رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

«لن تسير وحدك أبدًا»..

قسم : مقالات
الثلاثاء, 01 فبراير 2022 19:45

تفاعل المفكر المغربى «سعيد ناشيد» مع صورة كابتن مصر «محمد صلاح» محتضنًا نجم المغرب «أشرف حكيمى» مواسيًا بعد هزيمة المغرب، بكلمات تجسد ما يمثله صلاح من رقى إنسانى حضارى. يقول «ناشيد» على صفحته على «فيسبوك»: «محمد صلاح كحالة حضارية بالفعل، ذلك النجم المصرى الأصيل الذى استطاع بفطرة سليمة أن يستوعب قيم التمدن، وهدوء الطبع، والتحكم فى النفس، واشتغل على بناء الذات أمدًا ممددًا.. لذلك لا نراه يصرخ، لا نراه يولول، لا نراه يتظاهر، بل نراه كبيرًا فى أفعاله وردود أفعاله.. تحية إكبار للكبير محمد صلاح الذى قلب الموازين، وهنيئًا للمنتخب المصرى انتصاره المستحق».

 

صورة «أبو مكة» محتضنًا «حكيمى» لفّت العالم، وتصدرت «التريند»، صورة بألف صورة مما تعدون، صورة بألف كلمة إعجاب، صلاح ابن حضارة عظيمة، من صغره وصغر سنه، عارف معنى إنه، من قلبه وروحه مصرى.. يا له من قائد بالفطرة لمنتخب يحمل إرث الحضارة المصرية العظيمة.

صلاح أيقونة مصر، يضرب الأمثال جميعًا، ابتسامته فوق الصعاب، مرتسمة على وجهه الجميل، ثقة ومحبة، يلعب الكرة بمتعة، لا حقد، ولا أَثَرة، ولا نقمة، حالة تصالح مع الذات، مع النفس، مع زملائه.. مع الجميع، حتى صبية الملاعب يتصور معهم فى غبطة.

فى فريقه قائد محنك، يحفز الهمم، ويواسى، ويطبب، ويدفع إلى الأمام، وإذا انتصر متواضع عند النصر، وعند الانكسار فارس مغوار، ينهض سريعًا ويواصل الركض.

عينه لا تفارق اللحظة، لا يتعاظم وهو كبير كرويًا، ويذهب من فوره لحكيمى المحزون يواسيه، ويضمه إلى صدره، مواسيًا شعب المغرب الكريم فى صورته مع حكيمى، وهو المنتصر، ويكرمه لأنه يعرف قدر موهبته، الموهوبون يحبون الموهوبين.

صلاح يأسر القلوب جميعًا بأفعاله المحسوبة بدقة، ويتنافسون (حتى الحكام) على تحيته، حالة إنسانية قبل أن تكون كروية، تعجب من أين له كل هذا الألق!، من يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وخلق كثير يبتدرونه الحب.

تخيل بعض الحكام الأسوياء يشاهدون إبداعه باستمتاع ويخشون عليه من الإصابة، ويحمونه من الالتحامات الجسدية خوفًا عليه، إحساس جميل أن تحيطك كل هذه العناية.

صلاح فى الملعب نموذج فى الأداء الراقى، لا عنف ولا إنذارات بل اعتذارات مهذبة، متربى كويس فى بيت شبعان، وفاهم جدًا على أسلافه المصريين، ويعيش حالة نضج كروى تستلفت كبريات المواقع الأوروبية، متوالية إشادات.. موقع ليفربول نموذج ومثال: (لن تسير وحدك أبدًا) تطلق فى محبة الليفر، ويشتق منها دعم صلاح، عادة يغنون «الملك المصرى محمد صلاح.. محمد صلاح يركض على الجناح، صلاح لالالا، الملك المصرى».

كابتن من يومه، وكل يوم يثبت أنه كابتن كبير، ودوره كقائد وكصانع يلهم الشباب من حوله، كلهم ينظرون إلى صلاح.

كيف تكون كبيرًا فى نظر العالم، ما شاء الله يتكلم اللغات بإجادة، ويختار الألفاظ بعناية، حاجة تفرح، ولم يقل يومًا إنه موهوب، الموهبة فطرية، والتمكن والإيثار.

نحن إزاء حالة استثنائية فى مناخ كروى ملغوم بالانحيازات الحمراء والبيضاء، صلاح يرتدى علم مصر، كابتن مصر، ما يلقى عليه مسؤولية إسعاد جماهير الكرة المصرية، الملايين فى الشوارع وعلى المقاهى وفى قعور البيوت يحبون صلاح، فإذا انطلق تقريبًا يعدون خلفه، وإذا سجل هتفوا فرحًا، وإذا أخفق طبطبوا على ظهره. ولدنا صلاح موفق دومًا.

 

Rochen Web Hosting