رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

زلزال فى المغرب!

قسم : مقالات
السبت, 11 سبتمبر 2021 13:41

أمس الأول، استيقظ حزب العدالة والتنمية الحاكم فى المغرب على زلزال هز كيانه، كما لم يهزه شىء من قبل على مدى عشر سنوات كان خلالها على رأس الحكومة!. الحزب هو حزب إسلامى فى الأساس، ولكنه كان ينفى دائمًا أى علاقة له بالإخوان، وكان يقول إنه لا يحب أن يُقال عنه إنه حزب إسلامى، وإنه يفضل أن يوصف بأنه حزب يستند إلى مرجعية إسلامية!.

 

ورغم أنه يحمل نفس اسم حزب العدالة والتنمية التركى، الذى يترأسه ويحكم باسمه أردوغان، فإن الحزب المغربى هو الأقدم.. وطوال سنواته العشر فى الحكم كان يحصل على أكثرية مقاعد البرلمان، وكان قادرًا من خلالها على أن يقود تحالفًا حاكمًا مستقرًا فى مقاعده!.

وفى الانتخابات السابقة كان قد حصل على ١٢٥ مقعدًا من بين ٣٩٥، ولكنه فى الانتخابات الجديدة هوى إلى سابع أرض، وانخفض نصيبه إلى ١٢ مقعدًا، وأصبح الحزب الثامن فى الحياة السياسية من حيث عدد مقاعده، بعد أن كان فى الترتيب الأول على مدى عقد كامل من الزمان!.

وعندما ظهرت بوادر هذه الهزيمة الثقيلة، أشاعت قياداته أن تجاوزات وقعت فى لجان الانتخاب وأنها وراء هزيمته غير المسبوقة، ولكن عبدالإله بن كيران، الأمين العام السابق للحزب، دعا الأمين العام الحالى، سعد الدين العثمانى، الذى يترأس الحكومة المنتهية ولايتها، إلى الاستقالة الفورية من موقع الأمين العام، وقال إن استقالة كهذه لابد منها تعبيرًا عن الإحساس بالمسؤولية عما جرى!. ومعنى الدعوة التى أطلقها «بن كيران» أنه يستبعد وقوع تجاوزات، وإلا لكان قد أشار إليها، وأنه يعود بالهزيمة فى الغالب إلى سياسات تبناها الحزب وطبقتها حكومته!.

فما بالضبط هذه السياسات، وهل لها علاقة بتوجهات الحزب الإسلامية أو حتى الإخوانية، إذا جاز أن يؤخذ على أنه حزب إخوانى؟!. رأيى أن ما جرى لا علاقة له بكون الحزب إسلاميًا، أو حتى بكونه إخوانيًا لأن «بن كيران» كان يؤكد منذ اليوم الأول لوجوده فى السلطة أن «العدالة والتنمية» لم يصل إلى كرسى الحكم ليفرض رؤيته للإسلام على المواطنين، وإنما ليعمل على حل مشاكل كل مواطن، وكان يبدو أقرب إلى ذلك فى مواقفه المعلنة!.

الهزيمة التى وصفها «بن كيران» بأنها مؤلمة ترجع فى ظنى إلى عدم قدرة الحزب على التخفيف من حدة المتاعب الاقتصادية للناخبين، خصوصًا خلال السنوات الخمس الأخيرة التى كان «العثمانى» أثناءها على رأس الحكومة.. فلقد اتسعت الفجوة خلالها بين المواطنين، وصار الشغل الشاغل هو البحث عن طريقة تضيق بها الفجوة وتقل!.

وفى إحدى المرات كان ذلك محورًا أساسيًا، فى خطاب للملك محمد السادس.. فهل ينجح حزب التجمع الوطنى الفائز بالأكثرية فى التغلب على معاناة الغالبية من المواطنين؟!.. وهل ينجح رئيس الحزب، الملياردير عزيز أخنوش، فى هذه المهمة عندما يصبح على رأس حكومة جديدة؟!.. هذا هو سؤال السنوات الخمس المقبلة؟!.

 

Rochen Web Hosting