رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

مبادرة رئاسية للتصنيع!

قسم : مقالات
الخميس, 22 سبتمبر 2022 16:57

نسمع كلامًا كثيرًا عن التحديات التى تواجهنا والتهديدات.. ولكن لا نسمع حلولًا.. الكثيرون يتحدثون عن الأزمة.. وقليل من يتحدث عن الحل.. هناك من يرى فى الأزمة منحة، ومن يرى فى الأزمة الأوكرانية- الروسية نقطة مضيئة، هل فى هذه الأزمة منحة أو نقطة مضيئة فعلًا؟.. الإجابة نعم، فقد لفتت الأنظار إلى أهمية الزراعة، بحيث تصبح أولوية أولى فى العالم، حتى لا نقع فى المطب عند أى أزمة فى المستقبل!
وإذا حاولت أن أتحدث عن مصر.. يبقى السؤال: كيف نستفيد من الأزمة؟ لابد أن نسير فى مسارين.. الأول التوجه لزراعة مساحات كبيرة من القمح، لتعويض النقص فى القمح العالمى ومشكلات الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة.. المسار الثانى زيادة الإنتاج الصناعى وفتح المصانع المغلقة، ولتكن مبادرة رئاسية نمضى فيها فورًا.. ونستفيد من البنية التحتية التى أرساها الرئيس كتهيئة للاستثمار!

المهم أن نكتفى بذلك، ونسير فى اتجاه التصنيع تحت رعاية رئاسية لنمضى بنفس السرعة التى عملنا بها البنية التحتية.. ونوفر القروض للمصانع، وبالتالى سيتم توفير فرص العمل للشباب من هذه المصانع!

وبخصوص الزراعة، فقد قال السيد القصير، وزير الزراعة، إن لدينا 22 منشأ لاستيراد القمح، وإن إجمالى الإنتاج من المحصول خلال الموسم الحالى بلغ 10.6 مليون طن، مشيرًا إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية فى مصر تتجه نحو تقليل الاستيراد وزيادة معدلات التصدير، وقال إننا نستهدف استصلاح حوالى 3 ملايين فدان، ونعتبر من أوائل الدول فى كفاءة استخدام المياه، وهناك مشروعات تنفق فيها الدول المليارت من الجنيهات.. فالأمن الغذائى أولوية أولى فى قضية التنمية المستدامة!

وبعيدًا عن كورونا والأزمة الأوكرانية فهناك تحديات التغيرات المناخية التى قد تؤثر علينا بشكل كبير، وتؤثر على اقتصادات الدول، من خلال تقييد حركة التجارة الدولية والتأثير على سلاسل الإمداد والتوريد وانخفاض الإنتاجية!

شخصيًا، لا أعتبر أن الوقت قد فات لمواجهة الأزمة، وإنما مازال هناك أمل للحل بزيادة الإنتاج الزراعى والصناعى وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة أن التغيرات المناخية من الممكن أن تزيد أمد الأزمة العالمية وتؤثر على سلاسل الإمداد، وترتفع أسعار التوريد، خاصة القمح!

وعلى مستوى الصناعة عندنا مصانع جاهزة ومغلقة، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه، ويمكن توفير التمويل اللازم لها، سواء للتشغيل أو توفير المواد الخام، ولو كان ذلك بقروض بسيطة بدلًا من ترك الأموال فى البنوك بلا استخدام.. وساعتها سنوفر فرص العمل، وسيُغطى الإنتاج الاحتياجات ويقلل الاستيراد ويوفر العملة الصعبة!

باختصار، هذه هى الأوقات التى يجب أن نعمل فيها جميعًا بجدية أكبر، لتفادى الأزمات التى تضرب البلاد.. ويمكن أن نحول البيوت إلى بيوت منتجة، وصولًا إلى القرية والمدينة.. وساعتها سندخل التاريخ، ونحافظ على مصر فى مواجهة التحديات والتهديدات المحلية والعالمية، ونستخدم طاقة الشباب الكبيرة فى الدفاع الشعبى عن البلاد!.

Rochen Web Hosting