قبل فترة كان الرئيس الصينى شى جين بينج قد وقف يخطب فى بلده، وكانت المناسبة هى مرور مائة سنة على تأسيس الحزب الشيوعى الحاكم فى البلاد!

ورغم المشكلات الكثيرة التى تواجه الصين هذه الأيام، وخصوصًا حربها الاقتصادية والتكنولوجية المتواصلة مع الولايات المتحدة، إلا أن المشكلة الأكبر فيما يبدو هى تراجع عدد السكان فى سن العمل، وارتفاع عدد السكان فوق الخامسة والستين!.. ففى الحالة الأولى يظل العدد عاملًا ومنتجًا، وفى الحالة الثانية يظل مستهلكًا وضاغطًا على المجتمع والدولة، وهذا ما يقلق الرئيس هناك والحزب!

وحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية الصينية «شينخوا»، فإن هذه هى القضية التى تشغل بال الحزب وعقله، وهى التى تجعله فى حالة من الانعقاد الدائم لعله يجد حلًا.. والحل الذى يفكرون فيه أن تسمح الحكومة لكل أسرة بإنجاب الطفل الثالث!

فمن قبل كانت الحكومة تفرض على المواطنين إنجاب طفل واحد لا أكثر، وكان هذا الطفل الواحد يجد الرعاية الواجبة من الدولة، وبالذات فى خدمات الصحة والتعليم، وكانت الأسرة التى ترغب فى إنجاب طفل آخر ثم طفل ثالث، فإنها تتحمل مسؤولية الإنفاق العام على أى عدد زائد!

وفى ٢٠١٥، راجعت الحكومة نفسها وسمحت بطفلين، وكانت تتصور أن ذلك سوف يساعد على تعديل التركيبة السكانية، فتصبح الغلبة فيها لمن فى سن العمل، ولكن تبين أن شيئًا من هذا لم يحدث، وأنه لا توجد بوادر على حدوثه فى المستقبل، إذا ما مضت الأمور بمعدلها الحالى، وقد بدا التفكير فى السماح بالطفل الثالث وكأنه طوق النجاة من قضية تؤرق صانع القرار الصينى!

والغريب أن القضية نفسها تشغل صانع القرار اليابانى.. ففى آخر إحصاء للسكان فى اليابان، جرى فى التوقيت نفسه الذى احتفل فيه الحزب الشيوعى الصينى بمئويته، تبين انخفاض معدل المواليد بنسبة هى الأولى من نوعها على مدى قرن كامل من الزمان!

الحزب فى بكين يقول إنه سيتخذ تدابير ويقرر سياسات تنقذ الموقف، وفى طوكيو كانوا قبل سنوات قد جاءوا بوزير فى الحكومة يتولى مهمة تشجيع الناس على الإنجاب.. ولانزال نحن نعانى من المشكلة معكوسة.. وليس من الممكن مواجهتها سوى بتدابير وسياسات تشجع الملتزم بضبط إنجابه وتمنحه مزايا، قبل أن تعاقب غير الملتزم وتفرض عليه ما يجعله ينضبط!.