من مصادر سعادة الكاتب أن يجد دعوات ألح فى الكتابة والدعوة إلى تحقيقها بعد أن آمن بضرورتها وأهميتها وشدة احتياج الناس لها، ومئات المقالات على صفحات الأهرام حتى الأسبوع الماضى شاهدة على دعوتى لرد ومكافأة صمود واحتمال وصبر عشرات الملايين من الطبقة الوسطى ومن ملح الأرض ومن حماة العمل والبناء والكفاح، والذين لولاهم ما استطاعت مصر أن تعبر أزمات اقتصادية وسياسية ومؤامرات ومخططات سوداء خارجية وداخلية أرادت أن تسقطها وتلحقها بالتخريب والانهيارات التى حدثت لدول عربية شقيقة، وكان بطل الصمود والمقاومة الأول هو الملايين الذين مثلوا الظهير الشعبى الحقيقى لبلدهم ولدولة 30 / 6 وتوجهت بدعواتى لرد ومكافأة صبرهم وصمودهم بعدما أصبح واضحا لكل عين ترى تجاوز وقائع الحياة لإمكانات احتمالهم للمزيد أو الأكثر، وبعد ما بدا لى من نفاد أرصدة الصبر والقدرة على الاحتمال وما يجعلهم يواصلون فروض عشقهم لبلدهم وتضحياتهم من أجلها.. وتزداد قيمة وأهميه القرارات السياسية عندما تدرك شكاوى الناس وآلامهم وأوجاعهم وتدرك أن مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التى تبنى على دراسات اجتماعية عادلة من الضرورات التى يجب أن تتوافر عند اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية وبرامج تكافل وكرامة، مثلت محاولة مهمة لمراعاة الأوضاع والأوجاع الاجتماعية وهو ما تحاول أن تحققه القرارات الاقتصادية الأخيرة والتى أرجو ان تستكملها دراسات عادلة للدخول والمعاشات وكيفية وصولها الى جميع مستحقى هذه الإصلاحات والقرارات، والتى أيضا يجب أن تراعى فى كل ما يفرض من ضرائب ورسوم وخدمات جماهيرية لم تعد أى إضافات أو إصلاحات تستطيع الارصدة الشعبية أن تتحملها، سواء فيما اتخذ من ضرائب ورسوم من قبل أو المزمع اتخاذه أو ما يتم تأجيل اتخاذه كالضرائب العقارية والشفافية فى إعلان الموقف من الديون الخارجية والداخلية وترتيب الأولويات فيما ينفذ من مشروعات، وأن تسيطر الحكومة على الأسواق فمنذ صدور الاعلان الرئاسى لرفع الحد الأدنى للأجور والعلاوات والمعاشات وقبل أن يعرف الناس مقدار الزيادات التى ستحدث لدخولها وقبل أن يبدأ اى تنفيذ اشتعلت النيران فى الأسعار والأسواق كما كان يحدث دائما عند حدوث زيادات تذكر أو لا تذكر، وأن يثبت العاملون فى الدولة انه كلما اهتمت الحكومة وسعت الى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية يزداد ما يقدمونه للمواطن من خدمات وما يؤدونه من اعمال إتقانا وجودة واحترامهم للقوانين وتشديد وحسم عقوبات جرائم الفساد والإفساد الإدارى والذى تقدم المحليات أسوأ وأبشع نماذجه والذى لا يؤدى الى تماديها وزياداتها إلا ثقوب فى القوانين لم تتوقف أجهزة الرقابة المتعددة على المطالبة بمعالجة وسد هذه الثقوب، والمطلوب من المجالس النيابية بتشريعات تحمى العمل المخلص وتضع نهايات لقدرة الفساد على التمادى وارتكاب جرائمه التى أصبحت بحجم برج الدائرى الذى كشف عن فساد الأجهزة والمسئولين عن بنائه، والذين أرجو أن يكون وكجزء من عقوبات مشددة وبحجم المأساة اشتراكهم فى دفع تعويضات للمواطنين الذين حرق الفساد والفسدة مع البرج أمنهم وتحويشة وشقاء أعمارهم، وبالمثل أرجو أن تكون العقوبات أيضا حازمة ومشددة وعاجلة ورادعة فى مأساة أخرى أطلق عليها سيدة دار السلام وأن تكون باترة لظواهر أو مصائب جديدة تريد أن تفرض على حياتنا كاقتحام حرمة الحياة الخاصة ووجود مسخ من الكائنات تعطى نفسها حق إصدار الأحكام على البشر وتنصيب أنفسهم والله أعلم بهم، أوصياء عليهم .

> الشهر الكريم يدق الأبواب كل عام وانتم بخير ... وبمناسبة الكتابة عن أرصدة قوة هذا الوطن ومن بينهم أعضاء نقابات كالاجتماعيين والتجاريين والمعلمين يوجهون نداءات الى نقاباتهم لإمدادهم بمتأخرات من دفعات معاشات لم تقدم لهم من سنوات سابقة، وفى ظل معاشات تظل متواضعة رغم ما أدخل عليها من إضافات فى السنوات الأخيرة، ويرجون من النقباء أن يسبقوا كل مظاهر التباهى والتفاخر بموائد الشهر الكريم أن يحصلوا على متأخراتهم التى تسهم فى تخفيف ظروفهم الصعبة فى هذه السنوات من أعمارهم .

> واستغاثة ثانية تأتينى من الاعلامى عليوة الطوخى يكتبها بالإنابة عن أهالى قرى مركز الخانكة بمحافظة القليوبية، فمنذ 8 سنوات صدر قرار وزارة الصحة بإحلال وتجديد مستشفى الخانكة المركزى، وهو المستشفى الوحيد على مستوى المركز حيث يوجد عديد من المصانع تضم آلاف العمال بالإضافة إلى الآلاف من ابناء قرى المركز الذين يفتقدون الخدمات الطبية، وفى الأغلب ينقل من يحتاج إلى رعاية طبية إلى أحد المستشفيات بالقاهرة بكل ما فيه من مخاطر لا يتحملها المرضى أو المصابون، وكما ظهر فى الحريق الأخير لأحد مصانع المنطقة الصناعية لم يتوقف أبناء المنطقة عن توجيه النداءات والمناشدات لوزارة الصحة ولمحافظ القليوبية، ويرجون أن يقرأ رئيس مجلس الوزراء نداءاتهم ويسارع كما اعتاد بتلبيتها كما يفعل مع ما يصل مجلس الوزراء من شكاوى المواطنين .. المدهش ما تعلنه الرسالة فى نهايتها ان مستشفى الخانكة جاهز للافتتاح بعد إعادة بنائه واكتمال تجهيزه!.

> ومن القليوبية أيضا تتوالى شكاوى الفلاحين وهذه المرة بسبب تحديد مساحات زراعة الأرز ويطلبون زيادتها ليغطى الإنتاج المحلى أسواقنا وينهى استيراده .. والنداء أوجهه لوزارة الزراعة لنشر تقاوى أرز الجفاف والتى نجحت تجارب زراعتها ووفرت استهلاك كميات كبيرة من المياه التى تحتاجها زراعة الارز، بل أثبتت نجاح زراعته فى أراض عالية الجفاف وان تكون تقاوى هذه الانواع من الارز جزءا من خطة وزارة الزراعة لاستثمار البحث العلمى ونتائج ابحاث ودراسات علماء مركز البحوث الزراعية لإنتاج هذه الاصناف الجديدة من التقاوى عالية الجودة والإنتاجية وخفض استيراد هذه النسب المؤسفة من غذائنا واستمرار تهديد أمننا الحيوى والصحى وما تتطلبه من عملة صعبة.