رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

حكاية بنت اسمها «فريال»!

قسم : مقالات
الإثنين, 09 أغسطس 2021 12:36

 

أكثر الله من أمثالها، البطلة الذهبية «فريال أشرف»، كسرت وأخواتها حاجز الذهب، وتقلدن الميداليات الأوليمبية، حاجة تفرح القلب.

 

بطلات (بنات مصر) عَرائِس الأوليمبياد، كل منهن حجزت لنفسها مكانًا معتبرًا فى القلوب، وسجلن أسماءهن فى سجلات التاريخ الرياضى المصرى، يكفى أن أول ميدالية ذهبية مصرية فى الأوليمبياد تاريخيًا حققتها بطلة مصرية، عظيمة من عظيمات مصر، بنت اسمها فريال.

الحكى ليس رياضيًا فحسب، بل مجتمعى بالأساس، ما تحقق فى طوكيو ليس ميداليات أوليمبية مستحقة، بل انتصار مجتمعى مستحق تمامًا، بنات مصر كسرن حلقة الحصار المضروب على إبداعهن بحجج ماضوية واهية، وأقنعة سلفية زائفة، مصر تتحدث عن نفسها «إننى حُرة كسـرت قيودى رغم أنف العدا وقطعت قيدى».

هرمنا، ومنظومة خنق الإبداع النسوى بحجة الحرام والحلال مفصلًا على مقاس المرأة، ومعارك الحجاب والسفور، والخروج من البيت سعيًا والقعود فى قعر البيوت لتسمين الأولاد، وضرورات المحرم (الرجل) فى سفر المسافات الطويلة، وجواز تدريب الرجال للنساء، والانكشاف على الغرباء، والظهور على الشاشات حاسرات أو سافرات، وتحكيم العيب والعيبة وعيب الشوم، والأدب وقلة الرباية، وكشف الشعر، وماشية على حل شعرها، ولباس السباحة شرعيًا يشف ويبين.

العقل السلفى لا يكترث ببطولة، ولكنه مركِّز فى العورة، فقه العورات يتلصص عسَسَه على عورات المجتمع النسوى، ينفقون إنفاق مَن لا يخشى الفقر لسجن النساء وراء نقاب!

يلزم التوقف للوقوف على معنى الانتصار على أفكار مجتمعية ماضوية خنقت المرأة المصرية وعطّلتها عن الإبداع والعطاء والشراكة والإسهام فى ترقية المجتمعات.

فريال وأخواتها كسرن حاجز الخوف، وقهرن أفكار التحريم والتبديع، هزمن الأفكار السلفية قبل أن يُحرزن الميداليات الأوليمبية، قفزن عاليًا فلم تَطُلْهن الأيدى الطويلة، التى خنقت الأنفاس فى الصدور، وضيّقت عليهن فى الشوارع، وحجبتهن وراء نقاب وبوركينى وإسدال.

صورة منتخب بنات مصر فى السباحة الإيقاعية والجمباز الإيقاعى، بلباسهن ورشاقتهن وسمرتهن، التى ارتسمت راقية أمام الكاميرات فى تحليلها الأخير، إلقاء قفاز التحدى فى وجوه السلفية المعتملة كراهية، تتميز من الغيظ وتفور حقدًا، هزيمة ساحقة للفكرة السلفية التى تتربص بالنساء الدوائر.

القصة وما فيها، وفيها كثير من الدروس المستفادة التى يمكن البناء عليها مستقبلًا، الرياضة المصرية فى تجليها بطولات نسوية، تأخرت طويلًا لأسباب مجتمعية بُنيت على أفكار سلفية غارقة فى الحلال والحرام، العقل السلفى ضيق لا يستوعب حرية المرأة، ويرفض فكرة المساواة، ولا يزال متمترسًا عند قاعدة ناقصات عقل ودين، يتخذونها ذريعة لإبقاء النساء فى الخدور متاعًا.

فريال وأخواتها هزمن الفكرة السلفية بالقاضية، حقيقة لو اجتهدنا رجالًا، ولعقود، فى هدم الفكرة المهيمنة على العقل الجمعى بسطوة الفكر السلفى لما تحقق شىء، ولكن نفرة المرأة دفاعًا عن حريتها وحقها فى الحياة هزمت جيوش السلفية، وأسقطتها من حالق.

تحققت بطولة المرأة فى ارتقاء منصات التتويج عالميًا رغم أنف السلفية الغليظ. مجددًا مصر تتحدث عن نفسها: «أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق، ودُرّاتُه فرائد عقدى».

 

Rochen Web Hosting