رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

رأفت الهجان (1)

قسم : مقالات
الجمعة, 28 أكتوبر 2022 16:48

بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة، كنت أشاهد حلقات الجزء الأول من مسلسل «رأفت الهجان»، الذى عملت فيه كمساعد مخرج عام ١٩٨٧، وعدت بالذاكرة إلى الوراء حيث كيف كانت بداية إنتاج مسلسل يحكى عما دار بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو، وتحديدا فى عام 1954.
كانت هناك مؤمرات تحاك ضد مصر، وكان هدف هذه المؤامرات، التى سميت فى ذلك الوقت باسم «فضيحة لافون»، والتى خطط لها بينهاس لافون وزير الدفاع الاسرائيلى، بدعم من بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل، أن تتم عمليات فى داخل مصر لإحراق دور العرض السينمائية والمحال التجارية والمؤسسات العامة وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وقد شارك فى هذه العمليات مجموعة من اليهود المصريين.

وفى ذلك الوقت، قررت مصر إنشاء أول جهاز مخابرات خاص بها لاصطياد تلك العناصر، وقد تم ضبط أحد هؤلاء، وهو «فيليب ناتاسون» بعد ان اشتعلت القنبلة فى جيب قميصه أثناء دخوله إحدى دور السينما قبل أن تنفجر فى داخل الدار، واعترف بعد ذلك بأسماء عناصر التنظيم، ومنهم (موسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازر ومارسيل فيكتورين نينو)، وتم القبض عليهم جميعًا.

اقرأ المزيد...

تم إنشاء المخابرات المصرية على يد اللواء زكريا محيى الدين واللواء عبدالمحسن فائق، وكان الهدف هو زرع أحد العناصر المصرية فى داخل المجتمع الإسرائيلى، وتم الاستقرار على الشاب «رفعت على سليمان الجمال»، واستطاعت المخابرات تدريبه وزرعه فى إسرائيل تحت اسم «جاك بيتون»، وكان المسؤول عن تدريبه اللواء عبدالمحسن فائق، وقام جاك بيتون بإمداد مصر بمعلومات عن حرب 56 وحرب يونيو 67.

وكذلك أمد مصر بمعلومات عن التجهيزات العسكرية لإسرائيل إبان حرب أكتوبر 73، كما أنه السبب فى كشف العميل الإسرائيلى فى سوريا إيلى كوهينـ الذى هاجر إلى إسرائيل عام 57، وهناك تم تجنيده للعمل كجاسوس فى سوريا، وسافر إلى الأرجنتين تحت اسم رجل الأعمال السورى (كامل أمين ثابت)، وتقرب إلى الجالية السورية بشكل كبير ثم سافر إلى سوريا بعد أن أوهم الجميع أنه صفّى أعماله فى الأرجنتين لحنينه إلى وطنه «سوريا».

اقرأ أيضاً...

وفى سوريا تقرّب إلى رجال الجيش والمسؤولين العسكريين، واستطاع أن يرسل معلومات مهمة إلى إسرائيل فى ذلك الوقت، إلا أنه فى عام 1965 شاهد «جاك بيتون» صورة لـ«كامل ثابت» على هضبة الجولان مع بعض المسؤولين العسكريين، فأرسل رسالة إلى مصر بأن كامل ثابت جاسوس إسرائيلى يدعى إيلى كوهين، شاهد صورته فى منزل صديقة له تدعى «ليلى»، يهودية مغربية، وعندما سألها عنه قالت له إنه زوج شقيقتها.. وعند وصول الرسالة لمصر سافر ضابط مخابرات مصرى لإبلاغ الأمر إلى الرئيس السورى أمين الحافظ، وأعدم إيلى كوهين فى مايو 65. ويقول رفعت الجمال: «حضرت جنازته فى إسرائيل بعد أن أعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه وإعدامه، وشاركت الأصدقاء الحزن على سقوط (نجمنا) الأسطورى إيلى كوهين».

وللحديث بقية عن رأفت الهجان، وكيف تم إنتاج هذا العمل العظيم عن بطولات المخابرات المصرية.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Rochen Web Hosting