رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

إذا استطاع مدبولي!

قسم : مقالات
السبت, 19 فبراير 2022 20:19

بادرت الحكومة فى الجزائر إلى خطوة غير مسبوقة عربيًا، فقررت صرف إعانة بطالة قيمتها ١٠٠ يورو شهريًا لكل شاب متعطل بدءًا من مارس!.

 

وقد عرفت أوروبا فى شمال البحر المتوسط مثل هذه الإعانة منذ فترة، ولكنها المرة الأولى التى تعبر فيها إعانة البطالة من شمال هذا البحر إلى جنوبه!.

وهذه بالطبع ليست إعانة مفتوحة بلا سقف زمنى، ولكنها فى الغالب مرتبطة بعبور هذه الفترة التى تشهد ارتفاعات للأسعار فى أنحاء العالم ولا تستثنى دولة دون دولة.. ولم تتوقف الحكومة الجزائرية عند هذا الحد، ولكنها قالت إنها ستتخذ عددًا من الخطوات تخفف بها من الأعباء عن مواطنيها، ومن بين الخطوات التى أعلنتها خفض الضرائب على المخابز، وتجميد الرسوم المفروضة على بعض السلع واسعة الاستهلاك!.

وإذا كانت الحكومة فى بلد المليون شهيد قد قررت «خفض» الضرائب على المخابز، ثم «تجميد» الرسوم المفروضة على بعض السلع واسعة الاستهلاك، فهذا معناه أنهما إجراءان مؤقتان، وأنهما مرتبطان بهذه الموجة من الارتفاعات العالمية فى الأسعار!.

ولا توجد حكومة فى العالم هذه الأيام، إلا وتجد نفسها أمام أعباء مضافة عليها بسبب ارتفاعات غير متوقعة فى أسعار الكثير من السلع!.

والذين تابعوا حديث الدكتور مصطفى مدبولى فى هذا الشأن قبل ثلاثة أيام، لا بد أنهم سمعوا على لسانه أنين الحكومة مما تجد أنها مقبلة عليه، ومما تجد أن عليها أن تتعامل معه وأن تواجهه.. وقد كان الدكتور مدبولى صريحًا عندما قال إن الحكومة ليس فى مقدورها أن تتحمل هذه الأعباء وحدها، وأن المواطن ليس فى إمكانه أن يتحملها بمفرده، وأن الطرفين مدعوّان إلى أن يتقاسما الأعباء!.

وهذه صراحة مشكورة لرئيس الحكومة، ولكنه مدعو فى الوقت نفسه إلى أن يلتفت إلى أن أنينيه الذى بدا عاليًا فى أثناء حديثه، يقابله أنين أعلى للمواطنين بسطاء الحال، وأن الحكومة إذا كانت قد اهتدت إلى طريقة جديدة تتقاسم بها الأعباء مع مواطنيها، فالحكومة تستطيع أن تتحمل أكثر فى مواقعها، لأنها تستطيع تدبير أمرها بألف طريقة وطريقة، ولكن المواطن بسيط الحال يجد نفسه فى مواجهة أى زيادة فى سعر أى سلعة أساسية بينما ظهره إلى الحائط!.

وإذا استطاعت الحكومة أن تتحمل الجزء الأكبر، وأن يتحمل المواطن الجزء الأقل، فسوف يكون ذلك من دواعى السرور!.

 

Rochen Web Hosting