رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

أحمد زكى

قسم : مقالات
الجمعة, 18 مارس 2022 17:31

أحمد زكى كان من أقرب الشخصيات إلى قلبى، عرفته على مدار سنوات طويلة منذ طفولتى وشبابه وحتى وفاته، تعرفت عليه في مطلع السبعينيات، حينما كنت طفلًا صغيرًا، وكان هو صديقًا لوالدى، وكانت علاقتهما وطيدة، اعتاد أن يتردد على منزلنا دائمًا، وأذكر أنه في عام 83 وبعد وفاة شريف أخى كان أحمد أول من حضر إلينا وبكى على شريف بكاءً حارًا، كما لو أنه ابن من أبنائه، وظل طيلة فترة العزاء يأتى إلى منزلنا ويصحبنى معه، محاولًا أن يخفف عنى آلام الفراق، وهكذا تحول إلى فرد من أفراد أسرتنا نعيش معه في كل تفاصيل حياته.. وأتذكر أنه في يوم من الأيام وبحكم صداقتى به اتصل بى وأخبرنى بأنه سوف يذهب إلى أحد أطباء أمراض الباطنة، لأن عنده انتفاخًا كبيرًا في المعدة، فسألته: إنت كلت إيه؟ قال لى: ماكلتش حاجة. قلت له: أومال جالك الانتفاخ من إيه؟ قال لى: مش عارف.. ذهبنا سويًا إلى الدكتور العظيم مصطفى المنيلاوى، أستاذ الأمراض الباطنة، وعندما شاهد أحمد ببطنه المنتفخ وبعد فحص دقيق سأله: «قولى يا أحمد إنت بتصور إيه اليومين دول»، فردّ أحمد: بصور فيلم اسمه «زوجة رجل مهم». فسأله الدكتور: «إحكى لى كده دورك إيه؟»، فردّ عليه أحمد: دورى ضابط، كان في الخدمة وبعدين طلعوه على المعاش، وهو مش قادر يتحمل ده، فردَّ الدكتور المنيلاوى بابتسامة خفيفة: اللى عندك ده التهاب في القولون نتيجة الدور.

 

وأذكر أنه عندما كان يصور فيلم «ناصر 56» ذهبت لأزوره يوم تصويره أحد المشاهد في حى المنشية، الذي تم بناؤه خصيصًا في مدينة الإنتاج الإعلامى، ليعلن فيها أحمد زكى أو الرئيس عبدالناصر قرار تأميم قناة السويس.. وسألت على غرفته.. وجدت حالة من الوجوم والصمت.. دخلت إلى غرفته.. فلم يلتفت لى للوهلة الأولى اعتقدت أنه لا يعرفنى.. كان مرتديًا ملابس الرئيس عبدالناصر.. وجالسًا يقرأ في ورق أمامه فقلت له: (مساء الخير)، لم يرد، وما هي إلا لحظات ووجدته (يزعق) مناديًا: يا سامى.. ليدخل الفنان المرحوم هشام فؤاد مجيبًا: (أفندم يا سيادة الريس).. وبصوت عال.. أشار أحمد إلىّ بطرف أصبعه: مين ده يا سامى؟.. فردَّ عليه (سامى): ده يا فندم ابن رئيس قطاع الإنتاج.. فردَّ أحمد: إيه اللى جابه هنا؟.. فردَّ عليه سامى: جاء لسيادتك.. وفورًا رد أحمد زكى أو عبدالناصر: يا سامى طلع لى قرار (جمهورى)- قالها كده (جمهورى)، كما يقولها عبدالناصر بالضبط- بإقالة رئيس قطاع الإنتاج، كل ذلك يحدث وأنا أجلس في ذهول مما يحدث حولى، وهكذا كان أحمد زكى عندما يجسد الشخصية ينسى نفسه ومن حوله.. رحم الله الصديق والفنان العظيم أحمد زكى.

 

Rochen Web Hosting