رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

أم رومان وابنتها عائشة «2»

قسم : مقالات
الثلاثاء, 28 سبتمبر 2021 20:46

عقد رسول الله، عليه الصلاة والسلام، على عائشة وهو فى مكة قبل الهجرة إلى يثرب أو المدينة المنورة.. كانت هجرته مع صديق عمره، أبى بكر الصديق.

 

هاجرا وتركا عائلتيهما فى مكة.. بعد وصولهما أرسل الرسول، عليه الصلاة والسلام، زيد بن حارثة، مولاه، وهو الوحيد بين الصحابة الذى ذُكر اسمه فى القرآن الكريم، ومن أوائل الذين دخلوا الإسلام.. أرسل النبى زيدًا ومعه أبورافع، وهو مولى آخر لرسول الله، أسلم مبكرًا، إلا أنه كتم إسلامه حتى هاجر إلى المدينة. أعطاهما خمسمائة درهم، أَخذها من أَبى بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه للطريق، فاشتريا بها ثلاثة أَبعرة.

أرسلهما الرسول ومعهما الدليل، عبدالله بن أريقط، ليدلهما على الطريق، ورغم أنه كان مشركًا فإنه كان مشهورًا بكفاءته، فأحضرا ابنتيه فاطمة وأم كلثوم، وزوجته سودة بنت زمعة، وأم أيمن، حاضنة الرسول فى طفولته، والتى تزوجت من زيد بن حارثة، وابنها هو أسامة بن زيد، وأما زينب، ابنة الرسول، فمنعها زوجها أبوالعاص بن الربيع، الذى كان لا يزال مشركًا وقتها، وخرج مع هذا الجمع عبدالله بن أبى بكر بأم رومان، زوجة أبيه، وأختيه عائشة وأسماء، زوجة الزبير بن العوام، وكانت حاملًا بابنها عبدالله بن الزبير، الذى أصبح أول مولود للمهاجرين فى المدينة، وصحبهم من مكة طلحة بن عُبيد الله.

بقى الرسول فى المدينة.. أعد الدار لاستقبال زوجتيه وبناته.. بدأ ببناء المسجد النبوى الشريف ثم بنى حوله مجموعة من المنازل. وعندما صلت عائشة إلى المدينة مع أمها أم رومان، وأختها أسماء، وأخيها عبدالله، واستقروا فى دار الوالد الصديق رضى الله عنه، ولم تمضِ أشهر معدودات، حتى تكلَّم الصديق، رضى الله عنه، إلى النبى، عليه الصلاة والسلام، فى إتمام الزواج الذى عقده بمكة.

فالنبى عقد بمكة قبل سنوات من الهجرة، وبعد الهجرة بأمد طويل استقدم أهله، وبعد هذا الاستقدام، بقيت عائشة فى بيت أبيها، فلما كلَّم الصديق رسول الله فى شأن إتمام الزواج، دفع مهرها أو صداقها. ونقلًا عن السيدة عائشة نفسها: «كان صَداقُه اثنَتىْ عَشْرَ أُوقيَّةً ونَشًّا، قالتْ: هل تَدرى ما النَّشُّ؟، هو نِصفُ الأُوقيَّةِ، فذلك خَمسُمِائةِ دِرهمٍ». كان هذا المبلغ صداق عائشة وكل امرأة تزوجها النبى، إلا صفية وجويرية، فقد كان صداقهما العتق. سارعت نساء الأنصار إلى منزل الصديق لتهيئة هذه العروس الشابَّة لرسول الله، صلى الله عليه وسلَّم.

أما أم رومان، والدة العروس، فقد كان لها موقف جميل حينما دخلت على النبى، صلى الله عليه وسلَّم، ومعها ابنتها عائشة، بعد أن هُيِّئت له، فدخلت على النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو فى دار أبى بكر، وقالت: «يا رسول الله هؤلاء أهلك، بارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك»، وأصبح هذا الدعاء يُقال دومًا فى عقود القران.. حتى يومنا هذا.. وكم من عبارات عاشت وبقيت، ونسى الناس اسم قائلها.

 

Rochen Web Hosting