رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

هل ما زلت تتساءل؟

قسم : مقالات
الأربعاء, 21 أبريل 2021 12:11

على مدار دقائق، ربما لا تتجاوز الأربعين دقيقة، استعدنا جميعاً مشاهد أدمت قلوبنا وأبكتنا على مصرنا وأبنائنا فى عام ٢٠١٣. شاهدنا مجدداً فعل الجبناء ممن يدّعون انتماء لدين ودفاعاً عنه، وينكرون الوطن فيصفونه فى عقيدتهم الفاسدة بأنه حفنة من تراب عفن.

وعلى قدر الوجيعة من مشاهد استشهاد خيرة الشرفاء، والتألم لحال ذويهم الذين يعيشون الموت مرة أخرى، والكراهية لكل خائن بيننا استحل دماء زملائه ومواطنيه، فإن التوثيق حمل حجم ما تحملته بلادى فى مرحلة ربما تكون الأخطر فى تاريخها، وحجم ما فعله الرجال فى القوات المسلحة والجيش وكل متخذ قرار لإنقاذ مصر من مصير مجهول كان ينتظرها لو أن إخوان الشياطين وتابعيهم من مغيبين أو خونة أوطان قد نجحوا فى جعل رابعة والنهضة بؤراً لتمركزهم، وبداية لتفتيت الدولة ومؤسساتها كما فعلوا فى سوريا وليبيا واليمن والعراق.

أتذكر حينما تمت استضافتى ثانى أيام فضّ رابعة والنهضة عام ٢٠١٣ فى برنامج «صباح أون».. فقالت المذيعة أمانى الخياط إنها تقدم تعازيها لكل أهالى ضحايا الفضّ من شرطة ومواطنين، مؤكدة أن الدم المصرى كله سواء، فقاطعتها مرددة أننى لا أقدم التعازى إلا فى أبنائنا من الشرطة، فمن قُتل من الجانب الآخر ليس إلا «بلطجى» هدد أمن البلاد والسكان والمارة.. فالمعارضة لا تعنى حمل السلاح، والمعارضة لا تعنى قطع الطريق وترويع الناس، ولا يمكن قبول ما حدث تحت أى تفسير، فبالدين علينا تذكر واقعة حروراء وكيف أن على بن أبى طالب ترك الخارجين عليه عامين كاملين حتى قتلوا الخباب بن الأرت وبقروا بطن زوجته الحامل، فكان قراره بمحاربتهم حتى ليقال إنه قتل يومها ٢٠ ألفاً منهم.. أما بالأمن فلا يوجد دولة فى العالم تقبل اعتصام مواطنين لها فى مراكز بها تلك المدة وبذلك السلاح.. ولذا فدمهم لا يعنينى، هم مَن جنوا على أنفسهم فحصدوا ما زرعوا.

اليوم أسأل مَن عارض وشكك وكذّب الرواية المصرية عن الحدث، هل ما زلت تصر على تغييبك بعدما رأيت اعترافات الهاربين على قنوات الجزيرة؟ هل ما زلت ترى أن بلادك دولة فاشلة؟ هل ما زلت لا تعلم حجم وثمن ما تم دفعه لتجلس آمناً فى بيتك ولا ينقطع عملك ولا تخرب بلادك؟ هل ما زلت تردد عبارات زرعوها فى عقلك الفارغ من التاريخ؟ هل ما زلت ترى التقصير من دون النجاح؟ هل ما زلت ترى رجال جيشك وشرطتك كأصحاب مزايا ورفاهية؟

إن كنت ما زلت تتساءل فلا أمل فيك، فعلى مدار السنوات الثمانى الماضية كان هناك أبطال لم يتوانوا لحظة عن دفع أغلى ما لديهم لتعيش بلادك وأهلها آمنين ناهضين لا يتسولون القرار ممن خطط لمنطقتنا تلك الخيبة التى طالت بلداناً حولنا.. إن كنت لا زلت تسأل فلا أمل فيك.

Rochen Web Hosting