رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

فى محبة الطب .. والآثار .. والأشجار

قسم : مقالات
الأحد, 25 يوليو 2021 22:08

أخشى على مصر من بعض أجيال جديدة ترى أن النبوغ والقدرات ممكن أن تورث ودون أن تدعم وتعظم بعلم وتعلم وتدريب وخوض لمراحل الإعداد والدراسة والتأهيل التى مرت بها الأجيال الكبيرة ويزداد الطين بلة عندما ترتبط الثقة والغرور بمهن شديدة الخطورة وتتعلق بحياة بشر !!

 

 

عندما أكتب عن الطب فأنا أكتب عن نفسى أو عما تمنيت ان أعمل لعشق واحترام لجوهر الرسالة ولروعة أن يهبك الله قدرة تخفيف ألم إنسان، وكان حبى للكتابة لا يقل، وطاقة احتمال جهازى العصبى جعلتنى للكتابة أقرب وتابعت واستمتعت بالعلاقة الحميمة بين أجيال أطباء كبار ينافس نبوغهم فى الطب نبوغهم فى الكتابة ـ هل لما يتيحه الألم من قدرة على رؤية النفس فى أعلى حالات ضعفها واحتياجها للمساندة .. ومن أهم من امتلكوا قدرة الإبداع فى المجالين والأدب الكاتب الكبير  د.صلاح حافظ  ود.مصطفى محمود ود. يوسف إدريس ود. محمد غنيم خاصة فيما كتبه حول التعليم ود. صلاح الغزالى خاصة فى إصلاح أحوال الطب و .د. محمد أبوالغار ود. خالد منتصر وأعتذر عمن لا تسعفنى الذاكرة بتذكرهم وربما العشق للإبداع الإلهى فى أن يهب الله أيدى بشرية قدرة العلاج والشفاء كان وراء تشجيعى لابنتى لدراسة الطب ولأحفاد أحدثهم دائما عن نبل وعظمة الرسالة الإنسانية.

ومنذ حداثة عمرى قرأت عن فتوحات اساتذتنا فى الطب وكيف كان دارسو الطب فى العالم يأتون ليتعلموا على أيديهم فى مصر لذلك فعندما أقف امام بعض أوجاع الطب والمرضى أٌقف من موقع انتماء واحترام وايمان تفرض البحث عن اجابات صادقة وعلمية وأمينة تليق بماض وحاضر ومستقبل المهنة وابتداء أوجه التحية لاساتذة أجلاء والادوار البطولية والتضحيات فى مواجهة الوباء وجميع ما مرت به مصر من أوبئة وكيف نفرق أخطاء تكلف المريض حياته أو تترتب عليها كوارث وازمات تلازمه ما تبقى من عمره بينما كان بالإمكان تلافيها وبين اخطاء وارد الوقوع فيها وما هى جهة التحقيق المحايدة التى تحفظ حقوق جميع الأطراف وأين تحتسب الكوارث المترتبة على حالات صحية بسيطة وعلاجات خاطئة.. وكيف تحتسب الكوارث الطبية التى تترتب على التلوث والتى  لا اريد ان أقول تكاد تتحول الى ظاهرة تكتمل بها محنة الاسعار الخرافية التى وصل اليها العلاج فى مستشفيات خاصة بيعت لأعلى سعر لجهات وهيئات  لا نعرفها وان من معالم بعض هذه الصفقات تحويل الطب من رسالة انسانية الى تربح وفندقة يدخلها المرضى تنفيذا لأوامر أطباء يقولون إنهم لا يعملون الا فيها، أليس من حق المريض اذا اضطر للعلاج فى مستشفى من مستشفيات الاستثمار الخاص أن  يكون مطمئنا أنه يستظل بمظلة قوانين حامية وطنية لا يستطيع أحد فى ظلها أن يتلاعب ويتكسب لأعلى سعر ؟!... وأعترف باعتزازى وفخرى بما أقرأه من نجاحات طبية فى عمليات معقدة وشديدة الخطورة تجرى فى مستشفيات جامعاتنا الكبرى وأعترف أيضا بقدر الحزن الذى أحسه كلما سمعت عن ارقام جديدة تضاف لمستشفيات الاورام هذه الارقام التى تمثل أخطر الدلالات الموجعة لانتشار الأورام وبماذا نفسر ما انتشر من حالات خطيرة أرجعت للتلوث فى مستشفيات كبرى وفشل فى جراحات شديدة البساطة مثلما قيل عن ما حدث فى علاج نسائى لنجمة شهيرة انه لا يتطلب كفاءة أو مهارات خاصة؟! وماذا عن 14 مواطنا فقدوا الإبصار بعين واحدة نتيجة لتلوث مركز العلاج الطبى الشهير الذى لجأوا اليه فى طنطا ؟ وماذا عما نشرته صحيفة الوطن الثلاثاء 20يوليو بعنوان «قال أدوات العملية لم تكن نظيفة ـ خطأ طبى يدمر حياة عمرو» دخل سليما يعانى من قطع فى الرباط الصليبى وغضروف الركبة ونتيجة العملية تآكلت العظام وحدثت عاهة مستديمة ! وهل ما يقال عن نقص كفاءة ومهارات بعض الاطباء الشبان وتوهم ان التوريث يغنى عنها ممكن ان يوضع فى الاعتبار ؟!

> تضيق المساحة المتاحة للمقال عن استكمال تناول موضوعات عرضت لها فى مقالات سابقة وأسعد فى لفت نظر قراء أعزاء لها، وفى مقدمتها سفر سيادة النائب العام الى باريس لإيقاف بيع مجموعة من آثارنا جاءت الى باريس عبر سلسلة جرائم تهريب أديرت من فوق سفينة سياحية يملكها فرنسى بالأقصر .. وأطمئن المحبين لآثار بلادهم والذين يتطلعون الى قوانين مشددة لحمايتها أن هذا ما سيحدث قريبا وسيمثل بداية لتاريخ جديد من حمايتها وإيقاف ما لا يصدقه عقل من جرائم نهب ممنهج ومنظم من أفراد ومنظمات محلية ودولية تراقبها وتطاردها النيابة العامة كأمين على كنوز وثروات المصريين ... ولا أعرف هل فى مواجهة جريمة أرى أنها لا تقل خطورة أتقدم ببلاغ للنائب العام لايقاف مذابح الاشجار واستئصال مصدر من أهم مصادر ضخ الاكسجين فى صدور المصريين فى أزمنة تلوث وأوبئة يقتل فيها الهواء الملوث مئات الآلاف كل عام وهل أضيف اليها بلاغا يتناول ما كتبته الاسبوع الماضى أيضا عما وصلت اليه تكلفة العلاج فى المستشفيات الخاصة التى حولت الرسالة الإنسانية الى تربح واستغلال لأعلى سعر وأعود الى جريمة قطع الاشجار وكيف روعنى الفارق بين حفاظهم على الحياة الخضراء فى أوروبا وبين ما يتعرض له الزرع فى بلادنا ... وفى بلاد صحراوية وجدتهم يفعلون المستحيل ويتكلفون المليارات لتغزو الخضرة صحاريهم وعدت الى هنا لأجد أراضينا التى أشبعها النيل ريا من آلاف السنين نحاول ان ننزع عنها غطاءها الأخضر ونقتل أشجارا عظيمة عمرها آلاف السنين بأن نكتم أنفاسها ونحرمها وصول المياه اليها وللأسف أحدث عملية اغتيال للشجر والخضرة تتم باسم المحاور والكبارى الجديدة التى لا يستطيع أحد أن ينكر أهميتها والذى لا تقل عنه أهمية الحفاظ على الاشجار والحياة الخضراء التى يتجه اليها العالم بحثا عن انقاذ من التلوث ... بل الاعجب والمثير للدهشة أن لدينا وزارة للبيئة !! فهل تتسق مذابح الاشجار مع الدعوة للحياة الخضراء وأحدثها ما يحدث فى المعادى وبعد كل ما تعرض له هذا الحى الذى كان انيقا ونظيفا وجميلا وشديد الخضرة يتهدد ما تبقى فيه من خضرة ما يطلقون عليه محور الحجاز ... اوقفوا التناقض بين التحديث والعمران وبين أن تظل مصر خضراء ويكفى ما يتهددنا من مؤامرة استعمارية تتم فى أثيوبيا الآن ... وأحسنوا اختيار المسئولين عن التخطيط العمرانى والتنسيق الحضارى فى بلاد هى أول من علم الدنيا الزراعة .

> ثورة 23 يوليو فى أوجز عبارة ... إنجازات عظيمة ... وألم عظيم .  

Rochen Web Hosting