رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

نحن لا نصالح على الدم

قسم : مقالات
الأربعاء, 26 أكتوبر 2022 12:05

مي كساب تصور مسلسل "العمدة"

 

هذا الشعب هو من هتف «يسقط حكم المرشد» وفتح صدره لرصاص ميليشيات الإخوان حتى أسقط الفاشية الدينية، هو مَن دار بالشوارع فى كل محافظات مصر رافعاً صورة المشير - آنذاك- «عبدالفتاح السيسى» واختار مصيره «إنزل يا سيسى».. هو من فوّض السيسى لمحاربة الإرهاب وأفطر المسلمين مع المسيحيين «فى الشارع» تأكيداً للتفويض.. هذا الشعب لم ولن يقبل بعودة الإخوان ولا بالمصالحة معهم.«نحن لا نصالح على الدم» مهما احتدمت المؤامرات واشتدت صعوبة الحياة، لن نبيع وطننا بحفنة دولارات، مثل الهاربين فى تركيا وغيرها.. لسنا خونة ولا مأجورين مثلهم.. نحن الأسر المصرية التى تحتضن أبناء الشهداء وأراملهم وأمهاتهم.. قد لا نملك ثمن شقة بـ«العاصمة الإدارية الجديدة» لكننا ندرك مغزى أن يكون لمصر عاصمة عصرية.. قد يؤلمنا ارتفاع سعر الدولار ويحطم أطباق الطعام، لكننا لن نجوع بل نفخر بصمودنا ومستقبل أولادنا الواعد بتدفق الاستثمارات على مصر.قد لا يفهم البعض معنى «الإصلاح الاقتصادى» رغم أنه يسدد فاتورته، لكنه لا يقبل التشكيك فى سياسات الحكومة المصرية ولا فى مشروعاتها القومية.حاولت اللجان الإلكترونية باستماتة التشكيك فى المشروعات القومية العملاقة (خاصة على تويتر)، فرفع المصريون صورة «السيسى» فى افتتاح قناة السويس الجديدة: «نثق فيك» هو التريند الوطنى الصادق.

والمعركة طبقاً لآليات حروب الجيل الخامس أو ما يسمى «الجيل الرابع المتقدم»، تسعى لاحتلال العقل الجمعى، (وتعتمد على الإعلام والسوشيال ميديا بشكل رئيسى) ومن ثم يتولى «ناس مننا» تسليم الأرض للإرهابيين.. البعض يدخل وهو شبه مغيب المعركة، لا يعرف عدوه من حليفه، ويتصور أنه بتصديق الشائعات والأكاذيب والترويج لها أنه ينفذ «أجندة وطنية»، فى حين أنه ينفذ «مؤامرة» تمت كتابتها فى أرض بعيدة، ليحارب بالإنابة لحساب رجل جالس فى «جهة ما» قد تكون استخباراتية أو عسكرية.. حتى نصل إلى مشهد «السقوط من الداخل»!.. هذا ما يُخطَّط لنا، لكن أبعاد المؤامرة كلها مكشوفة لصقور مصر وحماة الأمن القومى المصرى.. الخوف -هنا- من الغفلة وانعدام الوعى.

حين قال السيد الرئيس «مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم» كان صادقاً، وعندما تحدّث أكثر من مرة عن إنهاء «الحروب والنزاعات المسلحة» فى المنطقة لبدء الإعمار والاستقرار، كان يستكمل دوره السياسى فى تصفية تلك النزاعات بطرق سلمية.. الحرب لم تنتهِ.

خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادى «مصر 2022»، قال الرئيس إنهم (فى إشارة لجماعة الإخوان) فشلوا ورفضوا الاعتراف بالفشل واستعدوا الدولة ويطلبون المصالحة.وحمل الرئيس المصرى تيار الإسلام السياسى فى البلاد مسئولية الإرهاب، مذكراً بأحداث العنف التى شهدتها بلاده خلال عام 2013.. وقال «السيسى» فى كلمته المرتجلة إن الفصيل (فى إشارة للإخوان) استقر نحو 50 عاماً بعد أن سمح لهم (الرئيس الراحل أنور السادات) بالحركة، ومنذ ذلك الحين أصبحت لهم قواعد بغض النظر عن أنها سلمية أو غير سلمية، أو كان نهجها سليماً أو غير سليم.

وفى تقديرى أن الهجوم الممنهج على مصر، ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية بتأجيج مشاعر المسلمين والمسيحيين هو «إرهاب معنوى» يسعى فى النهاية لاستفزاز المشاعر الدينية عند الطرفين، لنفاجأ بحرق كنيسة أو اغتيال قس تماماً كما حدث عقب يونيو 2013.. وكأن قدر المسيحيين أن يسددوا من دمائهم فاتورة تخليص مصر من الإخوان.. وهو ما يجب أن نحذر منه.

محاولة تخريب مصر وإفشال دولة 30 يونيو لم تتوقف لحظة، ودعوة الإخوان للشباب للتظاهر ضد النظام متكررة وبأكثر من صيغة.. ولكن حين تلجأ الجماعة الإرهابية لتفجير الموقف ومصر على وشك استقبال قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 بشرم الشيخ.. وتستخدم ورقة الدين وتسعى لإشعال فتنة طائفية بفيديوهات حقيرة وقبيحة يجب أن يتكاتف الشعب مع الدولة بعدم إعادة نشر هذه الفيديوهات.. كما أتمنى أن تقوم الدولة بالتنسيق مع الكنيسة باحتواء أية مشكلة قابلة لأن تتحول لانفجار.

مطلوب أن نستلهم جميعاً روح 30 يونية «شعباً وحكومة» وأن نثبت أننا قادرون على التحدى والمواجهة.. فقط على الدولة أن تعلن مؤامرات الإخوان بكل شفافية وتقدم حقائق ما يفعله العدو المتربص بنا للشعب.. وسوف نجهض المؤامرة تماماً كما كسرناهم وأقصيناهم عن حكم مصر.

Rochen Web Hosting