رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

المسيحية والغيبيات (1)

قسم : مقالات
الإثنين, 24 مايو 2021 13:12

فى ظل تفشى وباء فيروس كورونا فى العالم، لجأ الكثيرون إلى المنجمين وأصحاب الجان والعرافين والأبراج، لذلك شهد الاهتمام بالأبراج انتعاشًا فى مختلف أنحاء العالم.

 

يلجأ بعض الناس إلى الغيبيات، التى أغلبها يرتبط بالشيطان وحيله ومكائده، فإبليس يقوم بأعمال متعدّدة ومتنوّعة، ليُضل أكبر عدد من الناس، كلّ بحسب نقطة ضعفه أو احتياجه أو تطلعاته.. وكأمثلة لذلك نذكر:

1- السحر

2- أدعياء السحر

3- العرافة وطلب الجان

4- الإجازة فى النار

5- استشارة الموتى

6- التفاؤل والتشاؤم

7- التنجيم والأبراج

8- الفنجان والرمل والودع والتعزيم

9- قراءة الكف

10- الأحلام

11- الرؤى الكاذبة

12- سكنى الأرواح الشريرة

13- الأنبياء الكذبة

14- المسحاء الكذبة

15- عودة التجسد

16- الأحجبة

17- الرسائل التى للنسخ (كتابة عدة نسخ)

18- تغييب العقل

19- طلب الخوارق

- لقد أوصانا بولس الرسول: «امتحنوا كل شىء، وتمسكوا بالحسن» (1تسالونيكى 21:5).. لهذا يجب ألا نجرى وراء كل هذا، ووراء «الخوارق» أو نطلبها بإلحاح، تاركين للرب أن يفعل مشيئته المقدسة فى حياتنا. ومثال ذلك من يُصلى من أجل مريض محبوب، متشفعًا بالقديسين أن يجروا معجزة، فإن لم يفعلوا ذلك قاطع القديسين، وسقط فى حزن ويأس، فريسة ليد الشيطان.

- نحن نطلب تدخل الرب، وحتى إجراء معجزة، لكننا نترك له أن يتمم مشيئته، فهى الأفضل لنا وللجميع. وهذا ما فعله داود النبى فى مرض ابنه، إذ صام وصلى وانسحق أمام الله، وعندما مات الطفل نزع عنه صومه وتذلله وقال: «أنا ذاهب إليه، وأما هو فلا يرجع إلىّ» (2صموئيل 23:12). وهكذا عاش التسليم والسلام معًا!!

مع الأخذ فى الاعتبار أن:

1- الله كلى المعرفة: كما يقول القديس بولس الرسول: «وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِى مَعَهُ أَمْرُنَا» (عب4: 13).

2- الله لا يخفى عنه مكان ولا زمان، كقول دانيال النبى: «السِّرُّ الَّذِى طَلَبَهُ الْمَلِكُ لاَ تَقْدِرُ الْحُكَمَاءُ وَلاَ السَّحَرَةُ وَلاَ الْمَجُوسُ وَلاَ الْمُنَجِّمُونَ عَلَى أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلْمَلِكِ. لكِنْ يُوجَدُ إِلهٌ فِى السَّمَاوَاتِ كَاشِفُ الأَسْرَارِ، وَقَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ نَبُوخَذْ نَصَّرَ مَا يَكُونُ فِى الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ» (دا2: 27- 28).

- وأيضًا قول المرنم فى المزمور: «لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِى لِسَانِى، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِى، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِى ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟» (مز139: 4- 7).

3- الله يعلم المستقبل:

الإنسان محدودٌ فى معرفته ويخضع علمه للتغيير. الإنسان يعرف الماضى، ويحيا الحاضر، أما المستقبل فيجهله كليًّا. أما الله فيعرف الماضى والحاضر والمستقبل، فهو فى الأمس واليوم وإلى الأبد. نعرف أنه خالق الكون والإنسان. لا بداية له ولا نهاية. ولا تغيير فيه (يعقوب1: 17). لا يوجد عند الله نفسه ماض أو حاضر أو مستقبل، فالكل مكشوف أمام عينيه. فهو فوق الزمن، أزلى أبدى (سرمدى).

والغيبيات والممارسات السحرية إما أن تكون:

أ- اعتقادات خرافية وقد تكون موروثة.

ب- أو أساليب شيطانية لمعرفة شىء معين، والوصول له.

ج- أو أساليب لاستجلاب قوة الشيطان، لإحداث ضرر ما أو اتقاء شر ما.

والسؤال الآن هو:

كيف نتعامل معها؟

هناك عدة مبادئ يجب أن نلتزم بها، فى التعامل مع هذه الغيبيات، منها:

1- لا نلجأ إلى الغيبيات بل إلى الله:

أ- لأن طلب المعرفة والمعونة من غير الله، هو خطية كبيرة، فالمصدر الجوهرى لهذه الغيبيات هو الشيطان، فهو الذى يعمل فى السحر، وتحضير الأرواح، والعرافة، واستشارة الموتى، وغير ذلك. واللجوء إلى الشيطان فيه نوع من عدم الثقة فى الله، وفى محبته، وخيريته، وقدرته. وهذا نوع من الإلحاد العملى، حتى إذا قال من يمارسون ذلك إنهم يؤمنون بالله!

ب- من هنا يجب أن يتوب أى إنسان سار فى هذا الطريق، طريق «الأعمال والأحجبة» وغير ذلك. ولا شك أن التوبة بابها مفتوح للجميع، ومغفرة الرب جاهزة لكل من يرجع إليه. وهو الذى قال: «من يقبل إلىّ، لا أخرجه خارجًا» كما قال القديسون: «ليست خطية بلا مغفرة، إلا التى بلا توبة».

ج- إن عدو الخير يتظاهر بصنع الخير عن طريق أجناده، حينما يقومون بعمل هذه «الأعمال أو الأحجبة»، فواحد من الشياطين يقوم بالإيذاء، والآخر يتظاهر بمنح الشفاء، فيعود الأول ليمارس دوره، فيلجأ الإنسان إلى الشيطان الآخر ليريحه، وهى- بلا شك- دوامة رهيبة، تفرح قلب الشيطان الأثيم، الذى يستحيل أن يريد الخير للبشر، بل يشاء أن يسقطهم فى حبائله وحيله ودواماته، فيبعدهم عن إلههم المحب، والقدوس. ولذلك يقول الرسول بولس: «إننا- كأولاد الله- لا نجهل أفكاره» (2 كورنثوس 11:2). ويوصينا معلمنا يعقوب: «قاوموا إبليس فيهرب منكم» (يعقوب 7:4).

(يتبع)

* أسقف الشباب العام

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 

Rochen Web Hosting