رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

حين يسرقنا العمر

قسم : مقالات
الخميس, 10 فبراير 2022 12:41

قد يتسلل لص ويسرق منك شيئا ثمينا، قد يسرق البيت، وقد يسطو على حسابك فى البنك، وقد يتربص بك وأنت تقود سيارتك، قد تتعرض لكل هذه الأشياء.. ولكن أن تجد يدا تمتد إليك وتسرق عمرك فهذه هى المأساة الكبري.. أن تجد عامين من عمرك لا تدرى فى أى الأشياء ضاعا.. فهذا شيء جديد على البشر، قد تضيع منك ساعات أو أيام أما أن يتوقف بك الزمن وتتغير الملامح والوجوه وأنت لا تعرف هل طلعت الشمس أم غربت وتنسى تواريخ الأيام والساعات، وكل الأشياء حولك تشعرك بالخوف والوحشة.. هذا هو الإحساس الذى اجتاح قلوبا كثيرة وأنا واحد من هذه الملايين ولكننى اتخذت قرارا ألا أحزن على ما سرقه العمر منى عامين أو أكثر وقررت أن أفتح صفحة جديدة وأنسى ما خلفته ليالى الوحشة والخوف لأن ما ضاع ضاع والإنسان لا يملك القدرة على أن يسترد يوما واحدا من عمره فما بالك إذا كانت الخسارة أعواما.. قررت أن أنسى عملية السطو التى فرضتها الأقدار على عمرى لأن ما سرق سرق المهم ألا نحزن على عمر ضاع.. قررت أن أسترد رصيد أحلامى وأن أستقبل الحياة بأغنية جديدة وأن أصافح وجوها غابت وقلوبا ربما تنكرت وأن أتسامح مع العمر إذا كان الإنسان قد خسرعاما أو عامين فإن الخالق سبحانه قد منحنا أعواما كثيرة.. ويكفينا حب الناس يعوضنا عما سرق منا.. لا تسألنى لماذا قررت أن أصفح وأتسامح لأننى اكتشفت ربما فى وقت متأخر أنه لا شيء يستحق الألم وأن صحتك أولى برعايتك وأن الذى يسرق منا لا يعود فما بالك إذا كان العمر.. قررت أن أصافح نفسى اليوم وأبدأ معها صفحة جديدة صدقنى لا شيء يستحق الألم.. فى أحيان كثيرة تخطيء فى حساب الأشياء وقيمة البشر ولكن لا تخطيء أبدا فى أن تعرف قدرك قد لا تجد من يدرك أقدار الناس ولكن عليك أن تنسحب إذا وجدت الأشياء حولك ضلت الطريق ويكفى أن تقف بعيدا وإذا غامرت يوما فى أحلامك فلا تغامر فى عمرك لأنه أغلى من كل مزاد.

Rochen Web Hosting