رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

صفير نسور الجو

قسم : مقالات
السبت, 16 أكتوبر 2021 15:07

لذا وجب التصحيح، استمرت معركة المنصورة الجوية الظافرة (٥٢) دقيقة فقط، ورغم شيوع أنها استمرت (٥٣) دقيقة، إلا أن الفريق أركان حرب محمد عباس، قائد القوات الجوية، فى احتفالية القوات الجوية بعيدها التاسع والثمانين، حسمها تاريخيًا فى (٥٢) دقيقة.. والدقيقة تفرق كثيرًا فى الجو. المعارك الجوية تُحسب بالثانية.

 

وقعت معركة المنصورة الجوية فى ١٤ أكتوبر ١٩٧٣، بغارة جوية عدائية كثيفة غطّت وجه السماء فوق دلتا مصر بأحدث أنواع الطائرات (وقتها)، (إف- 4 فانتوم الثانية)، و(إيه- 4 سكاى هوك- A)، بغية تدمير قاعدة المنصورة الجوية.

تسجل الأكاديميات العسكرية المتخصصة واحدة من كبرى المعارك الجوية، عددًا وزمنًا، حيث اشتبكت فى تلك المعركة قرابة ٢٠٠ طائرة مقاتلة فى آن واحد، معظمها من الجانب الإسرائيلى.

بدأت المعركة فى الساعة (٣:١٥) مساء، حين أنذرت مواقع المراقبة المصرية على ساحل دلتا النيل قيادة القوات الجوية المصرية بالهجوم، فتطلع نسور الجو العظماء إلى السماء، واشتبكوا فى معركة بكل المقاييس تاريخية بأعداد لا تقارن وبطائرات (ميج 21)، برزوا نسورًا عالية الجناح، وأذاقوا الطيران الإسرائيلى طعم الهزيمة المُذِلّة، وأسمعوهم صفيرًا (صوت النسور غاضبة).

تسعة وثمانون عامًا من الفخار، ثلاثة تواريخ رئيسة يخبرنا بها الفريق عباس، (٢ يونيو ١٩٣٢)، العيد الأول لسلاح الجو، الذى تزامن مع وصول أول ٥ طائرات بقيادة طيارين مصريين عظماء.

وفى عام ١٩٥٦ حدث العدوان الثلاثى على مصر، فتصدت قواتنا الجوية للعدو الجوى بأعداد كبيرة من الطائرات فى الثانى من نوفمبر، ليصبح هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية اعتبارًا من عام ١٩٥٧.

وفى يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر ١٩٧٣، حين دارت معركة المنصورة، أطول المعارك الجوية فى التاريخ الحديث، ليكون هذا اليوم الخالد عيدًا للقوات الجوية اعتبارًا من عام ١٩٩٤ حتى يومنا هذا.

الفريق عباس يتذكر كل تاريخ بفخر المقاتل، وكرّم فى احتفال هذا العام فى قاعدة «بير عريضة» ببنى سويف ثلة من قدامى أبطال سلاح الجو، كل منهم أسطورة تمشى على قدمين، ويحملون من الأوسمة العسكرية ما يبرهن على بطولاتهم الخارقة وفدائيتهم وتضحياتهم فى حب الوطن، يقصّون علينا ما تيَسّر من بطولات بطول وعرض السماوات، ويتذكرون أيام الفخار منقوشة فى ذاكرة النصر.

عشنا ساعات من الفخار مع شباب سلاح الجو المصرى، شباب يفرح القلب، علم ودراسة واحترافية ورغبة فى النصر، كل شاب منهم يبرهن أنهم خير خلف لخير سلف، مع استيعاب أحدث مقاتلات العصر التكنولوجى.

آمالهم عريضة، ومعنوياتهم عالية، يحفظون عن ظهر قلب قسَم الفداء، ويستبطنون شهادة، تحت ناظريهم مُجسَّم الشهداء فى متحف القاعدة يحمل أسماء عظيمة، يبجلون الأسماء، ويقفون انتباهًا، وتعظيم سلام، وسلام سلاح.

 

Rochen Web Hosting