رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

مع البرنامج العام فى العزل الانفرادى

قسم : مقالات
الخميس, 10 فبراير 2022 12:38

قبل ان اكتب عن إنجازها العلمى سأتناول ما لايقل أهمية وهو ذلك الفهم المستنير والحضارى والعميق لصحيح دينها، وكيف كان الباعث لها للتفوق ولأن تمتلك مشروعا يضيف إلى الحياة ويعطى معنى لوجودها ويفيد الإنسانية، وكيف أكسبتها قراءة وحفظ القرآن سلاسة اللغة وسلامة واسترسال التعبير، أتحدث عن الباحثة والمبدعة المصرية سارة حجى التى وفق ما نشرته الأهرام، فازت بجائزة عن أفضل بحث عن السرطان فى ألمانيا، وهى واحدة من آلاف المبدعين والمبدعات من شبابنا الذين أقرأ الكثير عما يتوصلون إليه، ولا أعرف هل يفوتنى ان أقرأ ام انه لا يحدث بالفعل أى استثمار لعقولهم وإبداعاتهم التى يتسابقون ويتهافتون عليها فى جامعات العالم غربا وشرقا إذا سمعوا بها وتسعى دول لتطبيق ما توصلوا إليه.

 

 

لا تخلو أحاديث أغلب المبدعين عما يتعرضون له من مشكلات إذا لم يسعفهم القدر لاستكمال دراستهم فى الخارج وهو ما ذكرته سارة حجى فى حوار إذاعى على موجات البرنامج العام مع الإذاعى القدير د.عصام الشريف وكيف أوصلتها العقبات لاستكمال دراستها وأبحاثها فى ألمانيا. أعرف ان لدينا مدارس وجامعة لرعاية الموهوبين فماذا نفعل بما يتوصلون إليه من ابتكارات وحلول علمية رائعة للكثير من مشكلاتنا وهل نجحت هذه المدارس والمعاهد العلمية فى فتح طرقهم لاستكمال أبحاثهم وهل تتوافر الميزانيات للإنفاق عليها؟. ماذا فعلنا بياسمين يحيى مصطفى ابنة دمياط التى قررت ان تحل مشكلة تلوث المياه باستخدام قش الأرز واستخراج طاقه نظيفة من عوادمه واعتمدت فى ابحاثها على مواد بالبيئة المصرية وفازت بالمركز الأول فى المعرض الدولى للعلوم والهندسة، ونشرت وكالة ناسا صورة وجهها الجميل على غلاف مجلتها وأطلقت اسم عائلتها على كويكب جديد تقديرا لتفوقها العلمى، لقد أعلنت ياسمين أنها تواصل أبحاثها فى الخارج وأنها تعكف على دراسة لحل المشكلة السكانية ـ هل انتبه مسئولو البحث العلمى لما نشر عن ياسمين العام الماضى ولأبحاثها التى أهلتها للحصول على منحه دراسية بالخارج. وماذا عما يتوافر لمصر كل عام من مشروعات بحثية واكتشافات علمية تكون مادة للمتفوقين للحصول على درجاتهم العلمية. فى عديد من البرامج الإذاعية التى تقدم نماذج ناجحة من شبابنا فاجأتنى مكالمات خارجية تطلب عناوين بعض هذا الشباب لتطبيق أبحاثهم التى أرى أن الكثير من مشكلاتنا يحتاج إليها فى مجالات الطاقة النظيفة والبيئة وترشيد استهلاك المياه والكهرباء وتشغيل السيارات الكهربائية مدى الحياة، وتوفير آفاق عمل جديدة للشباب تقلل أرقام البطالة التى تجتاح العالم. ولماذا أذهب بعيدا وقد تحدثت كثيرا عن رغيف الكرامة أو الرغيف الإنسانى الذى توصلت إليه الباحثة سمية خضر من خليط بنسب ومراحل مدروسة من خلط محاصيلنا الوطنية من القمح والشعير فى تجربة ثبت نجاحها، بعد تجربتها فى مؤسسات تصنيع الغذاء، وأكدت وزارتا الزراعة والتموين نجاحها وأكدت الباحثة فى مجال زراعة الشعير .د. هويدا أبوالعلا فوائد زراعة وتناول الشعير لصحة الأرض والإنسان والحيوان وتخفيض استهلاك المياه وحل أزمة الدعم الذى تقدمه الدولة للرغيف المصنوع من القمح فقط. تصورت ان رغيف الكرامة هدية من الهدايا التى لا يكف الخالق عز وجل والأرض الطيبة عن تقديمها لنا ..للأسف لا تلقى نتائج البحوث والإنجازات وثمار إبداع العقول المصرية ما تستحقه من اهتمام.!

وإذا كانت الإذاعة وسيلة من أهم وسائلى لتتبع كثير من مجريات الإحداث وتمثل ببرامجها صديقا وشريكا أمين وسط ما فرضه الوباء اللعين من عزله ووحدة وأنصت باهتمام للبرامج التى تهتم بمشكلات الناس باعتبار هذه الهموم وتخفيفها والعثور على حلول لها الشاغل الأول لقلمى، واعتاد الناس، ان يعتبروا عرض مشكلاتهم فى الإذاعة من أهم وسائل اهتمام المسئولين بها لحلها ..ولاحظت فى الفترة الأخيرة انه حتى هذا الاهتمام لم يعد موجودا، وأقرب مثال يحضرنى برنامج محترم على موجات البرنامج العام وفى حلقة الاثنين الماضى من برنامج (من الناس للناس) أعادت مقدمة البرنامج تقديم شكاوى مواطنين بأصواتهم وبعض الشكاوى رغم تكرار تقديمها يعود إلى سنوات طويلة ومازال أصحابها يعيشون على أمل حلها. كيف ننقذ المواطن من العجز عن الحصول على استحقاقاته دون أن يدخل فى متاهات يقوم بها بعض من يحملون مسئوليات خدمته وحل مشكلاته، ولماذا لا توجد قوانين مشددة لمحاسبة وعقاب من يستهينون بتحقيق الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن مع تحية واجبة لجميع البرامج  والمذيعين والمذيعات الذين  يحترمون وعى المستمع، ويعتبرون ان من أهم مسئولياتهم جعل الميكروفون مرآة أمينة وصادقة لعرض الواقع ومشكلاته والبحث عن حلول لها وتقديم النماذج المشرفة والرائعة من باحثين وعلماء وخبراء تمتلئ بهم مصر. أرجو استكمال هذه المهمة الوطنية بتقديم صادق لما حدث أو لم يحدث من استثمار لعطاء وإبداعات كنوزنا العلمية وحلول لهموم ومشكلات الناس.

Rochen Web Hosting