رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

زوجات الخلفاء الراشدين أم رومان بنت عامر

قسم : مقالات
السبت, 31 يوليو 2021 10:25

تُوفى عبدالله بن الحارث تاركًا وراءه زوجته أم رومان وطفلهما.. ولكن أم رومان لم تبقَ وحيدة لفترة طويلة.. فقد جرت العادة عند العرب أن تتزوج المرأة أكثر من مرة وألا تُترك دون معيل ورجل يتحمل مسؤوليتها حتى إن كبرت سنها.

 

كانت أم رومان لا تزال فى عز شبابها، ووفاء لشريكه، تزوجها الصِّدِّيق، رضى الله عنه، متحملًا مسؤوليتها ومسؤولية ابنها.

عاشت أم رومان فى كنف الصديق سعيدة مُعزَّزة مُكرَّمة.. رحم حالها وأحسن عشرتها وأكرم ابنها، فعاشت فى كنف زوج يتمتع بكل الخصال الحميدة والمعانى الكريمة، وأنجبت له عبدالرحمن وعائشة، زوج النبى، صلى الله عليه وسلّم.

عندما أسلم أبوبكر، رضى الله عنه، بدأ يشرح لزوجته الإسلام والخير الذى يملأ به النفوس وأنه إذا ما ارتضاه لنفسه، فإنه يتمناه لها، وأن المرء عندما يحب، يحب لمَن يحب ما يحب..

أسلمت أم رومان وبايعت، فكانت من المهاجرات الأوليات والقانتات العابدات، ذات قلب طاهر ونفس طيبة

وكانت من أوائل المسلمات.. تعلمت من زوجها طرق عمل الخير وتفعيل الفضائل التى تحض عليها الأديان السماوية، مما أعانها على التقوى والزهد، فشاركته فى نصرة الإسلام ونشره، كما تلقت تعاليم الشريعة وحرصت على تنفيذها..

كانت ترى العذاب الذى يلحق بالمسلمين على أيدى المشركين، فتشد من أزر زوجها وتوافقه وتساعده عندما تراه ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب وتشجعه على أن يعتقهم من ماله الخاص..

عندما أمر الله الرسول محمدًا بالهجرة خرج معه صديقه أبوبكر.. لم يتردد لحظة فى اصطحابه رغم معرفته بمدى الخطر الذى سوف يتعرضان له.. ولحق المشركون بهما فعلًا واختبأ الرجلان فى غار لتحدث معجزة العنكبوت الذى نسج خيوطه على الباب.. عندما خاف أبوبكر فقد كانا قاب قوسين أو أدنى ممن لو رأوهما لقتلوهما.. ونزلت الآية الكريمة من سورة التوبة: «إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِىَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِىَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».

هاجر أبوبكر إلى المدينة تاركًا أسرته فى مكة.. وفى هذه الظروف الصعبة كانت أم رومان نعم الزوجة المعينة الصادقة القوية القادرة على تحمل معاناتها ومعاناة زوجها فى الأيام العصيبة التى كانت تمر بالدعوة فى مكة.. تحملت شدة العيش وحدها مع أولادها بعد هجرة زوجها الذى ضحى بالكثير من ماله، وكانت مثالًا للزوجة المخلصة الوفية فى أوقات المحن. عندما استقرت الأوضاع فى المدينة هاجرت أم رومان مع ابنتها عائشة، رضى اللَّه عنهما. وهناك تم زواجها من رسول الله..

ولقرب النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، من الصديق، فقد كان يتردد على داره كثيرًا.. وكانت السيدة أم رومان، رضى الله عنها، تلقاه دومًا بالبشر والسرور..

وللحديث بقية..

 

Rochen Web Hosting