رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

دموع بنت المهدى!

قسم : مقالات
الأحد, 23 أبريل 2023 12:00

 

 

لا شىء يؤلم مثل الوطن، خاصة إذا كنت تشعر بالعجز والفشل لنجدة الوطن.. شاهدت على إحدى الشاشات دموع مريم بنت الصادق المهدى، لم تنطق بكلمة.. إنه الشعور بالعجز أمام وطن يتم تدميره، وحرقه.

 

وشاهدت على شاشة أخرى دموع أحد أساتذة الجامعة تسأله المذيعة عن رأيه فيما يجرى فى السودان، فلم ينطق بكلمة لكنه راح يبكى بدون صوت، حتى اعتذرت المذيعة وبكت وذهبت إلى فاصل!.

تذكرت نحيب أحد التوانسة ليلة هروب زين العابدين بن على، وهو يقول بن على هرب.. كان يصرخ فى شوارع تونس، أظن شارع الحبيب بورقيبة، وكانت الفضائيات تنقل صوته فى وقت لم يكن أحد يعرف الأخبار، وظل صوته يقول بن على هرب، وكأنه يخشى على الوطن وكأنه يسأل: من يدير البلاد الآن؟.. هكذا أبناء العرب يبكون أوطانهم ولا يعرفون أين المصير؟!.

على الشاشات صور أسر ترحل، تحمل حقائبها وأطفالها وتمضى لا تعرف أين تذهب.. رائحة الموت والجثث فى كل مكان وإطلاق النار يتجدد رغم الهدنة والسودان يضيع.. وللأسف الكل يهتف باسم الله ويردد: الله أكبر!.

كل يظن أنه على حق وأنه سينتصر.. وكل فريق معه الفضائيات التى تناصره وكلهم يرقص على جثة السودان، ولا نعرف الحقيقة، والكتابة فى ظل هذه الغيوم والأجواء الضبابية كأنك تمشى فى حقول الشوك!.

لا أحد فى الأطراف المتصارعة والمتحاربة يحترم الهدنة التى منحت للسودانيين فى العيد، كلاهما يتهم الآخر بخرق الهدنة، والشعب يحزم حقائبه ويترك السودان لمن يتحاربون على ثروات السودان، ولم يتمالك السياسيون أنفسهم من البكاء على الشاشات وقالوا نعتذر أننا لم نستطع نصرة السودان!.

الذين تهدمت بيوتهم يبكون، ليس على البيت الخاص، وإنما على الوطن.. والبيت هو الوطن الأول وهو الرمز.. هم الآن لا يعرفون هذا ولا ذاك، لكن يهمهم الوطن الذى يضيع من بين أيديهم ويتسرب مثل كل الأوطان التى انهارت وطواها التاريخ!.

الله وحده يعلم متى تنتهى هذه الأزمة.. دول كثيرة بدأت ولم تنته الحرب فيها إلا بالقضاء على الوطن وتشرد المواطنين، ولكم فى سوريا المثل.. اللهم احفظ السودان وأهله واحقن دماءهم.. السودان فى حروب منذ سنوات ولا يستطيع بلد فى العالم أن يصمد هكذا بلا عمل ولا إنتاج!.

تعلمنا فى مدارسنا أن السودان جزء منا، أى أننا جسد واحد، شمال الوادى وجنوب الوادى، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى!.

 

Rochen Web Hosting