رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

إذ الأمر جد جلل..

قسم : مقالات
الخميس, 23 سبتمبر 2021 12:18

 

 

من القواعد المرعية أن القاضى لا يُمْدَح ولا يُذَم، واسْتِثْناءً من هذه القاعدة المستدامة أثمن ما أثبته المستشار الجليل «على مختار» الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، قاضى التحقيق المنتدب فى القضية رقم (١٧٣ لسنة ٢٠١١)، المعروفة بالتمويل الأجنبى لعدد من منظمات وكيانات وجمعيات المجتمع المدنى.

 

القاضى المحترم أصدر أمرًا بأن لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية ضد (٤) كيانات حقوقية، لعدم كفاية الأدلة، وحرص على إثبات مقولة مهمة يستوجب أن يضعها كل وطنى نصب عينيه.

 

نصًا: «إن التحوط فى كل ما يمس سيادة الوطن فرض عين على كل أبنائه، من كان منهم فى موضع المسؤولية أو كان من أحد أفراده فحسب، سواء من عظم منهم قدره أو بسط، فمُخطئ أيما خطأ من يظن أن مسؤولية حماية سيادة الوطن مقصورة على البعض دون الآخر من أبنائه، فالكل مسؤول إذ الأمر جد جلل».

 

هذه وصية من قاضٍ جليل، يوصيكم بالوطن خيرًا، التحوط من كل ما يمس سيادة الوطن فرض عين على كل مصرى، وكما الجندى الباسل يدافع عن الحدود، على الحدود أسود، ويستشهد فى حب الوطن شباب أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، مستوجب الدفاع عن الوطن، كلٌّ فى موقعه، وهذا من طبائع المصريين، ملتفين حول العلم والنشيد.

 

الفقرة الواردة فى قرار القاضى الجليل لا تخفى على أريب، واللبيب من الإشارة يفهم، نعم عدم كفاية الأدلة لا تجيز إقامة الدعوى، وإطلاق سراح المتهمين وجوبيًا، ولكن التحوط مستوجب، والحفاظ على سيادة الوطن ضرورة وطنية قصوى، وصية قاضٍ جليل يستوجب فهمها على الوجه الصحيح.

 

تفكيك (القضية ١٧٣) وإطلاق حرية (٧١) منظمة من ربقة التوقيف والتصرف والمنع من السفر لنحو (٢٠٠ متهم)، تصرف قَضائى قويم، المتهم برىء حتى تثبت إدانته، قاعدة مستقرة ومستوجب تفعيلها صونًا للحريات العامة، ولكن توفيق أوضاع المنظمات والجمعيات والمراكز والمؤسسات الحقوقية وفق صحيح القانون واجب، وأوجب على المشتغلين فى هذا الملف، يتبعون الطريق القويم دون تشكيك ولا تخوين.

 

عبر تجارب أليمة سبقت، وسوء ظن انتهى إلى اتهامات بالخيانة والعمالة، الفرصة سانحة لنؤسس لعلاقة صحية بين مجتمع حقوقى وطنى راشد، ومؤتمنين على تنفيذ القانون بروح القانون.

 

بجهد المحترمين فى المجتمع الحقوقى وهم كثر، مستوجب سيادة روح التفاهم والتفاكر تأسيسًا على شراكة مجتمعية، القارب يسعنا جميعًا، فلا تكونوا مثل قوم فى حديث السفينة الشريف، «كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ فى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فى نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا».

 

خلاصته من أعلاه، وكما فهمت من توجيه القاضى الجليل.. لا تخرقوا قاع سفينة الوطن!.

 

Rochen Web Hosting