنية يشاهدها العالم على الهواء مباشرة، فصلها الأول جرى بنجاح يوم الثلاثاء الماضى، وفصلها الثانى وحبكتها يوم تعاطى إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا (٩٤ عاما) اللقاح، يشارك الملكة زوجها الأمير فيليب (99 عامًا)، سيتم تطعيمهما على أساس الأولوية نظرًا لسنّيهما، وليس بموجب معاملة تفضيلية، هما الأكبر سنًا فى العائلة المالكة، وسيتلقيان اللقاح علنيًا من أجل «تشجيع أكبر عدد من الناس على تلقّى اللقاح».

اللقاح الذى طورته شركة الأدوية الأمريكية «فايزر» وشركة «بيوإنتك» الألمانية وصل إلى مستشفيات بريطانيا فى حاويات شديدة البرودة، قبل انطلاق أكبر برنامج تحصين بريطانى على الإطلاق، العالم يُراقب عن كثب، يراوده الأمل، وينهشه الخوف.

ثبت معمليًا أن فاعلية اللقاح تصل إلى ٩٥ بالمائة، وهذا يرفع منسوب الأمل، الأمل لولاه عليا.. وبائيًا لايزال الأمر غامضا، الخوف من الوباء مثله الخوف من اللقاح، معلوم أخطر من الفيروس السيئ هو «اللقاح السيئ»، وحول سلامة اللقاحات حَكْى سلبى خطير.

ملايين البشر يحدوهم الأمل، ويرجفهم الخوف، سيرقبون بقلوب واجفة، عن كثب، الملحمة البريطانية، يصفون الثلاثاء العظيم بـ «يوم النصر» (بحسب وزير الصحة البريطانى مات هانكوك)، تشبيهًا بانتصارات الحرب العالمية الثانية.. هل سيتحقق النصر؟، نصر مؤجل إلى حين.. سيكون انتصارا عظيما للبشرية جمعاء.. يحدونا الأمل..

سريعًا، سيأتى الدور على مصر، وسيتاح اللقاح، من ذا الذى سيقبل عليه، من ذا الذى سيطلبه ويسارع إليه؟، سنحتاج إلى حملة إقناع منظمة وفعالة لجبل الخائفين على طلب اللقاح.

ومثلى كثير، لم أحدد موقفى، لم أستقر بعد على تعاطى لقاح فيروس كورونا المستجد حال إتاحته مصريًا، حتى الآن مش مطمن، قلقان، مش مرتاح للصربعة فى مواجهة فيروس متحور خبيث. مجرد خاطرة خطرت على بالى وأنا أطالع حملات رفض اللقاح المتنامية من حول العالم، والتحفظ العلمى والطبى من منابر عدة على إجراءات «التجربة الطارئة» التى تبنتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، فى واحدة من التجارب الخطيرة عالميًا.. يقينًا محسوبة المخاطر، ولكنها فى التحليل الأخير طارئة، ما يستوجب الحذر.