رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

اتهامات ما بعد الأزمة!

قسم : مقالات
الإثنين, 07 فبراير 2022 11:53

السؤال الذى يشغل بال العالم الآن هو: هل فشلُ استخراج الطفل ريان فى وقت يسمح له بالحياة عدم نجاح للمغرب فقط أم للعالم كله؟.. وهل طلبت المغرب الاستعانة ببعض الدول الكبرى وخذلتها، أم أنها لم تطلب الاستعانة بأحد أصلًا؟.. هل كل الدول الكبرى كانت جاهزة بالعزاء ولكنها غير جاهزة بالمساعدة؟.. بالأمس، فوجئت أن العزاءات توالت من دول عديدة كانت تتابع عملية انتشال الطفل من البئر، فهل عرضت هذه الدول المساعدة الإنسانية أم أنها لم تعرض أى شىء؟

 

كل بيت فى العالم تعامل مع الطفل على أنه ابنه.. وكان يدعو له ويطلب من الله أن يُخرجه من غيابة البئر حيًا لأهله.. حتى زوجتى أيقظتنى فى ساعة متأخرة من الليل تبكى وتقول: الواد مات!.. فقلت: واد مين؟.. وأُصبت بخضة ما بعدها خضة لأننى لم أكن أحلم بالطفل المغربى.. المهم أن الكلام الإنسانى فى الأيام التى مضت تحول إلى اتهامات بالإهمال وعدم الاهتمام وعدم طلب المساعدة!

بالمناسبة، قصة الطفل ريان أصبحت مأساة إنسانية بسبب وسائل الاتصال، ولو لم تكن هناك وسائل تواصل لمَا سمع به أحد.. وربما مات فى هدوء ولم تسمع به قريته على الأكثر.. فهى التى جعلت قصته مأساة إنسانية، وعالمية.. وهى التى تابعت كل ثانية حتى حبس العالم أنفاسه وبدأت الأجهزة المحلية تهتم بالموضوع، حتى خرج من المحلية إلى العالمية!

لم يكن الاهتمام الدولى بالطفل لأسباب إنسانية، ولكنه كان بسبب ضغط وسائل الإعلام.. هذا الكلام تردد بعد إعلان وفاة الطفل رسميًا.. كما أنه كشف الفرق بين العالم الأول والعالم الثالث.. وأصبحت الأسئلة من نوعية: كيف تُترك البئر هكذا مفتوحة دون تغطية بينما هناك أطفال فى المنطقة؟.. كيف تمت الاستعانة بأجهزة بدائية لإنقاذ الطفل.. وكيف يمكن فى عصر العلم الاستعانة برجل بدوى يحفر بطريقة بدائية بينما العالم يحبس أنفاسه؟!

خروج القصة من موضوع التعاطف الإنسانى إلى الأسئلة والاتهامات سببه أن العالم كان مشدودًا بطريقة كبيرة جدًا، وكانت هناك أمنيات بالخروج الآمن.. الأجهزة الرسمية لم تكن محط الاهتمام بقدر ما كانت فى دائرة الاتهام.. والسبب أنها لم تتحرك فى وقت مبكر لإنقاذ الطفل.. هناك مطالبات بمحاكمة والدى الطفل بتهمة الإهمال، وسحب الأطفال الآخرين منهما!

الدعوات بالصبر والسلوان لا تكفى، ولكن لابد من العقوبة على الإهمال المُتعمَّد وترك البئر مكشوفة حتى سقط فيها الطفل ذو السنوات الخمس.. ولم يكن من الممكن أن يبقى على قيد الحياة، دون أكل أو شرب أو حماية لمدة خمسة أيام.. لدرجة أن البعض اتهم الأجهزة بالتواطؤ لأن الطفل خرج ميتًا بينما تمت التغطية على ذلك لتستمر القصة المثيرة!

ما يؤكد ذلك أن الوكالة الرسمية للمغرب أصدرت بيانًا أكدت فيه وصول فريق الإنقاذ إلى الطفل بعد وفاته بيومين.. وذلك لأن الرأى العام العالمى بدأ يفتش فى الأمر!.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

Rochen Web Hosting