رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الرئيس فرانكلين ... وما يحدث فى فلسطين!

قسم : مقالات
الخميس, 27 مايو 2021 11:04

قمة دعم اقتصاد إفريقيا تستحق أن تحمل اسم قمة رد الاعتبار والاعتذار عما نهب وسلب ودمر فى القارة السمراء، وحولها من القارة الاكثر غنى فى الامكانات والمقومات والثروات الى الأكثر فقرا وعجزا واحتياجا، وما قام وتواصل القيام به من مصر ورئيسها لدعم القارة وآخرها حتى الآن الاجتماعات التى تمت فى باريس لدعم اقتصاد إفريقيا هو فى حقيقته محاولات وجهود جادة لتصحيح مسارات التاريخ وما ارتكب فيه من جرائم بحق القارة لا أظن أنها غابت أو ستغيب عن السادة الذين استعمروا ونهبوا واستغلوا القارة وسلبوا كل ما استطاعوا أن يضعوا أيديهم ويبسطوا نفوذهم عليه من ميراث من أطلقوا عليه الرجل المريض أو السلطنة العثمانية، والذى يمثل ما يحدث فى فلسطين الآن أحدث حلقاته وحيث يواصل الكيان الاستيطانى الفاشى الصهيونى المهمات والأدوار التى زرع من أجلها فى جسد الأمة بعد تخلص الغرب وأمريكا منهم وزراعة الشتات والانقسامات والصراع بين أبناء الأمة والتمدد فيها والاستيلاء على المزيد والمزيد من أراضيها، ويتوافق العدوان الصهيونى الجديد مع ذكرى بداية تنفيذ المخطط المشئوم أو ما يطلقون عليه النكبه بنهاية الانتداب البريطانى وبداية تنفيذ التواطؤ الذى عقده الانجليز سرا مع اليهود ليحلوا محلهم فى فلسطين وأتاحوا لهم الاستعداد وجمع السلاح وسلموهم ميناء حيفا ليستطيعوا أن يعبروا من خلاله الى اراضى الفلسطينيين ويحتلوها، وفى مثل الأيام القليلة الماضية من مايو وبالتحديد فى الرابع عشر منه ولكن منذ عام 1948 سارعت امريكا الى الاعتراف بالدوله الصهيونية. ومن يريد ان يعرف حجم التآمر الغربى والامريكى على الاراضى العربية وفلسطين عليه أن يقرأ بعض ما كتبه من يطلق عليهم الآباء المؤسسون للولايات الامريكية الجديدة وكيف كان التخلص من اليهود وإبعادهم عن الولايات الجديدة لضمان الامان والاستقرار الأول لها ووضع نهاية لموجات هجراتهم اليها ... وسأنقل سطورا من خطاب للرئيس بنجامين فرانكلين والذى كان أحد الآباء المؤسسين للولايات الجديدة وألقاه أمام النواب قبل اكثر من 200 سنة. أٍيها السادة لا تظنوا أن امريكا قد نجت من الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها، فهى مازالت مهددة بخطر جسيم لا يقل خطورة عن الاستعمار، هذا الخطر سوف يأتينا من بعض اليهود فى بلادنا، وسيصيبنا ما أصاب الدول الاوروبية إذ بمجرد تمركزهم فى تلك البلاد عمدوا إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها وسعوا الى السيطرة على اقتصاديات البلاد وقواها المالية ولقد رأينا فى الماضى كيف أخضعوا أهل إسبانيا والبرتغال وما فعلوه فى بولونيا. أتوسل إليكم جميعا أيها السادة أن تسارعوا لاتخاذ هذا القرار وتطردوا هؤلاء من البلاد قبل فوات الأوان من أجل مصلحة الأمة وأجيالها القادمة.

 

انتهى ما نقلته من نص خطاب فرانكلين فى المؤتمر الدستورى 1789 وتحقق ما جاء فيه واكثر فما نراه يحدث تحت أعيننا فى الاراضى الفلسطينية وجميع الاراضى التى امتدت اليها أيدى ونفوذ الصهاينة وبعد ان تحققت مساعيهم ومخططاتهم بتوقيع اتفاق سايكس بيكو فى 16 مايو 1916 وألفت النظر أننى فيما نقلته من خطاب الرئيس الامريكى عن الآثار المدمرة التى ستحدث لكل ارض وشعب يسيطرون عليهم اختصرت منه توقعات وممارسات وجرائم بالغة الخطورة يكشف عما يرتكبونه الآن فى فلسطين عن الكثير منها!! وألفت النظر ايضا الى ان الرئيس الامريكى فرانكلين توقع أنهم اذا حصلوا على فلسطين وطنا لهم كما يريدون وكما حدث بالفعل فلن يغادر جميعهم الولايات الجديدة وسيظل الكثير منهم فيها ليحققوا أغراضا لا تقل أهمية لهم عن إقامة وطن لهم فى فلسطين وهو ما يثبته وجود اللوبى اليهودى القوى فى الولايات المتحده لتظل الداعم الأقوى لكيانهم الإرهابى الذى زرع فى فلسطين وليقوم اللوبى الصهيونى بتحويل الإدارات الامريكية الى توابع كما شاهدنا فى جميع حروبهم مع مصر. واذا كانت مصر وسط ظروفها الاقتصادية بالغة الصعوبة وما تحمله وما زال الملايين من المصريين لعبور هذه الازمات تخصص مئات الملايين من الدولارات لإعادة أعمار غزة، فإنها قد نجحت فى وقف إطلاق النار ووضع نهاية للسباق الشيطانى الاثم الذى يمارسه الكيان الصهيونى فى صورة خطط ممنهجة لتدمير غزة والاراضى الفلسطينية المحتلة وفرض اعادة إعمارها وهو ما يفرض موقفا عربيا تجتمع عليه جميع الدول العربية يربط استمرار اعترافها بالكيان الاستيطانى باعترافه بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضى التى احتلت بعد 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها. خطاب الرئيس الامريكى بنجامين فرانكلين أمام نواب دولته قبل اكثر من 200 سنة يثبت أن الكيان الاستيطانى التزم بالأدوار التى رسمها الغرب والامريكيون له وبما أراده وبأكثر.. المدهش أننا مازلنا ننتظر ممن أعدوا ونفذوا ورعوا الجريمة الأبشع والأكبر فى التاريخ الإنسانى أن يساعدوا فى وضع نهاية لها ؟!.

Rochen Web Hosting