رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

تركيا فى مؤتمرنا!

قسم : مقالات
الخميس, 22 سبتمبر 2022 16:46

علينا أن نفكر فى التجربة الاقتصادية التركية، وأن نستوحى منها ما يضيف إلى اقتصادنا الذى لا يحتاج إلى شىء هذه الأيام، قدر حاجته إلى التطلع إليه على طريقة الأتراك!
أما الشىء الذى يميز حكومة رجب طيب أردوغان فهو قدرتها على تحقيق رقم صادرات مرتفع للغاية، ثم قدرتها على أن تزيد منه فى كل سنة!.. وليس سرًا أن صادراتها وصلت خلال سنوات مضت إلى ما فوق ١٥٠ مليار دولار، ولكن الجديد أنها استطاعت فى السنة الماضية تحقيق زيادة تقترب من ١٠٠ مليار، قياسًا على الرقم المتحقق فى السنة قبل الماضية!

وقد حدث هذا رغم ارتفاعات فى المقابل فى معدل التضخم، الذى وصل فى مرحلة من مراحله إلى معدلات لم يصل إليها من قبل!

وليس سرًا أيضًا أن الشىء الذى ساهم فى رفع صادرات الأتراك إلى هذا الحد أنهم نشطوا فى تصدير سلع مختلفة ومتنوعة، ومن بينها طائرات «بيرقدار» المُسيّرة!.. وهذه الطائرات بالذات كانت وراء جزء كبير من الانتصارات التى حققها الأوكرانيون على الروس فى الفترة الأخيرة، وكانت هى نفسها وراء انتصارات متعددة حققتها دول أخرى فى المنطقة على جبهات متعددة!

هذا شىء.. وهناك شىء آخر يقف وراء ارتفاع صادراتهم هو أن القطاع الخاص يمثل أكثر من ٨٠٪‏ من مجمل الاستثمارات فى البلد!.. ويكفى أن طائرات «بيرقدار» تخرج من مصانع القطاع الخاص هناك، لا من مصانع تملكها الدولة!

ولا يمكن أن يدور هذا كله من حولنا، ثم لا يكون حاضرًا على مائدة المؤتمر الاقتصادى الذى دعا إليه الرئيس، والذى يترقبه كل مهتم بالشأن الاقتصادى ويراه فرصة يجب ألا تفوتنا!

وإذا كان السيد الرئيس قد أعلن مرارًا أن طموحه فى الصادرات لا يقل عن ١٠٠ مليار دولار فى السنة، فالمؤتمر المرتقب يمكن أن يكون نقطة البداية نحو هذا الهدف، إذا ما حددت الحكومة فيه بشجاعة، وصراحة، وشفافية، خريطة الاستثمارات الاستراتيجية التى تختص بها الدولة.. إن حيوية القطاع الخاص متوقفة على وضوح هذه الخريطة!.

Rochen Web Hosting