رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الجارية والمانيكان والشيخ

قسم : مقالات
الجمعة, 25 نوفمبر 2022 20:53

(عايزين إيه من ستات مصر؟.. ارحمونا): «أحمد كريمة» يدّعى أن المرأة المصرية بعد إنجاب طفلين تنسى الأنوثة ويصبح عندها برود عاطفى، وينصحها أن تتعلم «الغندرة» من المرأة الشامية.. أما المذيعة الشهيرة بنشر فنون الجوارى (تعمل بإحدى الفضائيات العربية)، واتخذت لنفسها موضعاً على السوشيال ميديا و«الشهرة السلبية» لأنها تتفنن فى تشويه مكانة المرأة والحط من إنجازاتها وتدمير مكتسباتها، فقررت أن تحتفل باليوم العالمى للرجل -على طريقتها- وخرجت تردد أن هناك دراسة بريطانية تتحدث عن اكتشاف العلماء لمادة فى عين المرأة تجعلها ترى الرجل أجمل من شكله الطبيعى 5 مرات.. وهذه المادة اسمها «مالكينيا».

بالبحث عن هذه المادة اتضح أن هذا الكلام ورد بالنص فى جريدة «الاتحاد» مارس 2014، لكن كل الأخبار أكدت أن الدراسة غير مؤكدة وليس لها أصل فى المجلات الطبية العالمية!

نحن أمام حالة تضليل ودس معلومات خاطئة للمشاهد بهدف خلق وعى زائف يختزل العلاقات الاجتماعية فى الشكل دون المضمون.. لندخل مرحلة «الجارية والمانيكان»، وهذا العبث -بالقطع- غير مقبول فى مجتمعات أخرى تحافظ على أسرها بتكريس نمط «الأنوثة والرجولة» بكتالوج الأصول المرتبطة -بالطبع- بالتكوين العرقى لأهل البلد.. فلا أحد سيبحث عن بيضاء فى جنوب أفريقيا ولا امرأة سوية تفتش عن عيون زرقاء فى السودان.. لكننا استسلمنا لفن التفاهة والسخافة، مع ملاحظة أنه فن يتعمد تسطيح العلاقات الإنسانية لتحقيق الشهرة وجلب الإعلانات وسرقة الترند.

بكل تعصب أقول إن المرأة المصرية كانت وستظل فى مقدمة نساء العرب: «حكمت أبوزيد» هى أول وزيرة «شئون اجتماعية» فى العالم العربى، وأول قاضية هى المصرية إنصاف البرعى التى أضحت قاضية فى العام 1958 وليست العراقية زكية إسماعيل بحسب مجلة «المصور».. ولن أعطى لهوانم الشاشة العربية الجهلة حصصاً فى تاريخ ملكات مصر الفرعونية.بت أعتقد أن هناك «حملة ممنهجة» لتشويه صورة نساء مصر، ولا أبرئ منها بعض تجار الدين، وهى حملة يجب أن ينتبه لها إعلامنا الوطنى وأن تتصدى لها قنوات «الشركة المتحدة».

صحيح أن الصورة الإيجابية التى تقدمها شاشتنا الوطنية قد لا تلفت الأنظار فى مقابل «ترندات الفضائح»! لكن لا بد أن ننتبه جميعاً إلى أن كل ما تقدمه الدولة من جهود لمكافحة «العنف ضد المرأة» قد يقضى عليه ترند واحد يقدم الزوجة باعتبارها «ملكية خاصة للرجل»، ضربها «واجب شرعى»، والامتناع عن تلبية رغباته «معصية وإثم».. وأنها تافهة فارغة كل همها الملابس السينييه والسجاد الحرير!

لا تكتمل غوغائية تلك المذيعة السطحية المدللة إلا بفتاوى تكرس آراءها الشاذة القبيحة، «أحمد كريمة» يتولى هذه المهمة، فهو أكثر من يلح على تطبيق «تعدد الزوجات» دون شروط، ويرفض حتى رأى شيخ الأزهر فى هذا الشأن.. ويروج لضرب الزوجات (بالقلم الرصاص).. وأصبح فى حالة «سيولة فقهية» يتنقل من قناة لأخرى ليحرم تحليل dna إعمالاً لحديث «الولد للفراش»، وينشر رأيه فى وقوع «الطلاق الشفهى»، ويحرم نقل الأعضاء من المتوفى حديثاً.

السعودية (قبلة المسلمين) تنقل الأعضاء وتقوم بالتبرع بها رسمياً.. ولكى تعلم أنها مؤامرة على مصر العظيمة فهو يريد أن يدفن التاريخ، ويكفّن آثاره الباقية، ليقيم جنازة وهمية للمومياوات.. إنها نفس الآثار التى اتفق مشايخ الإسلام على حكم زكاتها وتسميتها (السابقة منها على الفتح الإسلامى والمعاصرة له تسمى ركازاً، أما الآثار الإسلامية فإنها تسمى كنزاً).. لكن المومياوات بالنسبة لـ«كريمة» قد أصبح لها «حرمة» كحرمة دار الإنسان فى حياته!

حالة الدكتور «أحمد كريمة» تفرض علينا مناقشة «اعتزال رجل الدين» ففى سن معينة يجب ألا يطرح الإنسان أفكاراً هدامة، فالشيخوخة تختلط بالنسيان وبداية الخرف وهذا يحدث لأى إنسان.. لقد حدد القانون للقضاة سن المعاش وهو ما يجب أن يطبق على رجال الدين والإعلام والصحافة وكل من يؤثر فى الرأى العام.. القاضى يحدد مصير إنسان ورجل الدين يحدد مصير ملايين البشر بفتوى.

استمعوا إلى «كريمة» وهو يتحدث عن ترشحه لجائزة «نوبل» التى لا يعلم عن شروط الترشح لها شيئاً ولا المجالات التى تُمنح فيها وستدركون أنه يعيش خارج السياق الزمنى.. إلا إذا كان يفترض أن نوبل للسلام قد أصبحت نوبل لـ«السلام عليكم»!

Rochen Web Hosting