رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الطابور الإثيوبى الخامس!

قسم : مقالات
الخميس, 08 يوليو 2021 12:09

بحسب وصف الدكتور محمد المنسى قنديل «اليأس مرض معدٍ» يستوجب ارتداء كمامة الأمل خشية العدوى، فيروس مميت وسريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، ومنه فيروسات مصنعة فى أقبية استخباراتية، عادة ما تشن هجمات فيروسية تيئيسة تستهدف نفسية الطيبين بغرض إفقادهم الثقة ليسهل اختراقهم.

 

أقول قولى هذا مع محاولة يائسة لإصابة المصريين بالإحباط الذى أصاب ضعاف النفوس، يرى البعض منهم فى الطرقات صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد فى السماء، ويزفر لافحًا، ويُرْغِى ويُزْبد، ناقمًا قانطًا، علمًا بأن الدولة المصرية قادرة، والثوابت المصرية واضحة، وكل الخيارات مفتوحة.

ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين الناس، ويستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على تعقد الموقف فى منابع النيل الأزرق، وتوفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الجموع من تفشى حالة الإحباط واليأس التى تنتشر بفعل الشائعات بين الناس فى الطرقات.

مهم جدًا الحفاظ على المعنويات عالية، لايزال طريق الشوك طويلًا، والعدو متمترس فوق الهشة، يظن نفسه «أبرهة الأشرم» راكبًا فيله «محمود» فى حملته ليهدم الكعبة المشرفة، فبرك الفيل وسقط الأشرم وعاد يجرُّ أذيال الخَيْبَة.. كناية عن إخفاقه وفشله وعدم فوزه بما كان متوقعًا.

يقول كارل ماركس: «التاريخ يعيد نفسه مرتين، المرة الأولى كمأساة والثانية كمهزلة».. المأساة (حملة الفيل) حدثت ومسجلة فى الكتاب الكريم: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ» (سورة الفيل: ١)، والثانية (المهزلة الحالية) وستنتهى إلى ما انتهت إليه حملة الفيل. الفاشل داخليًا لا يمكنه النجاح خارجيًا، والتغطية على الفشل بزعم القوة الموهومة وَهْمٌ يتعاطاه مجرمو الحرب.

شيوع اليأس جد خطير، والعاملون على إشاعة أجواء اليأس ينشطون، والخلايا الفيروسية النائمة تستيقظ، وترويج الشائعات بضاعة، والهرى بمعلومات مضللة مقصود لتشتيت الانتباه، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة فى توقيت حساس.

ومع ندرة الخبراء المتحدثين الفاهمين بأحوال النهر وتداعيات السد، ودخول المدعين والنصابين على خط الماء الجارى، وتحلق الطيبين حول معلومة تبل الريق، فى مثل هذه أجواء مشوبة بالتوتر الوطنى لا يجوز ترك الجموع دون معلومات، مهما كانت قسوة المفاوضات.. نحن لها، والثقة فى القيادة المؤتمنة موفورة، وإذا لزم الأمر كلنا جنود، المصريون جنود مجندة فى حب الوطن.

قطْع الطريق على الطابور الخامس ضرورة وطنية، الطابور الإثيوبى الخامس يتخفى بين الصفوف ناشرًا عدوى اليأس والإحباط، ويعمد اختراقًا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحرك باحترافية، ويروج صورًا وهمية من الأقمار الصناعية، ويهرف بأرقام عبثية لا تقف على قدمين فى النهر، ولكن مع غيبة المعلومات والأرقام اليقينية والحقيقية يسود هؤلاء الفضاء الإلكترونى بفيروساتهم المُعدية، ولكن كما قال طيب الذكر الشاعر العربى العراقى محمد مهدى الجواهرى:

سينهض من صميم اليأس جيلٌ

مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد

يقـايضُ ما يكون بما يُرَجى

ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد.

 

Rochen Web Hosting