رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

عام قادم فى انتظار الأمل

قسم : مقالات
الجمعة, 23 ديسمبر 2022 16:59

فى أحيان كثيرة لا يبدو أمام الإنسان غير أطياف من الأمل فى لحظات الشدة والظروف الصعبة وما يحدث الآن فى العالم لا يتعلق بدولة واحدة أو شعب واحد .. ولعل ذلك يذكرنى بالسمكة الأم التى جلست تعلم ابنتها مخاطر الصيد وبينما كانت الأم تشير إلى سنارة فى يد الصياد هبطت عليهما شبكة ضخمة وسألت الابنة أمها وما هذه الشبكة؟!.. قالت الأم إنها الكارثة التى تهبط على الجميع.. وما يحدث الآن لشعوب العالم شرقا وغربا أن الأزمة لم تترك أحدا وأن المخاطر تهدد الجميع وأن العالم كله أمام تحديات غير مسبوقة..

 

 

ــ لو إننى توقفت قليلا وطرقت أبواب الأمل وسافرت فى ساحة الأحلام أمام ما أتمناه لأرض الكنانة حتى تتجاوز الظروف الصعبة..

> أتمنى أن تتراجع الأسعار وتعود الأسواق إلى مسارها القديم.. وأن يشعر كل مواطن مصرى بأنه آمن فى حياته ومرضه ومسكنه وأن تنتهى تلك الأزمات التى هددت وجوده فى أيام سبقت..

> أتمنى أن نراجع أخطاءنا وأن نتخلص من السيئ فيها ونواجه مشكلات المعلمين فى مدارسهم والأطباء فى مستشفياتهم والعمال فى مصانعهم وتعود الإرادة إلى الإنسان وأن نحشد كل طاقتنا فى العمل حتى نحقق الحياة الكريمة التى نحلم بها ونسعى إليها..

> أتمنى أن تكمل الدولة مشروعاتها الضخمة التى بدأتها رغم التحديات التى يواجهها الاقتصاد المصرى.. ونصلح أحوال التعليم فى المدارس والفصول والمناهج ومستوى التعليم ونعيد الانضباط إلى مستشفياتنا سلوكا وعلاجا ورعاية.. وأن نضع الضوابط والإجراءات التى تنظم المرور وتحمى أرواح الناس.. وأن نضع نهاية لشبح المخدرات الذى يهدد شبابنا ويستهلك أموالنا.. وأن تعود الأسرة إلى دورها القديم فى الرعاية والمتابعة والانضباط العائلى الذى افتقدناه كثيرا..

> أتمنى أن نكمل الحوار حول القضايا الوطنية فى الحريات والأحزاب وحقوق الإنسان وأن يكون العفو عن كل من لم يتورط فى قضايا الإرهاب..

> أتمنى أن تعود لغة الحوار أكثر جدية وترفعا وأن نكون أكثر حرصا على أمن الوطن واستقراره وأن ندرك أن هذا الوطن ملاذ لنا جميعا وليس لنا وطن غيره.. وأن نحرص على أن يكون الحب والانتماء رصيدنا جميعا ولا نفتح أبوابا للفتن والصراعات بين أبناء الوطن الواحد..

> أتمنى أن نرتقى فى لغة الحوار بيننا ونتخلص من تلك الأمراض التى تتسم بالغوغائية فيما يدور على مواقع التواصل الاجتماعى وما تحمله من التجاوزات والبذاءات والشتائم وأن نضع الضوابط التى تحكم لغة الحوار فى أحاديثنا وحواراتنا وأفلامنا.. وأن تعود للبيت المصرى تقاليده القديمة فى علاقات اجتماعية راقية فى احترام المرأة وتقدير مكانتها وتوجيه الأبناء وعودة الآباء إلى سلطانهم القديم

> أتمنى أن نشجع روح العمل والإنتاج وأن يأخذ كل إنسان حقه فى النجاح من جهده وعمله وأن نتخلص من أمراض الشللية والأنانية والتحايل.. وأن نعود إلى سلوكياتنا القديمة فى التراحم والمودة وحسن الخلق والتعاون..

> أتمنى أن نستعيد دورنا الثقافى والإبداعى والحضارى فى فن جميل وغناء راق وعلاقات إنسانية رفيعة إنها مصر التى علمت العالم وينبغى ألا تتراجع عن دورها ومسئوليتها التاريخية..

> أتمنى أن نعيد قيمة العمل وقيمة الموهبة وقيمة الإنجاز وأن يكافأ الإنسان حسب عطائه وقدراته ومواهبه وألا يكون التسلق والانتهازية وسائل الوصول فى مجتمع يسعى للبناء والرخاء والعدالة..

> أتمنى أن نهتم بقضايا الإنسان لكى يكون أكثر إيمانا ووعيا وأن نتخلص من أمراضنا المزمنة فى الأمية والعنف والتطرف ورفض الآخر.. وأن يكون بناء الإنسان فكرا وسلوكا وأخلاقا أحد أهدافنا الأساسية فى التعليم والفكر والثقافة لأن الإنسان المصرى كان دائما مبدعا ومنفتحا وواعيا وأمينا..

> أتمنى أن نعطى المزيد من الاهتمام بالصناعة لأنها أساس الإنتاج الحقيقى فى مواجهة أزمة البطالة وخلق فرص للشباب وهى الإضافة الحقيقية لموارد الدولة وهى التى تفتح فرص التصدير وهى التى تقلل من حجم الواردات وهى اكبر مصدر للعملات الأجنبية.. الصناعة هى الرخاء الحقيقى والموارد التى تسد العجز فى الميزانية وقبل هذا هى فرص العمل للملايين من العاطلين..

> أتمنى أن نستوعب درس أزمة الغذاء التى تهدد دول العالم بعد ارتفاع أسعار الإنتاج الزراعى ووقف الصادرات من بلاد الحبوب روسيا وأوكرانيا.. لقد دفعنا أسعارا باهظة فى استيراد احتياجاتنا من القمح والذرة والزيوت واكتشفنا أن الزراعة هى الحل الوحيد لمواجهة الأزمات الغذائية فى العالم وأن التوسع فى الإنتاج الزراعى هو أفضل الحلول خاصة أن الدولة بدأت خطة طموحة فى الإنتاج الزراعى واستصلاح الصحراء.. إن العودة إلى الزراعة سوف يكون أفضل الوسائل من أجل الأمن والاستقرار وتوفير احتياجاتنا من الغذاء..

> أتمنى أن نعيد البحث عن كفاءات ومواهب كثيرة غابت لأسباب كثيرة وأن ننظر خارج حدود الوطن ونستعين بالملايين من أبنائنا فى الخارج لأننا أحوج ما نكون الآن إليهم.. هناك خبرات مصرية نادرة فى جميع التخصصات فى الطب والجامعات والتكنولوجيا والزراعة والتصنيع وقد جاء الوقت لكى نستعيد هذه القدرات والمواهب لتؤدى دورها فى بناء مصر الحديثة..

> أتمنى ألا أجد طفلا واحدا مشردا فى الشوارع وأن تسقط للأبد كلمة أطفال الشوارع وأن يقوم رجال الأعمال والأثرياء برعاية مشروعات رعاية المعاقين وكبار السن ونجد دورا للأيتام والمسنين ومدارس مجانية ومصحات ومراكز طبية للمحتاجين وأن يكون المجتمع أكثر تراحما وتعاونا وإنسانية..

> أتمنى أن نفتح قلوبنا للأجيال الجديدة من الشباب لأنهم أصحاب المستقبل لقد ظهرت غيوم كثيرة بين أجيال مصر أمام أحداث مرت ويجب ألا نترك أثرا فى موقف الآباء من طموحات أبنائهم.. إن من حق الشباب أن يحلم ويجب على المجتمع أن يحتضن أحلام شبابه ولا يتركهم ضحايا الأمية والجهل والتطرف والمخدرات.. إن شبابنا فى حاجة إلى الوعى والثقافة والبناء الفكرى السليم وحين نقطع الجسور بين فئات المجتمع وبين شيوخه وشبابه فإن ذلك يمهد الطريق لظهور أمراض اجتماعية كثيرة.. إن شباب مصر ثروة لا تقدر بثمن ويجب أن نوجه كل جهودنا لرعايتها وتوفير المناخ المناسب لكى تكون عناصر بناء وإبداع ومسئولية..

ــــــ هذه بعض الأمانى التى تراود الملايين من المصريين الذين يحلمون بمستقبل أكثر أمنا ورخاء..

 

..ويبقى الشعر

 

الطـَّقـْسُ هَذا العَامَ يُنـْبـِئـُنِى

بأنَّ شتـَاءَ أيامِى طويلْ

وبأنَّ أحْزانَ الصَّقِيعِ..

تـُطـَاردُ الزَّمنَ الجَمِيلْ

وبـِأنَّ مَوْجَ البَحْر..

ضَاقَ مِنَ التـَّسَكـُّع..والرَّحِيلْ

والنـَّوْرسُ المكـْسُورُ يَهْفـُو..

للشَّواطِئ..والنـَّخِيلْ

قدْ تـَسـْأليـِنَ الآنَ

عَنْ زَمَنى وَعُنـْوَانِى

وَمَا لاقـْيتُ فِى الوَطـَن البَخِيلْ

مَا عَادَ لـِى زَمنٌ.. وَلا بَيْتٌ..

فـَكـُلُّ شَوَاطِئ الأيَّامِ

فِى عَيْنـَىَّ.. نِيلْ

كـُلُّ المواسِمِ عشتـُهَا..

قدْ تـَسـْألينَ: وَمَا الدَّليلْ؟

جَرْحٌ عَلى العَيْنـَين أحْمِلـُهُ وسَامًا

كلـَّمَا عَبَرَتْ عَلـَى قـَلـْبـِى

حَكـَايَا القـَهْر.. والسَّفـَهِ الطـَّويلْ

حُبُّ يَفيضُ كـَموْسِمِ الأمْطـَار..

شَمْسٌ لا يُفـَارقـُهَا الأصيلْ

تـَعبُ يُعَلــِّمُنِى..

بأنَّ العَدْوَ خـَلـْفَ الحُلـْمِ..

يُحْيى النـَّبْضَ فِى القـَلـْبِ العَليلْ

سَهَرٌ يُعَلـِّمُنى..

بأنَّ الدّفْءَ فِى قِمَم الجـِبَالِ..

وَلـَيْس فِى السَّفـْح الذليلْ

قدْ كانَ أسْوَأ مَا تعْـلــَّمْنـَاهُ

مِنْ زَمن ِ النـَّخَاسَةِ..

أنْ نَبيعَ الحُلـْمَ.. بالثـَّمَنِ الهَزيلْ

أدْرَكـْتُ مِنَ سَفـَرى.. وتـَرْحَالِى..

وفِى عُمْرى القليلْ

أنَّ الزُّهُورَ تـَمُوتُ..

حينَ تـُطـَاولُ الأعْشَابُ..

أشْجَارَ النـَّخِيلْ

أنَّ الخُيُولَ تـَمُوتُ حُزْنـًا..

حِينَ يَهْربُ مِنْ حَناجرهَا الصَّهيلْ

الطـَّقـْسُ هَذا العَامَ يُنـْبـِئـُنِى

بأن النـَّوْرَسَ المَكسُور يَمْضِى..

بَيْنَ أعْمَاق السَّحَابْ

قدْ عَاشَ خـَلـْفَ الشَّاطئ المَهْجُور

يُلـْقيهِ السَّرَابُ..إلى السَّرَابْ

والآنَ جئـْتِ..وفِى يَدَيْكِ

زَمَانُ خَوْفٍ..واغـْـتـَرابْ

أىُّ الشـَّوَاطئ فِى ربٌوعِكِ..

سَوْفَ يَحَمْـِلـُنِى ؟

قلاعُ الأمْنِ.. أمْ شَبَحُ الخَرَابْ؟

أىُّ البلادِ سَيَحْـتـَوينِى..

مَوْطِنٌ للعِشْقِ

أمْ سِجْنٌ..وجَلادٌ..

ومَأسَاة ُ اغـْتِصَابْ؟

أىُّ المضَاجـِع سوْف يُؤُوينى؟

وهَلْ سَأنامُ كالأطـْفـَال فى عَينيْـكِ..

أم سَأصيرُ حقــًّا

مُسْتبَاحًا..للـْكِلابْ؟

أى العُصُور على رُبوعِكِ

سَوْفَ أغْرسُ وَاحَة ً للحُبِّ..

أمْ وَطنـًا تمزِّقـُهُ الذئـَابْ؟

أىُّ المشَاهِدِ

سَوفَ أكـْتـُبُ فى رَوايـِتنـَا؟

طـُقـُوسَ الحُلم..

أمْ «سِيْركـًا» تـَطيرُ

عَـلـَى مَلاعِبـِه الرِّقـَابْ؟

الطـَّقـْسُ هَذا العَامَ يُنبـِئـُنـِى

بأنَّ الأرْضَ تـَحْمِلُ ألـْفَ زلـْزَالٍ

وأنَّ الصُّبْحَ يَصْرُخُ

تَحْتَ أكـْوَام الــُّـتـَرابْ

الطـَّقـْسُ هَذا العَامَ يُنبِئنى

بأنَّ النـَّيلَ يَبْكى

فاسْألى الشُّطآنَ

كيْفَ تفيضُ فِى العُرْس الدُّمُوعْ؟

الدَّمْعُ فِى العَيْنين

يَحْكِى ثـَوْرَة الشُّرَفـَاءِ

فِى زَمَن التـَّخَنـُّثِ..

والتـَّنـطـُّع..والخُنـُوعْ

هَذِى الدِّمَاءُ عَلى ثـَيابـِكِ

صَرْخـَة.. وزَمَانُ جُوعْ

هَيَّا ارْفعِى وَجْهـِى.. وَقـُومِى

حَطـِّمِى صَمْتَ السَّوَاقِى..

واهْدِمِى صَنـَمَ الخـُضُوعْ

هَيَّا احْمِلينى فى عُيُونِكِ دُونَ خَوْفٍ

كـَىْ أصَلـِّى فِى خُشُوعْ

صَلـِّيْتُ فى محْرابِ نيلكِ كـُلَّ عُمْرى

لـَيْس للأصْنـَام حَق فى الرُّجُوعْ

فغدًا سَيُشْرقُ فِى رُبُوعِكِ

ألفُ قِنديلٍ

إذا سَقـَطـَتْ مَعَ القـَهْر الشُّمُوعْ

فالنـِّيلُ سَوْفَ يَظلُّ مِئـْذنـَة ً

وَقـُدَّاسًا..

وَحُبًا نـَابـِضًا بيْنَ الضُّـلـُوعْ

تتعَانقُ الصَّـلوَاتُ والقدَّاسُ

إنْ جَحُدوا السماحَة

فِى مُحَمَّدَ..أو يَسُوعْ

الطـَّقـْسُ هَذا العَامَ يُنـْبئنِى

بأنَّ الجُوعَ قـَاتِلْ

وبأَّن أشْبَاحَ الظـَّلام..

تـُطلُّ مِنْ بَيْن الخَمَائِلْ

والنـَّهْرُ يَبْكِى..والطـُّيُورُ

تفرُّ مِنْ هَوْل الزَّلازلْ

فزَواجُ عَصْر القـَهْر..

بالشُّرَفـَاءِ بَاطلْ

مَا بَيْنَ مَخْبُولٍ..

ودَجَّال ٍ..وجَاهِلْ

الصُّبْحُ فى عَيْنيكِ

تـَحْصُدُهُ المنـَاجلْ

والفَجْرُ يَهْرَبُ كـُلــَّمَا لاحَتْ

عَلى الأفـْق السَّلاسِلْ

لا تتركِى النـِّيَرانَ تـَلتـَهمَ الرَّبيعَ..

وتـَرتـَوى بـِدَم السَّنابـِلْ

فالقـَهْرُ حِينَ يَطيشُ فِى زَمن الخَطايَا

لنْ يُفـَرِّقَ..بَيْنَ مَقـْتـُولٍ..وقـَاتِلْ

قصيدة «الطقس هذا العام» سنة 1990

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Rochen Web Hosting