رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الإمام الشعراوى.. الحاضر الغائب

قسم : مقالات
الخميس, 15 أبريل 2021 16:52

كان فضيلة الأمام محمد متولى الشعراوى من أكثر العلماء حضوراً فى اللقاءات والخطب وعلى الشاشات.. وقد انقسم الناس حول فكره ومواقفه وإن كانت السياسة قد تركت ظلالاً على مشواره حين أصبح وزيراً للأوقاف.. وعبر عن مواقف سياسية أساء البعض فهمها وتعرض بسببها إلى هجوم شديد.. خاصة موقفه من نكسة٦٧ والزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وبعد رحيل الإمام الشعراوى تعرض لحملة من الهجوم والتشويه ولم تعد الفضائيات تعرض خواطره القرآنية التى اعتاد الناس على متابعتها سنوات طويلة.. كانت مشكلة الإمام الشعراوى أنه لم يجامل فى الحق وكان قادراً فى أى وقت أن يخوض المعارك دفاعا عن ثوابت الدين وشرائعه.. وكانت له معركة شهيرة مع كتابنا الكبار توفيق الحكيم وزكى نجيب محمود ويوسف إدريس.. وقد اقتربت من الإمام الشعراوى وكثيراً ما زرته فى بيته فى المنصورية.. والشعراوى قدم للمكتبة الإسلامية واحداً من أعظم التفاسير القرآنية لغة وعمقاً ويقيناً.. ومازالت خواطره الدينية تحتل مساحة كبيرة من التقدير لدى ملايين المسلمين فى العالم.. أحيانا تفرج الفضائيات والإذاعات عن خواطر الإمام وفى أحيان أخرى تحجب هذه النفحات الربانية وإن بقى مريدوه فى كل مكان.. أما هذه الفئة الذين يرفضون الشعراوى مواقف وفكراً ويقيناً فهذه أنواع من شطط العقول تظهر فى عصور مختلفة.. وسرعان ما تحملها الرياح وتمضى بعيداً ليبقى الصدق واليقين والحقيقة.. كلما عاد رمضان أطلت معه خواطر الإمام الشعراوى بلغته وعمق إيمانه وإبحاره الفريد فى القرآن الكريم فى رحلة من الخواطر لم يسبقه أحد إليها.. وقد اكتسبت هذه الرحلة مكانة خاصة بين الناس وأصبحت تمثل تراثاً غالياً بين عشاق الإمام وزادت مع الأيام قيمة وثراء.. أرجو أن يحرص الإعلام على إذاعة خواطر الإمام الشعراوى فى رمضان.. لأنها نفحات ربانية لها مكانة خاصة فى قلوب الناس.. إن خواطر الشعراوى دروس لأجيال نسيت لغتها وتخلت عن ثوابت دينها وأغرقت نفسها فى متاهات من العبث والشطط والبهتان.. وعلينا أن نعيدها إلى رشدها إيماناً ويقيناً ووعياً..

Rochen Web Hosting