رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

مداخلة الرئيس لماسبيرو

قسم : مقالات
الأحد, 15 أغسطس 2021 21:39

 

اتصال رئيس الدولة بمذيع توك شو أثناء عمله على الهواء هو حلمه المنشود دائمًا.. وظنى أن الرئيس السيسى هو أكثر رئيس جمهورية سن هذا التقليد. كان مبارك - رحمه الله - يكلف السيد زكريا عزمى بالاتصال بالقناة، أيًا كانت، ليصحح معلومة أو يرد على استفسار مهم. وكان رئيس الديوان يصحح المعلومة أو يوضح ما خفى على المذيع. تلك كانت مهمة زكريا عزمى، وقد عشتها بنفسى وأنا أشترك مع عمرو أديب فى برنامج «القاهرة اليوم» على شاشة «أوربت».. ولم يعط «زكريا بك»- كما اعتدنا أن نناديه- أى فرصة لسؤال!. إنه يلقى بيان الرئاسة ويمضى!. وكان الرئيس عبدالناصر يعتمد على الأستاذ هيكل فى توضيح أى معلومات من خلال شاشة الأهرام!.

واتصال رئيس الدولة بالمذيع يعتمد على الموضوع المثار على الهواء، وحينما يكون فوزًا مشرفًا فى رياضةٍ على يد فتاة مصرية عادية من أسرة مصرية متوسطة الحال، يطلب الرئيس من جهاز الرئاسة المنوط به هذه المهمة الاتصال بالقناة على الهواء. وعلمى أن مذيع التاسعة «يوسف الحسينى» فوجئ بصوت الرئيس، مثلما فوجئ ملايين المصريين المتابعين للبرنامج الذى تسبقه نشرة أخبار التاسعة المفضلة.

والناس فى مصر، كما أشار الرئيس، لا يكفّون عن «الهرى»!. فعندما اتصل الرئيس السيسى منذ شهور بعمرو أديب على قناة MBC مصر، قال بعض الناس: هذا إضعاف لدور ماسبيرو، وتفذلك آخرون: «ربما اقتربت نهاية ماسبيرو»، دون إدراك أن ماسبيرو صانع وجدان أمة، ودون إدراك أن ماسبيرو رمز لعطاء فنانى ومثقفى مصر، ولا يمكن أن تفكر الدولة فى زوال «أحد ثوابت الفكر والوعى فى مصر». وعندما تم اتصال الرئيس بماسبيرو وتكلم مع مذيع الفترة، صمتت هذه الأصوات والهمسات الساذجة.

ها هو الرئيس يتكلم بنفسه مع ماسبيرو فى القناة الأولى للتليفزيون المصرى.. ها هو الرئيس بنفسه يعترف بأنه منذ سنوات كان يمارس رياضة الكاراتيه، التى حققت فيها الشابة «فريال» انتصارًا يفخر به رئيس الدولة على مرأى من ملايين المصريين ووالد ووالدة فريال. إن والدة فريال كانت تحاول أن تكتم دموعها التى غلبتها ورئيس مصر يعلن أنه فخور ببطولتها، وكلما قال لها الرئيس بأبوة شديدة: «عايزة إيه يا فريال؟». تقول والدتها: «هتعوز إيه تانى يا ريس!» ثم تخذلها دموعها، بينما تلمع فى عيون من رأوا المشهد رقرقة الدمع فى شجن.

إن «مصرية» عبدالفتاح السيسى هى التى دعته للاحتفاء على الهواء أمام كل المصريين بفوز بنت مصرية من ملايين البنات كانت رعاية الأب والأم تحوطها، وشاء ضابط الكل أن تفوز هذه «البنت» بأول ميدالية ذهبية مصرية فى الأوليمبياد.

فريال أشرف ليست نجمة، ولا اسمها يتردد على مواقع التواصل، ولا صلة لها بالترند. فريال أشرف ليست لاعبة كرة سلة تنافس نجوم الكرة. فريال أشرف بنت عادية جدًا، ولكن اسمها رددته وكالات الأنباء وصحف العالم. لقد اعتدنا فوز الرجال، وها هى المصرية فريال بنت أشرف وعزة تكسر القاعدة وتفوز، ويهنئها بالفوز رئيس الجمهورية بنفسه ولا يكتفى بكلمتين فى المناسبة، بل يتحدث ببراح ويرد على يوسف الحسينى حين سأله عن مشروع إنتاج البطل الأوليمبى، ويرد الرئيس: «بتطوير ٤ آلاف مركز شاب. هم حضن هذه البطولات المبكرة».

وعندما يقترح الرئيس أن يطلق أسماء من حققوا لمصر الفوز بالبطولات، يرتبك الأب ولا يعرف ماذا يفعل إزاء هذا الاحتفاء الفخيم بابنته.

أنا لم أقس دقات قلب يوسف الحسينى بالجهاز الصغير الذى يقيس ضربات القلب، لكنى متأكد أنه كان يدق بتواصل دقات نكاد نسمعها!!. ها هى فريال تعترف: «كنت أتدرب مع الأولاد لأستفيد منهم فى توجيه ضربتى».. كسرت فريال قواعد السلوكيات العفنة وأعلنت بثقة تدريباتها مع «الصبيان» حتى رسمت الفرحة على شفاه المصريين بانتصارها الذهبى فى طوكيو.

مداخلة الرئيس لماسبيرو فى برنامجه «التاسعة» تكريم لماسبيرو، والأهم أن الرئيس تكلم هاتفيًا فى البرنامج ليمجد قيمة الفوز لمصرية عكفت على التدريب حتى صعدت إلى أوليمبياد طوكيو وسجلت اسمها فى ذهبيات الأوليمبياد.

 

Rochen Web Hosting