رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

اللوالب حلًّا!!

قسم : مقالات
الجمعة, 21 يناير 2022 10:31

الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، تلفتنا بشدة إلى أخطر قضايانا المستقبلية، حتمية التصدى للقضية السكانية، فى ضوء ما تم تسجيله مؤخرًا من عودة معدل النمو السكانى للارتفاع ليسجل ٢.٥٪ كمتوسط سنوى بين التعدادين الأخيرين، ٢٠٠٦ و٢٠١٧، بعد أن كان فى تناقص مُطرد خلال التعدادات السابقة.

 

أصابت الوزيرة قولا، وكنت كتبت عن معضلة تنظيم الأسرة دينيا، وناديت على المرجعيات الدينية المعتمدة بمراجعة حديث «التناسل»؛ لأنه مربط الفرس فى الزيادة السكانية، ولا مجيب ولا مستجيب، ولم يبادر أحدهم بقول أو بخطبة جمعة تحذر من مغبة الإفراط المجتمعى فى التناسل على طريقة «أفواه وأرانب».

عكسيا، حظيتُ بهجمات عكسية ضارية من المرجفين فى الفضاء الإلكترونى، وفى خضم «المشتمة التكفيرية» تلقيت رسالة مهمة من مسؤولة (سابقة) كانت قريبة لسنوات من الملف الشائك، وتابعته عن كثب لفترات، ولا تزال قابضة على جمر القضية التى تُعجزنا عن تحسين جودة الحياة لعموم المصريين.

الرسالة المهمة تعرج على كثير من تحديات القضية وأسبابها ومسبباتها وطرق علاجها، وتحمل دلالات كثيرة فى هذه القضية الخطيرة، منها أن ١٣٪ (حسب معلومات ترجع إلى عامى ٢٠١٩/٢٠١٨) من الراغبين فى تحديد النسل لا يجدون حبوب منع الحمل، حيث إنها إما غير متاحة أو غير موزعة جغرافيا كما يجب، والسؤال: هل هناك نقص فى وسائل منع الحمل؟!.

أنفع وسيلة كما تقول الخبيرة، وهى «اللوالب»، لا تستخدم فى الأرياف لعدم وجود طبيبات نساء وتوليد، نقص الخدمات هنا عنصر حاكم وعدم تدريب كاف للأطباء على كيفية الإقناع بجدوى الوسائل المانعة للحمل!!.

وبنص كلام الخبيرة «والمسأله مش إن ربنا بيرزق العيال!، لأن الأسر تعلم جيدا أن الطفل مصدر رزق جيد فى ظل اتساع قطاع العمل غير الرسمى واستخدامه للأطفال، وفى ظل تسرب مستمر من التعليم».

وتكمل؛ «كون بطالة النساء أربعة أضعاف بطالة الرجال عنصر آخر حاكم، فالمرأة العاملة أقل إنجابا.. فضلا عن أن رجال الدين جميعا غير مقتنعين بتحديد النسل وتأثيرهم كبير».

تلفت النظر أيضا إلى أن الزواج المبكر فى الأرياف يجعل نافذة الخصوبة ممتدة من سن ١٥ سنة إلى سن ٤٥ سنة عند السيدة المصرية، ما يعنى ٣٠ سنة بتخلف، بينما فى أوروبا من ٣٥ إلى ٤٥ فى المتوسط لتأخر الزواج والإنجاب.. فضلا عن تعدد الزيجات دون ضابط، رغم انعدام العدالة فى الإنفاق.

وتذهب إلى قضية استمرار البناء على الأرض الزراعية؛ هى «أوضة» بيزودها على بيت قائم لتضم التوسع فى الأسرة.

تعثر التصنيع، فالدول الصناعية أقل إنجابا، والدول الزراعية والخدمية أكثر إنجابا، ضعف الوعى العام والوعى المجتمعى وركاكة الحملات الإعلامية، وانحسار دور الفن وتأثير الإعلام بشكل عام.

تقول: جزء من الحل فى استخدام وسائل أطول تأثيرا مثل الحقن الهرمونية واللصقات التى يمتد أثرها من ثلاث إلى خمس سنوات دون الحاجة لطبيب.

وتدريب الصيادلة والدايات وكل الأطباء، ونشر طبيبات فى الريف، وتعليم أرقى وتوظيف للنساء ومواجهة جادة لعمالة الأطفال، وقيادات دينية مؤثرة تتبنى الموضوع كما تتبنى موضوعات أقل أهمية مستقبليا.

 

Rochen Web Hosting