رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

وتبقى مصر للجميع

قسم : مقالات
الجمعة, 20 يناير 2023 10:59

فى بيوت كثيرة فى مصر لم تكن تعرف من المسلم ومن المسيحى من السكان وكثير ما كنا نتجمع ونذهب إلى بيت زميلنا المسيحى وتقدم لنا والدته كعك العيد .. ولم يكن احد يعرف هل طبيب أبنائه مسلم أم مسيحى وفى القرآن الكريم عشرات الآيات التى تتحدث عن السيدة مريم والسيد المسيح عليهما السلام .. ولم نكن نفرق بين اعياد المسلمين وأعياد المسيحيين وكنا نتبادل التهنئة فى الأعياد بلا حساسيات .. وكثيرا ما كان الإخوة المسيحيون يقدمون الطعام لجيرانهم المسلمين فى كل المناسبات .. وكل الظواهر السلبية التى ظهرت فى سلوكياتنا حالات مرضية لأن القرآن الكريم يدعو للمحبة والرحمة .. كثيرا ما كنت أزور قداسة البابا شنوده ونقرأ الشعر معا وكان شاعرا عاشقا للغة العربية وكان يجيدها نطقا وإحساسا وذات يوم ذهبت إليه لكى أدعوه لمشاهدة مسرحيتى دماء على ستار الكعبة وطال الحديث بيننا فى الشعر والأديان وسألت البابا متى تتناول الغداء فقال أنا صائم وقلت له قداسة البابا انا مفطر وطلب لى وجبة كاملة وكان غداء شهيا .. لم تكن لدينا حساسيات فى كل انواع العلاقات الإنسانية ولا ينبغى أن يتصور البعض أن المواقف التى تسيء لجوهر الأديان ظواهر طبيعية لأن مصر لم تعرف الفتن الطائفية فى تاريخها إلا فى أحداث افتقدت الأمانة والمسئولية .. وقد تناول كتابنا الكبار هذه العلاقات من خلال منظور إنسانى رفيع يحترم كل الأديان لأن الدين لله والوطن للجميع وعلينا أن نقرا ما كتب مشايخنا الأجلاء عن المسيحية وما كتب المفكرون عن الإسلام .. إن الظواهر الغريبة التى تقسم الشعب أديانا وعقيدة تحملها نوايا سيئة وأغراض مشبوهة ولابد أن نحرص على وحدة شعبنا ولا نترك الفتن تفرق بيننا من خلال دعوات غريبة تنطلق من وقت لآخر لتفسد علاقات المودة والرحمة التى جمعتنا دائما .. إن أجمل وأعظم ما فى حياة المصريين أنهم شعب واحد وإن اختلفت الأديان والعقيدة لأن مصر الوطن والأرض والحياة كانت دائما وطنا لكل أبنائها ولم تفرق بين أحد منهم.. كل سنه ومصر الأمن والسلام والحب بيتنا جميعا مسلمين ومسيحيين لأن الدين جمعنا على الإيمان والتوحيد ولن يفرقنا احد

Rochen Web Hosting