رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

تاريخ جديد للريف والصعيد والآثار

قسم : مقالات
الأربعاء, 14 يوليو 2021 11:46

لا أجد بداية أهم وأعظم لعام جديد للعبور الثانى المصريين وإعلان دولة 30 /6 من البدء فى تنفيذ مبادرة حياة كريمة لإنقاذ ورد الاعتبار لآلاف القرى وملايين المصريين، الذين يتجاوزون نصف عدد السكان فى صعيدنا وريفنا وأطرافنا النائية والذين حرموا أبسط مقومات الحياة الآدمية. لقد أتاحت لى سنوات طويلة للحياة هناك أن أرى وأعيش ما لا يمكن أن يحس به من عاشوا فقط فى المدن الكبرى ورغم مشكلات كثيرة لم تخل حياتهم منها الا ان مقومات الحياة ما بين العاصمة والمدن الكبرى وفى الريف والصعيد تختلف اختلافا فلكيا، وكأن هذه الجموع والملايين من المصريين يعيشون فى كوكب آخر يطبق عليه التخلف والفقر والمرض. لذلك فمع الإنجازات المهمة التى مازال يتطلع إليها المصريون كثمار ومستحقات إنسانية ومادية وأدبية واجتماعية لعبورهم  الثانى فى 30 /6 وإزالة لآثار وتبعات موجعة لسنوات طويلة من الفساد والإفساد والنهب والسرقات وتحالفات الثروة والسلطة، تبدو مبادرة حياة كريمة المخطط لاكتمالها فى ثلاث سنوات فى أطار التسابق الزمنى الذى يمثل أهم ملامح دولة 30 /6 وتكامل أدوار المؤسسات المسئولة بعد ان كان كل واحد يعمل وحده وتهيئة الإنتاج والتصنيع المحلى لإمداد المبادرة بجميع احتياجاتها من أهم ثمار الحدث العظيم الذى فعله المصريون بخروجهم فى 30 /6 يتكامل بمتتاليات القضاء على الفساد والإفساد والدفع بأفضل القدرات والكفاءات وما يتم من حصر لثروات طبيعية طال تبديدها وإهمالها فى رمالنا البيضاء والسوداء ومناجمنا وشمسنا وموقعنا الجغرافى العبقرى وأرصدتنا الثقافية والحضارية وكل ما جعل فيلسوف المانى فى عصور الاستعمار يقول أن من يريد أن يحكم العالم عليه ان يسعى لحكم مصر، الذى اثبت شعبها عبر حلقات نضاله وكفاحه أنه لن يستطيع غيره أن يحكمه فقط علينا ان نوفر جميع أسباب قوته وصموده الكامنة وعشقه لأرضه ذلك الذى لم أتوقف عن الدعوة إليه والمناداة به فى كل ما أكتبه وأتناوله من مشكلات واحذر منه من محاولات آثمه خاصة من عناصر مازالت تحمى وجودها واستمرارها بإثارة أزمات أو شق الصفوف وبث الخلافات. وقد كانت أزمة معاشات نقابة المعلمين خير كاشف عن هذه المحاولات المؤسفة التى أدعو جموع المعلمين والمعلمات بما أرسلوه لى من وقائع مؤلمة لا تليق برسالتهم السامية فى تربية وبناء الأجيال سواء فيما يتقاضون من رواتب أو معاشات، وأطمئنهم أننى أثق أن صرخاتهم ومناشداتهم قد وصلت وان هذه الصرخات والمناشدات وراء مبادرة توفير عشر طرق للتواصل مع رئيس الجمهورية مباشرة من خلال إعلانه أثناء افتتاحه أحد المشروعات الإنتاجية أنه لا يتدخل لحماية أحد من الحساب الذى يجب ان يخضع له الجميع، مؤكدا سعيه الدءوب لمحاربة الفساد بمصر ورفع المظالم عن جميع المواطنين ومن خلال ما وصلنى وما امتلأت به وسائل التواصل الاجتماعى أدعو المعلمين والمعلمات لمتابعة الروابط المقدمة من الرئاسة لتحقيق التواصل المباشر مع الرئيس، ولا أعرف كيف اعبر عن سعادتى بتحقيق ما كتبته فى السطور الأخيرة من مقالى الأسبوع الماضى.. السادة المعلمون والمعلمات لا اعرف كيف اشكر فيض التقدير لى لتناول ما يضمه الملف الشائك والمؤلم لمعاشاتكم ورواتبكم ومعاشات النقابة المتواضعة والتى وصلنى انه خلال نهاية الأسبوع الماضى بدأ صرفها فى بعض المحافظات دون مبالاة بالأمن الاجتماعى الذى تحققه المساواة فى صرفها. واثق ان الاستجابة لما ستعرضونه من مشكلاتكم واستحقاقاتكم فى الروابط التى إتاحتها الرئاسة سواء للمعلمين أو لجميع المواطنين المصريين سيكون فى مقدمة إنجازات عام جديد من عبور المصريين العظيم فى 30 /6 /2013 وأهم مؤشر لتوجهات الجمهورية الجديدة.

 

لقد كتبت الأسبوع الماضى داعية ألا ننسى وألا نجعل أولادنا ينسون معجزة العبور من العام الكارثى لحكم الجماعة إلى التحرر والإنقاذ بالاستجابة إلى إرادة عشرات الملايين الذين جعلهم البصر والبصيرة الوطنية والإيمانية يدركون ان أرضهم واستقلالهم وهويتهم الوطنية والثقافية تستهدف الجماعة اختراقها وإسقاطها وتفكيك مؤسسات قوة وصلابة بلدهم ... نعم ما حدث فى الثالث من يوليو 2013 كان عبورا لا يقل خطورة عن عبور السادس من اكتوبر 1973 فى كليهما تحققت إرادة شعب وانتصاره على مخططات شيطانيه توهمت أنها تستطيع أن تستقوى وتقهر إرادة المصريين بالتخويف والترويع بميليشيات مسلحة وبتحالفات آثمة مع مخططات أمريكية وصهيونية .. لولا أرادة وصمود وإيمان وانتماء المصريين عبر حلقات نضالهم ما كانت انتصاراتهم وتجليات بطولاتهم والتى كان عبور الثالث من أكتوبر 2013 واحدا من أعظمها وبما يجعل من توفير الدعم الانسانى والمادى والأدبى وفتح الطرق أمامهم وإزالة العقبات والإصغاء لمطالبهم ونشر العدالة الاجتماعية تحت لواء المواطنة فرائض وطنية وإيمانية لتأمين وإنقاذ الحاضر والمستقبل.

 

> ولا يذهب بعيدا عن استرداد مصر المنهوبة ما حدث ومازال يحدث لآثارها وسفر النائب العام حمادة الصاوى إلى العاصمة الفرنسية لتسلم 114 قطعة أثرية عثر عليها هناك وبحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار .. سفر النائب العام بنفسه إعلان بالغ الأهمية للعالم كله وللصوص الداخل والخارج بتطور أنظمة رعاية وحماية الآثار، وإعلان يجب أن يقرأ جيدا لوضع نهاية لتاريخ نهب طويل جعل أرباح الاتجار وجرائم الحفر هوسا وجنونا واستهانة واستباحة ولا مبالاة بقدرة مصر على حماية آثارها ولمنافسة المليارات التى تأتى بها أرباح الاتجار بالمخدرات وبالسلاح .. سفر النائب لاسترداد مجموعة من آثارنا ينضم إلى مشاركات فاعلة ومؤثرة للنيابة العامة فى حفظ سلام واطمئنان الضمير المجتمعى فى مواجهة جميع ما يتهدده من أخطار .. وأن النيابة العامة بوعى تاريخى وحضارى وثقافى ووطنى امتدت إلى حماية الآثار بعد تاريخ طويل ومؤلم من النهب والتهريب والتنقيب خارج القانون واعتماد بعثات على صعوبة إثبات ملكية مصر مع سهولة تزوير الأوراق لإضعاف حجة مصر فى استرداد آثارها.

 

تدخل النائب العام فى المشهد الأثرى بكل معطياته أثق أنه سيعنى ويحقق الكثير فى حماية آثارنا وبداية تاريخ جديد للحفاظ عليها .

Rochen Web Hosting