فى يوم السياحة العالمى يحتفل وزراء السياحة فى العالم، كل على طريقته، الوزير خالد العنانى اختار أن يلتقى بعض العاملين فى القطاع وليس المستثمرين، وقال لهم كلمة موجزة، أنتم الأبطال وأنتم من تحملتم طوال السنوات الماضية، وأنتم من تعرضتم لمخاطر الكورونا وتراجع السياحة.. وكانت كلمته توكد أنه يشعر بهم وأنه يقدر ظروفهم، وكأنه يقول لهم لا تخذلونى فى الأيام القادمة، فهو موسم جنى الأرباح.. وفجأة التف العاملون بالوزير على هيئة قلب كبير، وهى رسالة كان لابد أن يقول أحدهم له نحن نقدر مجهودك!.

ولكن لماذا التقى الوزير بالعاملين وليس المستثمرين؟ أعتقد أنه اختار الفئة التى تحتاج إليه وقد لا تعرف الطريق للقائه، ثم إن هؤلاء هم المستهدفون فى قطاع السياحة بجهود الدولة كلها!.

كان الوزير يريد أن يأخذ منهم كلمة بأن يحافظوا على الأداء والالتزام بتقديم خدمة جيدة من باب لكى يحافظوا على السائح ومن باب آخر لكى يحافظوا على اسم مصر وسمعة وصورة مصر، فلا شىء يجدى إذا عاد السائح وهو يشعر بالألم أو التلوث أو أعراض المرض وعنده حق!.

صورة مصر ومكانتها هى التى تشغل الوزير أكثر من أى شىء آخر، ولذلك فهو لا يهتم بعدد السائحين بقدر ما يهتم بنوعية السائح ونوعية الخدمة المقدمة، وقد شرح لنا أن القصة ليست فى عدد السياح، ولكن فى استهداف أسواق سياحية بعينها من النوعية التى تُنفق، وتلك التى تعطى قيمة للمقاصد السياحية المصرية، وهى بذاتها ذات قيمة كبرى، سواء كانت أثرية أو شاطئية!.

وقال الوزير إنه استفاد من جهد كل وزراء السياحة والآثار الذين سبقوه، وهو مدين لهم جميعًا من أول زاهى حواس، مرورًا بالوزير زعزوع، وانتهاء برانيا المشاط، واستفاد برؤيتهم جميعًا، ولكنه حين قدم استراتيجية الوزارة قدم رؤية الوزير التى تجمع كل هذه الرؤى فى ورقة واحدة!.

وأخيرًا، فقد كان احتفال مصر باليوم العالمى للسياحة عبارة عن خلطة فنية لكل العصور التى مرت بها مصر فى عمل واحد، تمثل المكون الحضارى لمصر عبر العصور، وتعبر عن سبعة آلاف سنة حضارة.. استرجعنا فيه شريط الذكريات واكتشفنا أنهم يعملون بحب وروح وطنية كانت تفوح رائحتها فى كل التفاصيل!.