رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

لا يوجد بديل ثالث

قسم : مقالات
الجمعة, 14 أكتوبر 2022 17:48

كتبت فى هذا المكان عن الضرائب، وعن أن الذين يتهربون من دفعها غالبيتهم متعلمون ومشاهير وكبار فى المجتمع، ولكن الذين يدفعونها فى المقابل غالبيتهم من بسطاء الناس ثقافة وتعليمًا!.. ومما قلته إن مسألة الضرائب فى المجتمعات المتطورة حولنا هى ثقافة وأخلاق وضمير، وإننا نتطلع إلى يومٍ نصل فيه إلى هذا المستوى من التطور فى الموضوع!.ولكن الدكتور عبدالمنعم المشاط له تقدير آخر، لأن الضرائب فى ظنه ليست أخلاقًا ولا هى ثقافة أو حتى ضمير، ولكنها قانون فى الأساس!.

وكنت قد ضربت مثالًا بالولايات المتحدة الأمريكية، وأشرت إلى وضعية الضرائب فيها، وأنه من المستحيل أن يتهرب مواطن فيها من دفع ضرائبه.. ولأن الدكتور المشاط عاش وعمل فترة هناك، فهو يقول فى رسالة منه إن الموضوع كما رآه فى أمريكا قانون بالأساس، فكل مواطن أمريكى يجهز إقراره الضريبى قبل الساعة ١٢ مساء ١٥ أبريل من كل سنة، ولا يتخلف عن الانتهاء من إقراره ساعة واحدة عن هذا الموعد، وإلا فإنه سيجد القانون الصارم فى انتظاره يلاحقه!.

يجرى هذا كله دون إخفاء مصدر، ولا تزوير وثيقة، وقد يقوم المواطن بإعداد إقراره بنفسه أو عن طريق مكاتب متخصصة تخاف على سمعتها ولا تفكر لحظة فى المخالفة!.

اقرأ المزيد ..

والأستاذ سمير تكلا، أمين عام المجموعة البرلمانية البريطانية المصرية، يكتب فى رسالة من لندن أن المسألة مسألة تعليم فى الأصل، وأن الطلاب الإنجليز يدرسون الضرائب مادة دراسية فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، وأنهم يتعلمون منذ الصغر وجوه إنفاقها وأهميتها، وأن أداءها واجبٌ لا مفر منه، وليس جدعنة أو شطارة، وأن عدم سدادها جريمة تمس الشرف والأمانة.. ولأن الأمر كذلك فالطالب يتربى صغيرًا على ما سوف يتصرف على أساسه فى الكبر!.

اقرأ أيضًا ..

ليس هذا فقط.. ولكن الغالبية من المحامين فى بريطانيا يرفضون الدفاع عن الأشخاص المتهربين من دفع الضرائب المستحقة عليهم!.

والخلاصة، إن الدولة لا تستطيع الإنفاق العام دون موارد الضرائب، ولذلك فهى مدعوة إلى أن تعمل بيديها معًا: يد تطبق القانون العادل على الجميع، وأخرى تقدم التعليم الجاد، ولا يوجد بديل ثالث!.

Rochen Web Hosting