رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

معجزات يحيى بن زكريا

قسم : مقالات
الإثنين, 24 يناير 2022 16:50

حروف مقدمة سورة مريم تؤكد أن لغة الاختزال استخدمها القرآن قبل أن تعرفها البشرية، فكان حرف (ك) اختزال زكريا، وكان (هـ) اختزال هى، وكان (ى) اختزال يحيى، وكانت (ع) اختزال عيسى، وكانت (ص) فى كل آيات القرآن هى «صلاة الله عليهم» أو على نبينا محمد، كما ستأتى بعد ذلك فى مقدمات سور القرآن، وحملت سورة مريم الحوادث والأفعال والأقوال التالية:

1- هذه السورة هى نموذج رحمة الله بعباده (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).

2- الدعاء الخفى خير من الدعاء بالجهر (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِياً).

3- وصفت ضعف العبد أمام الرب (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً).

4- أن الدعاء لله هو دعاء طلب رحمة، وسواء تمت الاستجابة عاجلاً أو آجلاً فلن يكون الدعاء من غضب الله.

5- أسباب دعاء زكريا: يخشى انقراض ذريته، ويشكو أنه يدعو بعد أن أصبحت امرأته عاقراً، فكيف يدعو الله أن يرزقه المولود من امرأة عاقر ورجل طاعن فى السن والشيخوخة.

6- ثقته فى قدرة الله على إحداث المعجزات دفعته إلى أن يدعو بهذا الطلب المستحيل علمياً وعملياً، فكان مفتاح ثقته فى الله أنه طلب أن يكون هذا المولود المعجزة رضاء له ولزوجته، وأن يكون هو المولود الذى يرضى بالإيمان وطاعة الوالدين (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِياً).

7- الاستجابة السريعة والعاجلة من رب العباد العليم بضعف عباده، مؤكداً أن هذا «أمر هين» (أى بسيط جداً بالنسبة لقدرة الله) بدليل أن زكريا نفسه وُلد، ولم يكن باستطاعة أحد أن يُحيى هذا المولود، زكريا نفسه، إلا بقدرة الله سبحانه وتعالى، رغم وجود الزوج والزوجة، ولكن الله هو الذى يقرر من سيكون له ذرية حتى لو كان الزوجان صحيحين دون مرض فإن إرادة الله هى التى تقرر من سيكون له ذرية ومن سيكون له أبناء، ومن سيكون له بنات ومن سيكون محروماً من الذرية.

8- حين اطمأن زكريا لرضا الله عنه واستجابته السريعة تجرّأ فطلب هذا الطلب الغريب من الله من زوج وهن العظم منه.. وزوجة عاقر (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى آيَةً) أى دليلاً من الله على صدق تحقيق النبوة وطريقة لإقناع الناس بأنها معجزة منه سبحانه وتعالى، مع توجيه الله له بقربة يتقرب بها من الله ويتمكن من إقناع أهله، قال آيتك أن تكون كالأخرس لمدة ٣ ليالٍ كاملة ٢٤ ساعة «ثلاث ليالٍ سوياً»، أى كاملة العدد، دون نطق حرف واحد أو كلمة واحدة مع أى أحد من الناس (ومنهم زوجته وأهله).

9- وبعد الصوم عن الكلام ٣ ليالٍ بأيام كاملة يعنى الليلة واليوم ٢٤ ساعة (سوياً) خرج من اعتكافه فى محراب المعبد، حيث كان زكريا يهودى الديانة.

10- فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ (أى لرجال المعبد ومن هم خارج المعبد) تمهيداً للمفاجأة الكبرى بحمل زوجته منه وهى العاقر وهو الواهن، فكانت تعليمات الله بسيطة جداً (قل سبحان الله بكرة وعشياً) (سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِياً)، هكذا يسجل القرآن أن كلمة «سبحان الله» تعنى التسليم الكامل بقدرة الله على فعل أى شىء وإن بدا للناس مستحيلاً، فكان ميلاد (يحيى) أو يوحنا المعمدان الذى جاء نبياً، لأن «خذ الكتاب بقوة» تعنى أنه تنزل عليه الوحى بتعليمات جديدة من الله (أو خذ صحيح التوراة).

وتؤكد الآيات (١٣، ١٤، ١٥) أنه نبى مرسل، حيث وصفته أولاً بأنه حنان لوالديه، ثم هو زكاة بمعنى التدين التقوى والورع حتى يزكيه الله فوق البشر، وهو شديد الإيمان (وكان تقياً) بالتوراة وصحيحها، ودليل التقوى أنه كان براً بوالديه وليس جباراً معهما أو عاصياً عن دينهما، فهذا كان تكريم الله لسيدنا يحيى، أن يخصه الله بالسلام عليه يوم ولادته ويوم موته، وسلام له حين يُبعث حياً بعد موته، وأهم آيات ميلاد يحيى من أب واهن العظم وأم عاقر أنه جاء مقدمة وبشارة للمعجزة الأكبر ميلاد عيسى (عليه السلام) دون أب، ومن أم هى رمز أنقى وأطهر النساء على مسار البشرية منذ أن خلق الله النساء وحتى تقوم القيامة، وتلك قصة أخرى.

Rochen Web Hosting