رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

جائزة الدكتور ربيع

قسم : مقالات
الإثنين, 20 ديسمبر 2021 21:22

دعانى الدكتور محمد ربيع ناصر لحضور إعلان جوائز العلوم الطبية والهندسة والعلوم الإنسانية، فى المواسم الثلاثة السابقة.. وأعترف بأننى لم أعط اهتمامًا كثيرًا لهذه الجائزة، وأعترف بأننى كنت مخطئًا.. أولًا لأننى تصورت أنها جائزة خاصة قد تُمنح بالكوسة والمحسوبية لهذا أو ذاك.. ولكننى حين حضرت فى موسمها الرابع، الذى أُعلن أمس الأول، اكتشفت أنها جائزة كبرى ولها لجنة علمية قديرة، يترأسها الدكتور عوض تاج الدين، بما له من قيمة معنوية وعلمية كبيرة.. وتبين أن هناك ترشيحات ولجان فحص الأعمال، لا كوسة ولا محسوبية!

 

وفى الحقيقة فإن الدكتور ربيع من نوعيات الناس التى تكتشفها بمرور الوقت، فهو يرتبط بعلاقات قوية جدًا بالوسط العلمى والجامعى، ويرتبط أيضًا بعلاقات صحفية وإعلامية لم نعرفها عنه إلا حين شهدنا المؤتمر الصحفى لإعلان الجوائز، حيث كان جميع رؤساء التحرير حاضرين ويعرفونه جيدًا وهو يعرفهم، دون أن يشير إلى أى من هذه العلاقات فى أى لقاء معه!

فهو واحد من الناس الكَتُومة المتواضعة، ولكنه نجح دون ضجيج فى تأسيس كيان كبير يُنشئ مدارس وجامعات فى المنصورة وأسيوط، ورضى بالمناطق التى تركها الحيتان، ليجعل من التراب ذهبًا، وحين قبلت الدعوة دارت برأسى مجموعة أسئلة تحققت من إجابتها على مدى فعاليات المؤتمر، من كلمات المتحدثين والفائزين.. منها هل لدينا فعلًا بحث علمى؟.. وهل هناك جهات لتمويل هذه الأبحاث؟.. هل الفائزون يتقدمون بأبحاث يتم التحكيم فيها؟.. وكأنى أحاسب الرجل على مبادرة شخصية يومًا ما ستصبح لها سمعة كبرى!

وتصادف جلوسى بجوار المهندس إبراهيم فوزى، وزير الصناعة الأسبق، وهو صديق كبير ومُقدَّر وسط الوزراء السابقين واللاحقين، فسألته: هل يقدم أصحاب الجوائز أبحاثًا يتم التحكيم فيها من لجان ذات قيمة كبرى؟ قال: طبعًا.. فقلت: ولكن من المفترض الاختيار من بين كثيرين، وليس من بين عدد محدود، لتحقيق التنافسية، والدكتور ربيع لا يستعجل الأحداث، ولكنه مازال يحلم باليوم الذى تتسابق فيه الجامعات المصرية للتقدم للجائزة، خاصة أنها جائزة لها قيمتها المادية المعتبرة بمعايير هذه الأيام!

هناك نقطة أخيرة لها اعتبارها عندى، وهى أن الجائزة لها أمانة علمية، ويستحيل أن يتفق أعضاء الجائزة على منحها لواحد بتوصية وليس بعلمه.. ثانيًا أن مجلس الأمناء عبارة عن مجلس وزراء مصغر، وكل أعضائه وزراء سابقون وقيمة فى تخصصاتهم، وهو ما يجعلهم خارج ولاية الوظيفة، وبالتالى فقرارهم مستقل فى كل الأحوال.. هذه كلها نقاط لها أهميتها عند النظر إلى مخرجات التعليم من المدارس والجامعة أو حتى بالنسبة للجائزة!.

 

Rochen Web Hosting