رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

التراويح في ميزان المقاصد الشرعية

قسم : مقالات
الإثنين, 01 مارس 2021 09:42

وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، الدكتور «نوح العيسوى»، قطع الشك باليقين، وقال إن صلاة القيام فى شهر رمضان المقبل ستُقام وفق الضوابط الاحترازية فى المساجد التى تُقام فيها صلاة الجمعة.، وذلك للصلاة فقط دون السماح بأى موائد إفطار، أو إقامة اعتكاف. واستمرار عدم السماح بفتح الأضرحة أو دورات المياه أو دور المناسبات، وبمراعاة كافة الضوابط القائمة والالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتكثيف عمليات النظافة والتعقيم المستمرين.

 

ما تأخر من تصريح الوكيل نوح: «أنه لا حرج على الإطلاق على من صلى التراويح فى بيته، بل إن ذلك يُستحب فى الظروف التى نحن فيها، للإسهام فى تحقيق التباعد وتخفيف أوقات الاجتماع فى مكان واحد».

تعمدت نقل التصريح نصًا (من «المصرى اليوم») حتى لا يُساء الفهم، نعم هناك شوق لرمضان وصلوات التراويح، ولكن للضرورة أحكام، وحفظ النفس من المقاصد العليا، وفى هذا يقول الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: «إن الحفاظ على النفس البشرية للذات أو للغير أحد أهم المقاصد الشرعية، والأخذ بما يحقق ذلك مطلب شرعى، والتهاون فيما يعرضها للهلاك إثم ومعصية، ويجب الأخذ برأى أهل الاختصاص فى كل أساليب الوقاية، واعتبار ذلك واجبًا، فإنقاذ الأنفس من الهلاك يدخل فى صميم الفهم المستنير لمقاصد الأديان...».

فى شأن صلاة الجمعة قال النووى فى المجموع: « فَالْجُمُعَةُ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ غَيْر أَصْحَابِ الْأَعْذَارِ وَالنَّقْصِ الْمَذْكُورِينَ، هَذَا هُوَ الْمَذْهَبُ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ لِلشَّافِعِيِّ فِى كُتُبِهِ، وَقَطَعَ بِهِ الْأَصْحَابُ فِى جَمِيعِ الطُّرُقِ».

ولنقف على غَيْر أَصْحَابِ الْأَعْذَارِ وَالنَّقْصِ، والعذر بالوباء من صميم الأعذار فى حالة فرض العين (صلاة الجمعة)، ما بالك بالسُّنة (ولو مؤكدة).

تقول دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «صلاة التراويح سُنّة مؤكدة عن النبى، صلى الله عليه وآله وسلم، صلاها ليالى بالمسلمين ثم خاف أن تُفرض عليهم فترك ذلك، وأرشدهم إلى صلاتها فى البيوت».

ترك الكريم، صلى الله عليه وسلم، صلاة التراويح مخافة، كان سيدنا النبى، صلى الله عليه وسلم، يتخوف، أَلَا تخافون وتخشون، العالم يتحدث عن «موجة ثالثة» تضرب الناس بقسوة، ونحن فى وادٍ آخر، لا نرى.. لا نسمع، ونمعن فى التجمعات والجماعات وكأن البلاد خلت من الوباء أو جرى تلقيح البشر بالفاكسين.

حفظ النفس من المقاصد الشرعية العليا، والفيروس رابض رابص بنا، وصلاة السُّنة فى البيوت وصية عن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِى بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا»، وتوقى العدوى تنسحب عليه القاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار»، وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «من ضارَّ مسلمًا ضارَّه الله».

 

Rochen Web Hosting