رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

عودة مهرجان السينما الأجمل.. و«ريش» يمثل مصر

قسم : مقالات
الخميس, 08 يوليو 2021 12:06

للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب مقولة شهيرة وهى: (لا شىء يقف أمام الأجمل)، إلا أنه رحل قبل 30 عامًا ولم نكن نعرف بعد معنى الاحتراز.. نعم، كلنا نحترز ومع اختلاف الدرجة، إلا أنه لم يأتِ على البشر فيروس واجهوه بكل هذا الخوف والترقب مثل هذا اللعين (كوفيد- 19).. بمجرد إطلالة عابرة على الشارع، تكتشف أن الدنيا غير الدنيا، ورغم ذلك فإن مهرجان «كان» السينمائى بما يحمل من جاذبية كان هو الأجمل، الذى لم يستطع أحد أن يمنعه، مع بعض التحفظات والتخوفات التى سرقت شيئًا من الجمال.

 

المهرجانات الكبرى فقدت الكثير من رونقها وبريقها، وكنت أتصور أن شغف الناس بات يتضاءل، إلا أنه عمليًا رأيت الجمهور يأتى أمام قاعة (لوميير)، ليس كما تعودت على مدى 30 عاما بنفس الدرجة من الكثافة، حيث تتدخل الشرطة لمنع التكدس من خلال إيقاف منافذ الوصول إلى قصر المهرجان، إلا لمن يحمل الدعوة أو الكارنيه وأيضا الـ(بى. سى. آر) أو التطعيم الكامل، ورغم ذلك تواجد الجمهور أو على وجه الدقة جزء منه.

أشياء ولمحات تبدو للوهلة الأولى تفاصيل غير مؤثرة، ولكنها فى الواقع ترتبط بالذاكرة لترسم لنا ملامح المهرجان كما نود أن يكون، حيث إن تكدس الجماهير هو بالضبط ما يمنح الشرعية للمهرجان.

تعودنا أن لدى كل منا داخل قصر المهرجان صندوقًا مليئًا بالأوراق التى تتناول الأفلام، وأيضا الدعوات الخاصة التى يحرص صُناع الأفلام على إرسالها للعاملين بـ(الميديا) من أجل التعريف بالعمل الفنى... لم يعد هذا الأمر سهل المنال، اختفت هذا العام تلك الصناديق، وتضاءل عدد النشرات. المهرجان يريد أن يُصنف بالأخضر، أى أنه «يحمى البيئة»، وذلك بالتقليل من حجم الأوراق المطبوعة والزجاجات البلاستيكية للماء وغيرهما.

المهرجانات فى العالم كله تبعث دائما برسائل سياسية واجتماعية تريد للعالم أن يتبناها، وفى نفس الوقت تعمل على انتشارها عبر (الميديا)، وهو ما يدعونا للتساؤل حول ما الذى نقدمه نحن فى المهرجانات المصرية، بل أيضا العربية فى هذا الشأن الذى يبدو عند البعض وحتى الآن خارج النص، بينما هو بالضبط النص، كل شىء ستكتشف أنه ليس عشوائيا، حتى لو اعتقد البعض للوهلة الأولى أنه غير مقصود.. الرسائل السياسية والاجتماعية تشكل جزءًا حميمًا بالمهرجان، وعلينا أن ننصت إليها.

أكبر صعوبة تواجه من يذهب إلى (كان) هو الوقت، الذى إن لم تقطعه إربًا سيقطعك إربا.. كلنا مع اختلاف الدرجة لا نستطيع مشاهدة كل الأفلام التى نضعها على الجدول، هناك تضارب أحيانا فى التوقيت، هذه المرة أضيف شيئًا آخر، وهو تلك الاختبارات التى يقتضيها تحليل اللعاب، وعليك كل 48 ساعة تقديم ما يثبت ذلك، وهو نوع آخر غير اختبار الأنف المعتاد، أتصور أنه يؤدى إلى نفس النتيجة. الاختبار يمنح المهرجان مؤشرًا مطمئنًا كل ساعة يؤكد أنه لا توجد إصابات، وهو قطعًا ما يتيح تقديم رسائل للعالم بأن العودة للحياة الطبيعية ممكنة، حتى وإن سيطر عليها كل هذا الاحتراز.

وفى المهرجانات الكبرى الأخرى، فينسيا (سبتمبر) ثم برلين (فبراير)، أعتقد أن جزءًا من هذه الإجراءات التى تسرق الوقت، ما بين الوقوف فى الطابور ثم انتظار النتائج، ستتقلص.. هل هى أُمنية أم اعتقاد؟ أتصورها حاليًا مجرد أمنية.

تضاءل عدد الزملاء المصريين والعرب الذين اعتدت رؤيتهم، تلك الإجراءات تُشكل ولا شك حاجزًا نفسيًا يقف أمام الصحفى والناقد عندما يتردد السؤال: وهل الأمر يستحق كل هذه المشقة ماديا وأدبيا، خاصة أن المتعة ستظل ناقصة؟!.

تواجدنا هذه المرة كسينما مصرية كان محدودًا.. المخرج عمر زهيرى يمثل مصر بفيلم (ريش) داخل مسابقة (أسبوع النقاد) الذى يحتفل بمرور 60 عاما على انطلاقها، وسبق له قبل نحو سبع سنوات أن شارك داخل مسابقة أفلام معهد السينما بفيلم (ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375) اقتبس عمر الفكرة من قصة قصيرة لتشيكوف الأديب الروسى المعروف، وهى (موت موظف)، التى كثيرا ما قُدمت فى أفلام ومسرحيات.. هذه المرة يقدم فانتازيا «ريش»، يتناول حياة رجل تحول إلى دجاجة.

.. وغدًا نُكمل!!.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

Rochen Web Hosting